منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - essai de traduction : tawhid (monothéisme et croyances)
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-06-07, 19:06   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أم الفضل1
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

هذا هو النص العربي من مقدمة كتاب "سهل في التوحيد والعقيدة"
للشيخ الدكتور محمود الرضواني

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله؛ فلا مضل له، ومن يضلل؛ فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. قال الله تعالى:)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ(آل عمران:١٠٢. وقال سبحانه وتعالى: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (الأحزاب:٧٠/٧١.
أما بعد..
فإن أفضل نعمة يَمُن الله بها على الإنسان هي نعمة التوحيد وسلامة العقيدة ودوام الإسلام وزيادة الإيمان، تلك النعمة التي يوفق الله بها من شاء من عباده إلى التزام الصراط المستقيم، واتباع المنهج النبوي القويم، منهج أهل السنة والجماعة الذي قام على توحيد العبادة لله وتوحيد الاستعانة به على طاعته وتقواه؛ وهو منهج القائلين إياك نعبد، وإياك نستعين، فمن وفقه الله وهداه إلى نعمة التوحيد وتحقيق اليقين؛ وجب عليه دوام الحمد والشكر لله رب العالمين، ولذلك كان هذا الحمد هو آخر دعوى المؤمنين الموحدين، فقال تعالى) : إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِدَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآَخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(يونس:/١٠. وقال تعالى)وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ(الأعراف:٤٣.
· ما حقيقية التوحيد الذي دعا إليه أهل السنة والجماعة؟
التوحيد الذي دعا إليه أهل السنة والجماعة مرتبط بمعناه في اللغة، وهو الانفراد والتميز، ونفي المثيل والشبيه والشريك؛ وبيان ذلك أن المتوحد المنفرد عن غيره، لابد أن ينفرد بشيء يتميز به، وأن يكون هو الوحيد المتصف به، أما الذي لا يتميز بشيء عن غيره، ولا يوصف بوصف يلفت الأنظار إليه، فهذا لا يكون منفردا، ولا متوحدا، ولا متميزا؛ فلو قلت مثلا: فلان لا نظير له؛ سيقال لك: في ماذا؟ تقول: في علمه، أو في خُلقه، أو لا نظير له في كرمه، أو في صدقه، أو في أي صفة تفرد بها عن غيره، فلا بد من ذكر الوصف الذي انفرد به، وتوحد فيه، وتميز به.
لكن من العبث أن يقال لك: فلان لا نظير له في ماذا؟ فتقول: في لا شيء، أو تقول: لا صفة له أصلا؛ فالله U وله المثل الأعلى انفرد عمن سواه بثلاثة أمور لن تجدها في أحد سواه، هذه الأمور تسمى بأنواع التوحيد التي وصف الله بها نفسه في كتابه وفي سنة رسوله –صلى الله عليه وسلم ؛ لا بد من إثباتها لله كما أثبتها لنفسه، ولا بد من الإيمان بها والعمل بمقتضاها، فالتوحيد هو الإفراد، ولا يكون التوحيد توحيدا إلا مع الإثبات؛ فما الذي انفرد به رب العزة والجلال مما ورد في النصوص والآيات؟ عند استقصاء الأدلة من القرآن والسنة، يتبين أن الله انفرد بثلاثة أمور جامعة لا يشاركه فيها غيره وهي:
أولها: انفراده سبحانه وتعالى بالربوبية؛ فلا رب سواه؛ ولا خالق للكون إلا الله، فله سبحانه الخلق والأمر كما قال في كتابه)إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ(الأعراف:٥٤. وهذا هو توحيد الربوبية، الذي تدل عليه ثلث الآيات القرآنية تقريبا.
ثانيا: انفراده سبحانه بالعبادة والإلوهية، فلا يقبل الشركة فيها، فمن عبد الله وعبد غيره معه،؛ فعبادته مردودة عليه لما فيها من الشرك بالله. قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا النساء:٤٨. وقد ورد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قال اللهُ تبارك وتعالى: أنا أغْنى الشركاءِ عنِ الشِّرْك، منْ عمِل عملا أشرك فِيهِ معِي غيْرِي، تركْتهُ وشِرْكهُ) ([1]).وهذا النوع هو حقيقة الشهادة وتوحيد العبادة، وثلث ما ورد في آيات القرآن تقريبا يدور حول هذا النوع من التوحيد.
ثالثا: انفراده سبحانه وتعالى بالأسماء الحسنى والصفات العلى، فكما أنه سبحانه انفرد بالربوبية والإلوهية، فإنه أيضا انفرد بالأسماء والصفات، فلا سَمِيّ له ولا نظير، ولا شبيه ولا مثيل. قال تعالى: )لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ(الشورى:١١.فبعد أن بدأ الله في الآية بالتوحيد وبين أنه لا شبيه له ولا مثيل اتبع ذلك بإثبات الأسماء والصفات كاسمه السميع واسمه البصير، وكل ما ورد في القرآن والسنة من هذا القبيل، فالتوحيد يستلزم إثبات الصفات، وهذه عقيدة أهل السنة والجماعة التي تناسب الفطرة السليمة والعقول المستقيمة.
ومن نظر إلى دلالة ما ورد في النصوص القرآنية والنبوية؛ وجد أنها إما خبر عن الله تعالى وأسمائه وصفاته وأفعاله، وهو توحيد الأسماء والصفات؛ وإما خبر عن قضائه وقدره، وحكمته ومشيئته، وكمال تقديره وقدرته، وملكه لخلقه، وتدبيره لكونه، ووصفه لفعله، وهذا توحيد الربوبية؛ وإما دعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وخلع ما يعبد من دونه، وذلك من خلال أمر الله الشرعي ونهيه التكليفي وبالدرجات المتنوعة للأمر والنهي في كل حكم تعبدي، فهذا هو توحيد العبادة، وإما خبر عن إكرام الله لأهل توحيده وطاعته، وما ابتلاهم به في الدنيا بحكمته، وما يكرمهم به في الآخرة بفضله ورحمته، فهو جزاء توحيده واتباع هدايته؛ وإما خبر عن أهل الشرك والعصيان، واتباعهم للطواغيت من بني الإنسان والشيطان، وما ينالهم من الخزي والخسران في الدنيا، والحسرة والندامة في والآخرة، فهو جزاء من خرج عن حكم التوحيد.

(1) مسلم في الزهد، باب من أشرك في عمله غير الله 4/2289 (2985).










رد مع اقتباس