[حسناء بنت الجبل]

يا لطبع الانسان

يشتكي من كل شيء و لا يرضى بأي شيء

و رغم أن له كثير من الاشياء التي لا يملكها غيره

الا أنه دوما يشتكي

لم َلا نحمد الله على ما أعطانا

و لا نرى الا ما حرمنا منه؟

لم التشاؤم و التفكير السلبي

فيما لدينا الكثير من الايجابيات

حقا اني أخجل من نفسي و أستحيي منها

اشتكيت من المرض و لم أحمد الله أن مرضي لم يلزمني السرير الا قليلا

فيما ينام غيري ليل نهار في المستشفيات

اشتكيت من الضعف و الوهن و لم أحمد الله على قدرتي على الجلوس و المشي و السهر

فيما حُبس غيري في كراسِِ متحركة و في غرف الانعاش

اشتكيت من التعب و لم أحمد الله على الراحة النفسية التي اتمتع بها

فيما يعاني غيري بين جدران المصحات و من أثر المهدئات

اشتكيت من الفقر و لم أحمد الله على نعمة البصر و السمع و المشي و الكلام

و لم أنظر للأصم و الأبكم و الضرير و المبتور

أخجل من نفسي لأني نقمت على كل شيء ، رغم أني أملك الكثير

و استحييت من نفسي لأني تذمرت و يئست

ربما لم أتعلم درووس الحياة الا في وقت متأخر

و السبب أن تفكيري كان سطحي أو محدود

و لهذا السبب قررت أن أتغير

أن أقاوم و أجاهد نفسي و أحقق في الأيام القادمة ما عجزت عن تحقيقه لسنوات باذن الله

قررت أن أجعل من العثرات مطية و من الأخطاء منارة لتحقيق الأفضل

استحييت من نفسي لأن لي عقلا و لم أستطع أن أُعمله فيما يفيد

بل سلكت به سبل الوهن و الضعف و الخمول

و بدل أن أُنمي بذرة الاجتهاد و التطوير ، أهلت التراب على آخر جزء مما يصلح

و لكن الآن أعد نفسي قبل أن أعدكم ، أني سأحاول التغيير

و سأحاول الاجتهاد و التفاني

أن أنظر لما ملكت لا أن أنظر لما حُرمت

و أن أرى الأمور القبيحة جميلة و أن لا أغتر بما لمع من سفاسف الأمور

فالاعتراف بالداء نصف الدواء

اليوم تعلمت درسا كنت بحاجة اليه

تعلمته من أضعف البشر

ممن حالهم أسوأ من حالي

ممن ضعفهم أشد من ضعفي

تعلمت الدرس ممن لم أنتبه لوجودهم يوما

رغم أن هؤلاء الأشخاص غرباء

و لكن أثروا أيما أثر

من اليوم و صاعدا سأبدأ صفحة جديدة

و بخارطة جديدة أغير نهج حياتي

و أغير يومياتي

و لا مكان فيها للسلبيات

لأني صرت أستحيي من نفسي و أخجل منها