في التهنئة بالعيد:
عبرة لأمراء هذا الزمان ولمن يزينون لهم ظلمهم باسم الدين:
دخل المسلمون في يوم العيد ليهنئوا أمير المؤمنين الخليفة الأموي عمر بن عبدالعزيز- رضي الله عنه- ، فلما انصرف الرجال ودخل الغلمان ، كان من بينهم ابن عمر بن عبد العزيز وهو يلبس ثياباً رثّــة ، وأبناء الرعية يلبسون ثيابا جديدة.
فبكى عمر بن عبدالعزيز وطأطأ رأسه.
فتقدم إليه هذا الابن البارّ قائلا :
يا أبتاه ! ماالذي أبكاك؟
قال : لاشيء يابني سوى أنّي خشيت أن ينكسر قلبك وأنت بين أبناء الرعية بتلك الثياب البالية القديمة وهم يلبسون الثياب الجديدة ..
قال الغلام لأبيه:
يا أبتاه ! .. إنّما ينكسر قلب مَـن عرف الله فعصاه ، وعقّ أمّــه وأباه ، أما أنا فلا والله
إنّما العيد لمن أطاع الله.