منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - طبائع النساء وما جاء فيها من عجائب وأخبار وأسرار
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-12-24, 08:30   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
zaza22
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية zaza22
 

 

 
إحصائية العضو










B11

تـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاب ع
طبع الأنثى وما يذم من عشرة النساء
شر النساء
إياك وهؤلاء
خضراء الدمن شرك الصياد ومن الرجال ما ساء خلقه احذر امرأة سمعنه نظرنه ولا تنكحن هؤلاء شر النصفين امرأة الحطيئة وأمه علامة الحب البغض إنها كمشجب بال غيرة وحمق ثلال خلال فى امرأة قبيحة صنف منهن بكر حواء نموذج كريه يتعوذ الشيطان منها جاهل مغرور من غره النساء بود ليس لمخضوب البنان يمين فاحبسه عن بيتها يا حابس الفيل يا ليتنى المجعول فى النار الغانيات والشيب
بين يدى هذا الباب
إن الغرائز المختلفة التى تعلل محاسن المرأة تعلل لنا نقائصها التى تعاب عليها من بعض جهاتها وقد لخصها المتنبى ولخص ما قيل في معناها حيث قال فمن عهدها ألا يدوم لها عهد
فهي تتقلب وتراوغ وترائى وتكذب وتحزن وتميل مع الهوى وتنسى في لحظة واحدة عشرة السنين الطوال
تحب المرأة الشباب ومن ذا الذي لا يحب الشباب
ثم تحب المرأة المال ومن ذا الذي يكره المال
وهي أبدا بين نقيضين في أمومتها وفي حبها
ولا بد من التناقض في طبع الأنثى لأنها شخصية حية خاضعة للمؤثرات التى تتناوبها من عدة جهات
إن الصفة التى وصفت بها المرأة في القرآن هي الصفة التى خلقت عليها أو هي صفتها على طبيعتها التى تحيا بها مع نفسها ومع ذويها
لقد جاءت وصف النساء بالكيد في ثلاثة مواضع من القرآن الكريم
مرتين على لسان يوسف عليه السلام
ومرة على لسان العزيز ( في سورة يوسف )
) قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين (
) وقال الملك ائتوني به فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم (
) فلما رأى قميصه قد من دبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم (
والكيد صفة مذكورة في مواضع كثيرة من القرآن بعضها منسوب إلى الإنسان وبعضها منسوب إلى الشيطان
ومن الرجال الذين نسيت إليهم صالحون مؤمنون ومنهم كفرة مفسدون بل وردت وصفا لله تعالى مع المقابلة بين الكيد الإلهى وكيد المخلوقات وبغير مقابلة في الآيات
ويدخل في الكيد صفات كثيرة تمدح وتذم وتطلب وتمنع تشترك كلها في معانى التدبير والمعالجة والحيلة
وقدج يجمع الحميد والذميم منها قولهم الحرب مكيدة لأنها تدبير ومعالجة وحيلة تتطلبها مواقف القتال
وقد تذم أحيانا في هذه المواقف كما تذم في سواها
وقد جاء وصف الكيد في سورة يوسف نفسها منسوبا إلى إخوة يوسف إذ جاء فيها على لسان يعقوب عليه السلام ) قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا (
وجاء منسوبا إلى الله تعالى بمعنى التدبير
) كذلك كدنا ليوسف (
أما الكيد الذي وصفت به امرأة العزيز وصاحباتها فهو كيد يعهد في المرأة ولا ينسب إلى غيرها أو هو كيدهن الذي به يتسمن ويصدر عن خلائقهن وطبائعهن كما يفهم من الإضافة المتكررة في الآيات الثلاث
ويدل عليه عمل امرأة العزيز فيما غشت به زوجها واحتالت له من مراودة غلامها عن نفسه ثم من اتهامه بمراودتها وتنصلها من فعلها وكلها أعمال تتلخص في الرياء أو في إظهار غير ما تبطنه واحتيالها للدس والإخفاء
فتعال نتابع مع ابن عبد ربه ما جمعه في هذا المجال بعد أن عرضنا عليك رأى العقاد فيما يذم من عشرة النساء
أعلم الناس بالنساء لعبدة بن الطيب قال أبو عمرو بن العلاء اعلم الناس بالنساء عبدة بن الطبيب حيث يقول فإن تسألونى بالنساء فإننى عليم بأدواء النساء طبيب إذا شاب رأس المرء أو قل ماله فليس له في ودهن نصيب يردن ثراء المرء حيث علمنه وشرخ الشباب عندهن عجيب وهذه الأبيات لعلقمة بن عبدة المعروف بالفحل وأول القصيدة طحا بك قلب فى الحسان طروب شر النساء وقيل لأعرابي عالم بالنساء صف لنا شر النساء قال
شرهن النحيفة الجسم القليلة اللحم المحياض الممراض الصفراء المسئومة العسراء السليطة الذرفاء السريعة الوثبة كأن لسانها حربة تضحك من غير عجب وتقول الكذب وتدعو على زوجها بالحرب أنف فى السماء واست فى الماء إياك وهؤلاء وفى رواية محمد بن عبد السلام الخشنى قال إياك وكل امرأة مذكرة منكرة حديدة العرقوب بادية الظنبوب منتفخة الوريد كلامها وعيد وصوتها شديد تدفن الحسنات وتفشى السيئات تعين الزمان على بعلها ولا تعين بعلها على الزمان ليس في قلبها له رأفة ولا عليها منه مخافة إن دخل خرجت وإن خرج دخلت وإن ضحكت بكت وإن بكى ضحكت وإن طلقها كانت حرفته وإن أمسكها كانت مصيبة سفعاء ورهاء كثيرة الدعاء قليلة الإرعاء تأكل لما وتوسع ذما صخوب غضوب بذية دنية ليس تطفأ نارها ولا يهدأ إعصارها ضيقة الباع مهتوكة القناع صبيها مهزول وبيتها مزبول إذا
حدثت تشير بالأصابع وتبكى في المجامع بادية من حجابها نباحة على بابها تبكى وهى ظالمة وتشهد وهى غائبة قد دلى لسانها بالزور وسال دمعها بالفجور خضراء الدمن قال النبي إياكم وخضراء الدمن يريد الجارية الحسناء فى المنبت السوء شرك الصياد وفى حكمة داود المرأة السوء مثل شرك الصياد لا ينجو منها إلا من رضي الله عنه النساء ثلاثة روى الأصمعى عن أبي عمرو بن العلاء قال قال عمر بن الخطاب النساء ثلاثة هينة عفيفة مسلمة تعين أهلها على العيش ولا تعين العيش على اهلها وأخرى وعاء للولد وثالثه غل قمل يلقيه الله فى عنق من يشاء من عباده ابن قتيبة بين امرأة وزوجها ومن الرجال ما ساء خلقه نافرت امرأة فضالة زوجها إلى مسلم بن قتيبة وهو والى خراسان فقالت أبغضه والله لخلال فيه قال وما هى قالت
قليل الغيرة سريع الطيرة شديد العتاب سريع الحساب قد أقبل بخره وأدبر ذفره وهجمت عيناه واضربت رجلاه يفيق سريعا وينطق رجيعا يصبح حلسا ويمسة رجسا إن جاع جزع وإن شبع جشع احذر امرأة سمعنة نظرنه ومن صفة المرأة السوء يقال لها امرأة مسعنة نظرنة وهى التى إذا تسمعت أو تبصرت فلم تر شيئا تظننته تظنيا قال أعرابى إن لنا لكنه سمعنة نظرنه معنة مفنة القنة إلا تره تظنه ولا تنكحن هؤلاء وقال يزيد بن عمر بن هبيرة لا تنكحن برشاء ولا عمشاء ولا وقصاء ولا لثغاء فيجيئك ولد ألثغ فوالله لولد أعمى أحب إلى من ولد ألثغ عمر الرجل وعمر المرأة وقال آخر عمر الرجل خير من أوله يثوب حلمه وتثقل حصاته وتحمد سريرته وتكمل تجاربه
وآخر عمر المرأة شر من أوله يذهب جمالها ويذرب لسانها وتعقم رحمها ويسوء خلقها شر النصفين وعن جعفر بن محمد عليهما السلام إذا قال لك أحد تزوجت نصفا فاعلم أن شر النصفين ما بقى فى يده وأنشد وإن أتوك وقالوا إنها نصف فإن أطيب نصفيها الذى ذهبا امرأة الحطيئة وقال الحطيئة فى امرأته أطوف ما أطوف ثم آوى إلى بيت قعيدته لكاع أم الحطيئة ويقول لأمه ولم يسلم من لسانه أحد تنحى فاجلسى منة بعيدا أراح الله منك العالمينا أغربالا إذا استودعت سرا وكانونا على المتحدثينا حياتك ما علمت حياة سوء وموتك قد يسر الصالحينا نموذج آخر من الإماء اللاتى ساء خلقهن وأعوذ بالله من شرهن قال زيد بن عمير عى أمته أعاتبها حتى إذا قلت أقلعت أبى الله إلا خزيها فتعود فإن طمثت قادت وإن طهرت زنت فهى أبدا يزنى بها وتقود
علامة الحب والبغض ويقال إن المرأة إذا كانت مبغضة لزوجها فعلامة ذلك أن تكون عند قربه منها مرتدة الطرف عنه كأنها تنظر إلى إنسان غيره وإذا كانت محبة له لا تقلع عن النظر إليه المرأة اللثغاء وقال آخر يصف امرأة لثغاء أول ما أسمع منها فى السحر تذكيرها الأنثى وتأنيث الذكر والسوءة السوءاء في ذكر القمر لقد كنت محتاجا إلى موت زوجتى ولآخر في زوجته لقد كنت محتاجا إلى موت زوجتى ولكن قرين السوء باق معمر فيا ليتها صارت إلى القبر عاجلا وعذبها فيه نكير ومنكر عبد الملك وابن زنباع إنها كمشجب بال قد أسيء صنعه كان روح بن زنبار أثيرا عند عبد الملك فقال له يوما أرأيت امرأتى العبشمية قال نعم قال بماذا شبهتها قال بمشجب بال قد أسيء صنعه قال صدقت وما وضعت يدى عليها قط إلا
كأنى وضعتها على الشكاعى وأنا أحب أن تقول ذلك إلى ابنيها الوليد وسليمان فقام إليه فزعا فقبل يده ورجله وقال أنشدك الله يا أمير المؤمنين ألا تعرضنى لهما قال مامن ذلك بد وبعث من يدعوهما فاعتزل روح وجلس ناحية من البيت فقال لهما عبد الملك أتدريان لم بعثت إليكما إنما بعثت لتعرفا لهذا الشيخ حقه وحرمته ثم سكت ابن زنبار وزوجه غيرة وحمق روى أبو الحسن المدائنى كان عند روح بن زنباع هند بنت النعمان بن بشير وكان شديد الغيرة فأشرفت يوما تنظر إلى وفد جذام وقد كانوا عنده فزجرها فقالت والله إنى لأبغض الحلال من جذام فكيف تخاف على الحرام فيهم وقالت له يوما عجبا منك كيف يسودك قومك وفيك ثلاث خلال أنت من جذام وأنت جبان وأنت غيور فقال لها اما جذام فإنى فى أرومتها وحسب الرجل أن يكون في أرومة قومه
وأما الجبن فإنى مالى إلا نفس واحدة فأنا أحوطها فلو كانت لى غير نفس واحدة جدت بها وأما الغيرة فأمر لا أريد أن أشارك فيه وحقيق بالغيرة من كانت عنده حمقاء مثلك مخافة أن تأتيه بولد من غيره فتقذفه فى حجره فقالت وهل هند إلا مهرة عربية سليلة أفراس تجللها بغل فإن أنجبت مهرا عريقا فبالحرى وإن يك إقراف فما أنجب الفحل رجل وأمرأة تخطب له وثلاث خصال فى الزوج هل تطاق وتحتمل وعن الأصمعى قال قال أبو موسى جاءت امرأة إلى رجل تدله على امرأة يتزوجها فقال أقول لها لما أتتنى تدلنى على امرأة موصوفة بجمال أصبت لها والله زوجا كما اشتهت إن احتملت منه ثلاث خصال فمنهن عجز لا ينادى وليده ورقة إسلام وقلة مال
فى امرأة قبيحة وذكر أعرابى امرأة قبيحة فقال ترخى ذيلها على عرقوبى نعامة وتسدل خمارها على وجه كالجعالة صنف منهن وصاحب أعرابى امرأة فقال لها والله إنك لمشرفة الأذنين جاحظة العينين ذات خلق متضائل يعجبك الباطل إن شبعت بطرت وإن جعت صخبت وإن رأيت حسنا دفنتيه وإن رأيت سيئا أذعتيه تكرمين من حقرك وتحتقرين من أكرمك حمدونة بنت المهدى ودخلت أعرابية على حمدونة بنت المهدى فلما خرجت سئلت عنها فقالت والله لقد رأيتها فما رأيت طائلا كأن بطنها قربة وكأن ثديها دبة وكأن استها رقعة وكأن وجهها وجه ديك قد نفش عفريته يقاتل ديكا
بكر حواء وهجا أعرابى امرأته فقال يا بكر حواء من الأولاد وأم آلاف من العباد عمرك ممدود إلى التناد فحدثينا بحديث عاد والعهد من فرعون ذى الأوتاد يا أقدم العالم عى الميلاد إنى من شخصك فى جهاد خطبها شابة ودسوا إليه عجوزا وقال أعرابى في امرأة تزوجها وقد خطبها شابة طرية ودسوا إليه عجوزا عجوز ترجى أن تكون فتية وقد نحل الجنبان واحدودب الظهر تدس إلى العطار سلعة أهلها وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر تزوجتها قبل المحاق بليلة فكان محاقا كله ذلك الشهر ما غرنى إلا خضاب بكفها وكحل بعينيها وأثوابها الصفر وقال فيها نموذج كريه ولا تستطيع الكحل من ضيق عينها فإن عالجته صار فوق المحاجر
وفى حاجبيها حزة كغرارة فإن حلقا كانا ثلاث غرائر وثديان أما واحد فهو مزود وآخر فيه قربة للمسافر وقال فيها يتعوذ الشيطان منها لها جسم برغوث وساقا بعوضة ووجه كوجه القرد بل هو أقبح وتبرق عيناها إذا ما رأيتها وتعبس فى وجه الضجيع وتكلح لها مضحك كالحش تحسب أنها إذا ضحكت فى أوجه القوم تسلح وتفتح لا كانت فما لو رأيته توهمته بابا من النار يفتح إذا عاين الشيطان صورة وجهها تعوذ منها حين يمسى ويصبح وقال أعرابى في سوداء كأنها والكحل فى مرودها تكحل عينها ببعض جلدها وقال فيها أشبهك المسك وأشبهته قائمة فى لونها قاعدة لا شك إذ لونكما واحد أنكما من طينة واحدة
فى مكر النساء وكيدهن الغسانى والكندى وهند جاهل مغرور من غره النساء بود وقال الهيثم بن عدى غزا الغسانى الحارث بن عمرو آكل المرار الكندى فلم يصبه فى منزله فأخذ ما وجد له واستاق امرأته فلما أصابها أعجبت به فقالت له انج فوالله لكأنى أنظر إليه يتبعك فاغرا فاه كأنه بعير آكل مرار وبلغ الحارث فأقبل يتبعه حتى لحقه فقتله وأخذ ما كان معه وأخذ امرأته فقال لها هل أصابك قالت نعم والله ما اشتملت النساء على مثله قط فأمر بها فأوقفت بين فرسين ثم استحضرها حتى تقطعت ثم قال كل أنثى وإن بدا لك منها آية الود حبها خيثعور إن من غره النساء بود بعد هند لجاهل مغرور أقوال فى مكر النساء وكيدهن وقالت الحكماء لا تثق بامرأة ولا تغتر بمال وإن كثر وقالوا النساء حبائل الشياطن
ليس لمخضوب البنان يمين قال الشاعر تمتع بها ما ساعفتك ولا تكن جزوعا إذا بانت فسوف تبين وصنها وإن كانت تفى لك إنها على مدد الأيام سوف تخون وإن هى أعطتك الليان فإنها لآخر من طلابها ستلين وإن حلفت لا ينقض النأى عهدها فليس لمخضوب البنان يمين وإن أسبلت يوم الفراق دموعها فليس لعمر الله ذاك يقين وقالت الحكماء لم تنه امرأة قط عن شيء إلا فعلته وقال طفيل الغنوى إن النساء متى ينهين عن خلق فإنه واقع لا بد مفعول فاحبسه عن بيتها يا حابس الفيل وعن الهيثم بن عدى عن ابن عياش قال أرسل عبد الله بن همام السلولى شابا إلى امرأة ليخطبها عليه فقالت له فما يمنعك أنت فقال لها ولى طمع فيك
قالت ما عنك رغبة فتزوجها ثم انصرف إلى ابن همام فقال له ما صنعت قال والله ما تزوجتنى إلا بشرط بعد شرط قال أو لهذا بعثتك ثم قال في ذلك رأت غلاما على شرط الطلابة لا يعيا بإرقاص بردى الخلاخيل مبطنا بدخيس اللحم تحسبه مما يصور فى تلك التماثيل أكفا من الكفء فى عقد النكاح وما يعيابه حل هميان السراويل تركتها والأيامى غير واحدة فاحبسه عن بيتها يا حابس الفيل السلولى وامرأة خطبها يا ليتنى المجعول في النار وعن الهيثم بن عدى عن ابن عياش قال كان النساء يجلسن لخطابهن فكانت امرأة من بنى سلول تخطب وكان عبد الله ابن همام السلولى يخطبها فإذا دخل عليها تقول له فداك أبى وأمى وتقبل عليه تحدثه وكان شاب من بنى سلول يخطبها فإذا دخل عليها الشاب وعندها عبد الله بن همام قالت للشباب قم إلى النار وأقبلت بوجهها وحديثها على عبد الله ثم إن الشاب تزوجها فلما بلغ ذلك عبد الله بن همام قال
أودى بحب سليمى فاتك لقن كحية برزت من بين أحجار إذا رأتنى تفدينى وتجعله فى النار يا ليتنى المجعول فى النار ماذا تظن سليمى وله فيها ماذا تظن سليمى إن ألم بها مرجل الرأس ذو بردين مزاح حلو فكاهته خز عمامته فى كفه من رقى الشيطان مفتاح وفى حكمة داود وجدت من الرجال واحدا فى ألف ولم أجد واحدة فى النساء جميعا الشيب والنساء الغانيات والشيب قال محمود الوراق لا تطلبين أثرا بعين فالشيب إحدى الميتتين أبدى مقابح كل شين ومحا محاسن كل زين
فإذا رأيت الغانيات رأين منك غراب بين ولربما نافسن فيك وكن طوعا لليدين أيام عممك الشباب وأنت سهل العارضين حتى إذا نزل المشيب وصرت بين عمامتين سوداء حالكة وبي ضاء المناشر كاللجين مزج الصدود وصا لهن فكن أمرا بين بين وصبرن ما صبر السوا د على مصانعة ودين حتى إذا شمل المشيب فحاز قطر الحاجبين قفين شر قفية وأخذن منك الأطيبين فاقن الحياء وسل نفسك أو فناد الفرقدين ولئن أصابتك الخطو ب بكل مكروه وشين فلقد أمنت بأن يصيبك ناظر أبدا بعين وقال حبيب الطائى نظرت إلى بعين من لم يعدل لما تمكن حبها من مقلتى لما رأت وضح المشيب بلمتى صدت صدود مجانب متحمل فجعلت أطلب وصلها بتلطف والشيب يغمرها بألا تفعلى وقال آخر صدت أمامة لما جئت زائرها عنى بمطروفة إنسانها غرق وراعها الشيب فى رأسى فقلت لها كذاك يصفر بعد الخضرة الورق
وقال محمد بن أمية رأين الغوانى الشيب لاح بعارضى فاعرضن عنى بالخدود النواضر وكن إذا أبصرننى أو سمعن بى دنون فرقعن الكوى بالمحاجر وقال العلوى عيرتنى بشيب رأسى نوار يا بنة العم ليس فى الشيب عار إنما العار في الفرار من الزحف إذا قيل أين أين الفرار وقال آخر ماذا تريدين من جهلى وقد غبرت سنو شبابى وهذا الشيب قد وخطا أرقع الشعرة البيضاء ملتقطا فيصبح الشيب للسوداء ملتقطا وسوف لا شك يعيينى فأتركه فطالما أعمل المقراض والمشطا أبو دلف والمأمون دخل أبو دلف على المأمون وعنده جارية له وقد ترك الخضاب أبو دلف فغمز المأمون الجارية فقالت له شبت أبا دلف إنا لله وإنا إليه راجعون لا عليك فسكت أبو دلف فقال له المأمون أجبها أبا دلف فأطرق ساعة ثم رفع رأسه فقال تهزأت أن رأت شيبى فقلت لها لا تهزئى من يطل عمره يشب شيب الرجال لهم زين ومكرمة وشيبكن لكن الويل فاكتئبى فينا لكن وإن شيب بدا أرب وليس فيكن بعد الشيب من أرب
الباب السادس أبغض الحلال إلى الله الطلاق
من ملح الأصمعى وغريبه المغيرة وزوجته فارعة الحسن وعائشة بنت طلحة إلى غير رجعة فارقها قبل أن تفرق شمله قمة الكراهية هكذا تكون الإخوان بانت فلم يألم لها قلبى ألذ من ليلة العرس تلك راضية بموضعها محمد هو الدنيا لا يدوم نعيمها وصلتك رحم من طلق امرأته ثم تبعتها نفسه إن الغزال الذى ضيعت مشغول ما كنت لتعذب عينين نظرتا إلى سعدى ابن أبى بكر وامرأته وكانت جنتى فخرجت منها من أخبار النوار إن فى نفسى من النوار شيئا أبعد صحبة خمسين عاما رضت الصعاب فلم تحسن رياضتها الرشيد والأصمعى ملح الأصمعى وغرائبه وأنت طالق إن أجاز زوجك محمد بن الغار قال حدثنى عبد الرحمن بن محمد ابن أخى الأصمعي قال سمعت عمى يقول توصلت بالملح وأدركت بالغريب وقال عمى للرشيد فى بعض حديثه بلغنى يا أمير المؤمنين أن رجلا من العرب طلق فى يوم خمس نسوة قال إنما يجوز ملك الرجل أربع نسوة فدخل عليهن يوما فوجدهن متلاحيات متنازعات وكان شنطيرا فقال إلى متى هذا التنازع ما إخال هذا الأمر إلا من قبلك يقول ذلك لامرأة منهن اذهبى فأنت طالق فقالت له صاحبتها عجلت عليها بالطلاق ولو أدبتها بغير ذلك لكان حقيقا فقال لها وأنت أيضا طالق
بين يدي هذا الباب للمحقق
بنى الطلاق كما بنى الزواج في المجتمعات الأولى على عادات الفطرة الذكر يطلب الأنثى ولا تطلبه
والرجل يخطب المرأة ولا تخطبه
وعلى هذه العادة الفطرية درج نظام الطلاق مع الزواج باختيار الرجل وحده وجرى القانون على ما جرى به العرف بعد قيام القوانين بعد المرحلة البدائية من مراحل الاجتماع
وشريعة القرآن الكريم في مسألة الطلاق شريعة دنيا ودين تنظر إلى طبائع الرجال والنساء
فالطلاق في الإسلام قسوة مكروهة لأنه أبغض الحلال إلى الله كما قال النبي {صلى الله عليه وسلم}
ولم تخل آية عرضت للطلاق من توكيد الأمر بالمعروف والنهى عن الإساءة والإيذاء والحث على مغالبة الشح والتقتير
وما من وسيلة تنجح في اجتناب الفرقة بين الزوجين إلا ونصح بها القرآن الكريم لكل منهما فيما يطلب من الرجل أو يطلب من المرأة وترجى منه الفائدة في الواقع
فإذا نفدت حيلة المراجعة وانتظار المهلة وبطلت مساعى الصلح بين الأهل والأقارب وأسفرت تجربة الطلقة الراجعة مرة بعد مرة عن قلة اكتراث للجفاء وإصرار على الفراق فليس في الزواج إذن بقية تحمى من الطلاق
ولعل الطلاق يومئذ أرحم بالمرأة من علامة منغصة تربطها برجل يجفوها ويبخل عليها بقوتها ويتمنى لها الموت ليبتعد عنها إذ كانت عشرتها غلا في عنقه لا يفصمه غير الموت
ولا إيذاء في هذا الطلاق للزوج ولا للزوجة ولا للمجتمع إذ لا بقاء إذن لشيء يصح أن يسمى بالزواج
وإليك ما قدمه ابن عبد ربه
الرشيد والأصمعي ملح الأصمعي وغرائبه
وأنت طالق إن أجاز زوجك
محمد بن الغار قال حدثني عبد الرحمن بن محمد ابن أخي الأصمعي قال سمعت عمى يقول توصلت بالملح وأدركت بالغريب
وقال عمى للرشيد في بعض حديثه
بلغني يا أمير المؤمنين أن رجلا من العرب طلق في يوم خمس نسوة
قال إنما يجوز ملك الرجل على أربع نسوة فكيف طلق خمسا
قال كان لرجل أربع نسوة فدخل عليهن يوما فوجدهن متلاحيات متنازعات وكان شنطيرا فقال إلى متى هذا التنازع
ما إخال هذا الأمر إلا من قبلك يقول ذلك لا مرأة منهن اذهبى فأنت طالق فقالت له صاحبتها
عجلت عليها بالطلاق ولو أدبتها بغير ذلك لكان حقيقا
فقال لها وأنت أيضا طالق
فقالت له الثالثة قبحك الله فوالله لقد كانتا إليك محسنتين وعليك مفضلتين فقال وأنت أيتها المعددة أياديهما طالق أيضا فقالت له الرابعة وكانت هلالية وفيها أناة شديدة ضاق صدرك عن أن تؤدب نساءك إلا بالطلاق فقال لها وأنت طالق أيضا وكان ذلك بمسمع جارة له فأشرفت عليه وقد سمعت كلامه فقالت والله ما شهدت العرب عليك وعلى قومك بالضعف إلا لما بلوه منكم ووجدوه فيكم أبيت إلا طلاق نسائك فى ساعة واحدة قال وأنت أيضا أيتها المؤنبة المتكلفة طالق إن أجاز زوجك فأجابه من داخل بيته قد أجزت قد أجزت
المغيرة وزوجته فارعة كنت فبنت ودخل المغيرة بن شعبة على زوجته فارعة الثقفية وهى تتخلل حين انفلت من صلاة الغداة فقال لها لئن كنت تتخللين من طعامك اليوم إنك لجشعة وإن كنت تتخللين من طعام البارحة إنك لشبعة كنت فبنت فقالت والله ما اغتبطنا إذ كنا ولا أسفنا إذ بانت بنا وما هو لشيء مما ذكرت ولكنى استكنت فتخللت لسواك فخرج المغيرة نادما على ماكان منه فلقيه يوسف بن أبى عقيل فقال له إنى نزلت الآن عن سيدة نساء ثقيف فتزوجها فإنها ستنجب فتزوجها فولدت له الحجاج الحسن وعائشة بنت طلحة رد جميل وقال الحسن بن على بن حسين لامرأته عائشة بنت طلحة أمرك بيدك فقالت قد كان عشرين سنة بيدك فاحسنت حفظه فلم أضيعه إذ صار بيدى ساعة واحدة وقد صرفته إليك فأعجبه ذلك منها وأمسكها لرجل فى طلاق امرأته إلى غير رجعة وقال أبو عبيدة طلق رجل امرأته وقال لقد طلقت أخت بنى غلاب طلاقا ما أظن له ارتدادا
ولم أك كالمعدل أو أويس إذا ما طلقا ندما فعادا فارقها قبل أن تفرق شمله ونكح رجل أمرأة من عدى فلما اهتداها رأت ربع داره أحسن ربع شمل عياله أجمل شمل فقالت أما والله لئن بقيت لهم لأشتتن أمرهم وقالت فى ذلك أرى نارا سأجعلها إرينا وأترك أهلها شتى عزينا فلما انتهى ذلك إلى زوجها طلقها وقال فى ذلك ألا قالت هدى بنى عدى أرى نارا سأجعلها إرينا فبينى قبل أن تلحى عصانا ويصبح أهلنا شتى عزينا قمة الكراهية وقيل لابن عباس ما تقول فى رجل طلق امرأته عدد نجوم السماء قال يكفيه من ذلك عدد كواكب الجوزاء لا أمل فيه وقيل لأعرابى هل لك فى النكاح قال لو قدرت أن أطلق نفسى لطلقتها
هكذا تكون الإخوان وعن الزهرى قال قال أبو الدرداء لامرأته إذا رأيتنى غضبت فترضينى وإن رأيتك غضبت ترضيك وإن رأيتك غضبت ترضيك وإلا لم نصطحب قال الزهرى وهكذا تكون الإخوان بانت فلم يألم لها قلبى قال الأصمعى كنت أختلف إلى أعرابى أقتبس منه الغريب فكنت إذا استأذنت عليه يقول يا أمامة ائذنى له فتقول ادخل فاستأذنت عليه مرارا فلم أسمعه يذكر أمامة فقلت يرحمك الله ما أسمعك تذكر أمامة قال فوجم وجمة فندمت على ما كان منى ثم أنشأ يقول ظعنت أمامة بالطلاق ونجوت من غل الوثاق بانت فلم يألم لها قلبى ولم تبك المآقى لو لم يرح بطلاقها لأرحت نفسى بالإباق ودواء مالا تشتهيه النفس تعجيل الفراق والعيش ليس يطيب من إلفين من غير اتفاق ألذ من ليلة العرس وعن الشيبانى طلق أبو موسى امرأته وقال فيها تجهزى للطلاق وارتحلى فذا دواء المجانب الشرس
ما أنت بالجنة الولود ولا عندك نفع يرجى لملتمس لليلتى حين بنت طالقة ألذ عندى من ليلة العرس بت لديها بشر منزلة لا أنا فى لذة ولا أنس تلك على الخسف لا نظير لها وإننى ما يسوغ لى نفسى ابن زبان والزبير تلك راضية بموضعها أقبل منظور بن زبان بن سيار الفزارى إلى الزبير فقال إنما زوجناك ولم نزوج عبد الله قال ماله قال إنها تشكوه قال يا عبد الله طلقها قال عبد الله هى طالق قال ابن منظور أنا ابن قهرم قال الزبير أنا ابن صفية أتريد أن يطلق المنذر أختها قال لا تلك راضية بموضعها خديجة بين محمد وإبراهيم محمد هو الدنيا لا يدوم نعيمها وتزوج محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان خديجة بنت عروة بن الزبير فذكر له جمالها وكان يقال له المذهب من حسنه وكان رجلا مطلاقا فقالت محمد هو الدنيا لا يدوم نعيمها فلما طلقها خطبها إبراهيم بن هشام بن إسماعيل المخزومى فكتب إليها
أعيذك بالرحمن من عيش شقوة وأن تطمعى يوما إلى غير مطمع إذا ما ابن مظعون تحدر وسقه عليك فبونى بعد ذلك أو دعى الحجاج وزواجه بابنة جعفر وصلتك رحم وعن العتبى عن أبيه قال أمهر الحجاج ابنة عبد الله بن جعفر تسعين ألف دينار فبلغ ذلك خالد بن يزيد بن معاوية فأمهل عبد الملك حتى إذا أطبق الليل دق عليه الباب فأذن له عبد الملك ودخل عليه فقال له ما هذا الطروق أبا يزيد قال أمر والله لم ينتظر له الصبح هل هل علمت أن أحدا كان بينه وبين من عادى ما كان بين آل أبى سفيان وآل الزبير بن العوام فإنى تزوجت إليهم فما فى الأرض قبيلة من قريش أحب إلى منهم فكيف تركت الحجاج وهو سهم من سهامك يتزوج إلى بنى هاشم وقد علمت ما يقال فيهم فى آخر الزمان قال وصلتك رحم وكتب إلى الحجاج يأمره بطلاقها وألا يراجعه فى ذلك فطلقها فأتاه الناس يعزونه وفيهم عمرو بن عتبة فجعل الحجاج يقع بخالد ويتنقصه ويقول إنه صير الأمر إلى من هو أولى به منه وإنه لم يكن لذلك أهلا فقال له عمرو بن عتبة إن خالدا أدرك من قبله وأتعب من بعده وعلم علما فسلم الامر إلى أهله ولو طلب بتقديم لم يغلب عليه أو بحديث لم يسبق إليه فلما سمعه الحجاج استحى فقال يا بن عتبة إنا نسترضيكم بأن نعتب عليكم ونستعطفكم بأن ننال منكم وقد غلبتم على الحلم فوثقنا لكم به وعلمنا أنكم تحبون أن تحلموا فتعرضنا للذين تحبون
من طلق امرأته ثم تبعها نفسه بين العريان وبنت عمران إن الغزال الذى ضيعت مشغول الهيثم بن عدى قال كانت تحت العريان بن الأسود بنت عم له فطلقها فتبعها نفسه فكتب إليها يعرض إليها بالرجوع فكتبت إليه إن كنت ذا حاجة فاطلب لها بدلا إن الغزال الذى ضيعت مشغول فكتب إليها من كان ذا شغل فالله يكلؤه وقد لهونا به والحبل موصول وقد قضينا من استطرافه طرفا وفى الليالى وفي أيامها طول والوليد وزوجته سعدى ما كنت لتعذب عينين نظرتا إلى سعدى وطلق الوليد بن يزيد امرأته سعدى فلما تزوجت اشتد ذلك عليه وندم على ما كان منه فدخل عليه أشعب فقال له أبلغ سعدى عنى رسالة ولك منى خمسة آلاف درهم فقال عجلها فأمر له بها فلما قبضها قال هات رسالتك فأنشده أسعدى ما إليك لنا سبيل ولا حتى القيامة من تلاق بلى ولعل دهرا أن يؤاتى بموت من خليلك أو فراق
فأتاها فاستأذن فدخل عليها فقالت له ما بدالك فى زيارتنا يا أشعب فقال يا سيدتى أرسلنى إليك الوليد برسالة وأنشدها الشعر فقالت لجواريها خذن هذا الخبيث فقال يا سيدتى أرسلنى إليك الوليد برسالة وأنشدها الشعر فقالت لجواريها خذن هذا الخبيث فقال يا سيدى إنه جعل لى خمسة آلاف درهم قالت والله لأعاقبن أو لتبلغن إليه ما أقول لك قال سيدتى اجعلى شيئا قالت لك بساطى هذا قال قومى عنه فقامت عنه وألقاه على ظهره وقال هاتى رسالتك فقالت أنشده أتبكى على سعدى وأنت تركتها فقد ذهبت سعدى فما أنت صانع فلما بلغه وأنشده الشعر سقط فى يده وأخذته كظمة ثم سرى عنه فقال اختر واحدة من ثلاث إما ان نقتلك وإما أن نطرحك من هذا القصر وإما أن نلقيك إلى هذه السباع فتحير اشعب وأطرق حينا ثم رفع رأسه فقال يا سيدى ما كنت لتعذب عينين نظرتا إلى سعدى فتبسم وخلى سبيله ابن أبى بكر وامرأته في غير شى ء تطلق وممن طلق امرأته فتبعتها نفسه عبد الرحمن بن أبى بكر أمره أبوه بطلاقها ثم دخل عليه فسمعه يتمثل
فلم أر مثلى طلق اليوم مثلها ولم أر مثلها في غير شى ء تطلق فأمره بمراجعتها الفرزدق ونوار وكانت جنتى فخرجت منها وممن طلق امرأته فتبعتها نفسه الفرزدق الشاعر طلق النوار ثم ندم في طلاقها وقال ندمت ندامة الكسعى لما غدت منى مطلقة نوار وكانت جنتى فخرجت منها كآدم حين أخرجه الضرار فأصبحت الغداة ألوم نفسى بأمر ليس لى فيه خيار من أخبار النوار وكانت النوار بنت عبد الله قد خطبها رجل رضيته وكان وليها غائبا وكان الفرزدق وليها إلا أنه كان أبعد من الغائب فجعلت أمرها إلى الفرزدق وأشهدت له بالتفويض إليه فلما توثق منها بالشهود أشهدهم أنه قد زوجها من نفسه فأبت منه ونافرته إلى عبد الله بن الزبير فنزل الفرزدق على حمزة بن عبد الله ابن الزبير ونزلت النوار على زوجة عبد الله بن الزبير وهى بنت منظور بن زبان فكان كل ما أصلح حمزة من شأن الفرزدق نهارا أفسدته المرأة ليلا حتى غلبت المرأة وقضى ابن الزبير على الفرزدق فقال أما البنون فلم تقبل شفاعتهم وشفعت بنت منظور بن زبانا ليس الشفيع الذى يأتيك مؤتزرا مثل الشفيع الذى يأتيك عريانا وقال الفرزدق فى مجلس ابن الزبير وما خاصم الأقوام من ذى خصومة كورهاء مدنو إليها خليلها فدونكها يا بن الزبير فإنها ملعنة يوهى الحجارة قيلها
فقال ابن الزبير إن هذا شاعر وسيهجونى فإن شئت ضربت عنقه وإن كرهت ذلك فاختاري نكاحه وقرى فقرت واختارت نكاحه ومكثت عنده زمانا ثم طلقها وندم فى طلاقها إن فى نفسى من النوار شيئا وعن الاصمعى عن المعتمر بن سليمان عن أبى مخروم عن راوية الفرزدق قال قال لى الفرزدق يوما امض بنا إلى حلقة الحسن فإنى أريد أن اطلق النوار فقلت له إنى أخاف أن تتبعها نفسك ويشهد عليك الحسن وأصحابه قال انهض بنا فجئنا حتى وقفنا على الحسن فقال الفرزدق كيف أصبحت أبا سعيد قال بخير كيف أصبحت يا أبا فراس فقال تعلمن أنى طلقت النوار ثلاثا قال الحسن وأصحابه قد سمعنا فانطلقنا فقال لى الفرزدق يا هذا إن فى نفس من النوار شيئا فقلت حذرتك فقال ندمت ندامة الكسعى لما غدت منى مطلقة نوار وكانت حنتى فخرجت منها كآدم حين اخرجه الضرار ولو أنى ملكت بها يمينى لكان على للقدر الخيار قيس بن ذريح وطلاق امرأته فأصبحت الغداة ألوم نفسى وممن طلق امرأته وتبعها نفسه قيس بن الذريح وكان أبوه أمر بطلاقها فطلقها وندم فقال فى ذلك
فوا كبدى على تسريح لبنى فكان فراق لبنى كالخداع تكنفنى الوشاة فأزعجونى فيا للناس للواشى المطاع فأصبحت الغداة ألوم نفسى على أمر وليس بمستطاع كمغبون يعض على يديه تبين غبنه بعد البياع أبعد صحبة خمسين سنة وطلق رجل امرأته فقالت أبعد صحبة خمسين سنة فقال مالك عندنا ذنب غيره رضت الصعاب فلم تحسن رياضتها ابن أم الحكم بين رجل وامرأته العتبى قال جاء رجل بامرأة كأنها برج فضة لى عبد الرحمن بن أم الحكم وهو على الكوفة فقال أن امرأتى هذه شجتنى فقال لها أنت فعلت له قالت نعم غير متعمدة لذلك كنت أعالج طيبا فوقع الفهر من يدى على رأسه وليس عندى عقل ولا تقوى يدى على القصاص فقال عبد الرحمن للرجل يا هذا علام تحبسها وقد فعلت بك ما أرا قال أصدقتها أربعة آلاف درهم ولا تطيب نفسى بفراقها قال فإن أعطيتها لك أتفارقها قال نعم قال فهى لك قال هى طالق إذا فقال عبد الرحمن احبسى علينا نفسك ثم أنشأ يقول يا شيخ ويحك من دلاك بالغزل قد كنت يا شيخ عن هذا بمعتزل رضت الصعاب فلم تحسن رياضتها فاعمد لنفسك نحو الجلة الذلل
الباب السابع في النوادب والتعازي والمراثى
قال الحكماء أعظم المصائب كلها انقطاع الرجاء وقالوا كل شيء يبدو صغيرا ثم يعظم إلا المصيبة فإنها تبدو عظيمة ثم تصغر قيل لأعرابى ما بال المراثي أشرف أشعاركم قال لأننا نقولها وقلوبنا محترقة مع الفطن الذكية والألفاظ الشجية التى ترق القلوب القاسية وتذيب الدموع الجامدة مع النوادب المراثى والتعازى مع ابن عبد ربه
في النوادب والتعازى المراثى قال أحمد بن محمد بن عبد ربه ونحن قائلون بعون الله في النوادب المراثى والتعازى بأبلغ ما وجدناه من الفطن الذكية والألفاظ الشجية التى ترق القلوب القاسية وتذيب الدموع الجامدة مع اختلاف النوادب عند نزول المصائب فنادبة تثير الحزن من ربضته وتبعث الوجد من رقدته بصوت كترجيع الطير وتقطع أنفاس المآتم يترك صدعا فى القلوب الجلامد ونادبة تخفض من نشيجها وتقصد فى نحيبها وتذهب مذهب الصبر والأستسلام والثقة بجزيل الثواب قال عمرو بن ذر سألت أبى ما بال الناس إذا وعظتهم بكوا وإذا وعظهم غيرك لم يبكوا قال يا بنى ليست النائحة الثكلى مثل النائحة المستأجرة وقال الأصمعة قلت الأعرابي ما بال المراثى أشرف أشعاركم قال لأننا نقلها وقلوبنا محترقة وقال الحكماء أعظم المصائب كلها انقطاع الرجاء وقالوا كل شيء يبدو صغيرا ثم يعظم إلا المصيبة فإنها تبدو عظيمة ثم تصغر البكاء على الميت لإبراهيم الشعبى عن إبراهيم قال لا يكون البكاء إلا من فضل فإذا اشتد الحزن ذهب البكاء وأنشد
فلئن بكيناه لحق لنا ولئن تركنا ذاك للصبر فلمثله جرب العيون دما ولمثله جمدت فلم تجر الأحنف وباكية مر الأحنف بامرأة تبكى ميتا ورجل ينهاها فقال له دعها فإنها تندب عهدا قريبا وسفرا بعيدا النبي وباكيات من الأنصار ولما بكت نساء أهل المدينة على قتلى أحد قال النبى لكن حمزة لا باكية له ذلك اليوم فسمع ذلك أهل المدينة فلم يقم لهم مأتم إلى اليوم إلا ابتدأن فيه البكاء على حمزة وقال النبي لولا أن يشق على صفية ما دفنته حتى يحشر من حواصل الطير وبطون السباع القول عند الموت الرسول في قبضه حماد بن سلمة عن ثابت بن مالك قال كانت فاطمة جالسة عند رسول الله فتواكدت عليه كرب الموت فرفع رأسه وقال واكرباه فبكت فاطمة وقالت واكرباه لكربك يا ابتاه قال لا كرب على أبيك بعد اليوم فاطمة رضى الله عنها مع أبيها عند قبضه الرياشى عن عثمان بن عمر عن إسرائيل عن ميسرة بن حبيب عن
المنهال بن عمرو عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت ما رأيت أحدا من خلق الله اشبه حديثا وكلاما برسول الله من فاظمة وكانت إذا دخلت عليه أخذ بيدها فقبلها ورحب بها وأجلسها في مجلسه وكان إذا دخل عليها قامت إليه ورحبت به وأخذت بيده فقبلتها فدخلت عليه فى مرضه الذى توفى فيه فأسر إليها فبكت ثم أسر إليها فضحكت فقلت كنت أحسب لهذه المرأة فضلا على النساء فإذا هى واحدة منهن بينما هم تبكى إذ هى تضحك فلما توفى الرسول سألتها فقالت أسر إلى فأخبرنى أنه ميت فبكيت ثم أسر إلى أنى أول أهل بيته لحوقا به فضحكت عائشة رضى الله عنها مع أبيها فى احتضاره القاسم بن محمد عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها دخلت على ابيها فى مرضه الذى مات فيه فقالت له يا أبت اعهد إلى خاصتك وأنفذ رأيك فى عامتك وانقل من دار جهازك إلى دار مقامك وإنك محضور ومتصل بقلبى لوعتك وأرى تخاذل اطرافك وانتقاع لونك فإلى الله تعزينى عنك ولديه ثواب حزنى عليك ارقأ فلا أرقأ وأشكو فلا أشكى فرفع راسه فقال يا بنية هذا يوم يحل فيه عن غطائى وأعاين جزائى إن فرحا فدائم وإن نوحا فمقيم
إنى اضلعت بإمامة هؤلاء القوم حيث كان النكوص أضاعة والحذر تفريطا فشهيدى الله ما كان بقلبى إلا إياه فتبلغت بصحفتهم وتعللت بدرة لقحتهم وأقمت صلاى معهم لا مختالا أشرا ولا مكابرا بطرا لم أعد سدا لجوعة وتورية لعورة طوى ممغص تهفو له الأحشاء وتجب له الأمعاء واضطررت إلى ذلك اضطرار الجرض إلى المعيف الآجن فإذا أنا مت فردى إليهم صحفتهم ولقحتهم وعبدهم ورحالهم ودثارة ما فوقى اتقيت بها أذى البرد ودثارة ما تحتى اتقيت بها أذى الأرض كان حشوهما قطع السعف عمر وعائشة رضى الله عنهما مع أبى بكر فى احتضاره ودخل عليه عمر فقال يا خليفة رسول الله لقد كلفت القوم بعدك تعبا ووليتهم نصبا فهيهات من شق غبارك وكيف باللحاق بك وقالت عائشة وأبوها يغمض وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ربيع اليتامى عصمة للأرامل فنظر إليها وقال ذلك رسول الله ثم أغمى عليه فقالت لعمرك ما يغنى الثراء عن الفتى إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر
قالت فنظر إلى كالغضبان وقال لى وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد ثم قال انظروا ملاءتى فاغسولهما وكفنونى فيهما فإن الحى أحوج إلى الجديد من الميت لمعاوية فى النساء وقال معاوية وذكر عنده النساء ما مرض المرضى ولا ندب الموتى مثلهن الوقوف على القبور والقول عند الموت لفاطمة على قبر أبيها وقفت فاطمة رضى الله عنها على قبر أبيها فقالت إنا فقدناك فقد الأرض وابلها وغاب مذغبت عنا الوحى والكتب فليت قبلك كان الموت صادفنا لما نعيت وحالت دونك الكثب حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك قال لما فرغنا من دفن رسول الله أقبلت على فاطمة فقالت يا أنس كيف طابت أنفسكم أن تحثوا على وجه رسول الله التراب ثم بكت ونادت يا أبتاه أجاب ربا دعاه يا أبتاه من ربه ما أدناه
يا أبتاه من ربه ناداه يا أبتاه إلى جبريل ننعاه يا أبتاه جنة الفردوس مأواه قال ثم سكتت فما زادت شيئا عائشة رضى الله عنها على قبر أبى بكر ووقفت عائشة على قبر أبى بكر فقالت نضر الله وجهك وشكر لك صالح سعيك فقد كنت للدنيا مذلا بإدبارك عنها وكنت للآخرة معزا بإقبالك عليها ولئن كان أجل الحوادث بعد رسول الله رزؤك وأعظم المصائب بعده فقدك إن كتاب الله ليعد بحسن الصبر فيك وحسن العوض منك فأنا أتنجز موعود الله وأستعيض منك بالإستغفار لك فعليك السلام ورحمة الله توديع غير قالية لحياتك ولا زارية على القضاء فيك ثم انصرفت لعلى فى فاطمة المدائنى قال لما دفن على بن أبى طالب كرم الله وجهه فاطمة عليها السلام تمثل عند قبرها فقال لكل اجتماع من خليلين فرقة وكل الذى دون الممات قليل وإن افتقادى واحد بعد واحد دليل على ألا يدوم خليل
امرأة الحسن على قبره لما مات الحسن بن على عليهما السلام ضربت امرأته فسطاطا على قبره وأقامت حولا ثم انصرفت إلى بيتها فسمعت قائلا يقول أدركوا ما طلبوا فأجابه مجيب بل ملوا فانصرفوا نائلة على قبر عثمان ابن الكلبى قال وقفت نائلة بنت الفرافصة الكلبية على قبر عثمان فترحمت عليه ثم قالت ومالى لا أبكى وتبكى صحابتى وقد ذهبت عنا فضول أبى عمرو ثم انصرفت إلى منزلها فقالت إنى رأيت الحزن يبلى كما يبلى الثوب وقد خفت أن يبلى حزن عثمان فى قلبى فدعت بفهر فهشمت فاها وقالت والله لا قعد منى رجل مقعد عثمان أبدا لأعرابية وقفت أعرابية على قبر أبيها فقالت يا أبت إن فى الله تبارك وتعالى من فقدك عوضا وفى رسول الله من مصيبتك أسوة ثم قالت اللهم نزل بك عبدك مقفرا من الزاد مخشوشن المهاد
غنيا عما فى العباد فقيرا إلى ما فى يديك يا جواد وأنت أى رب خير من نزل به المؤملون واستغنى بفضله المقلون وولج فى سعة رحمته المذنبون اللهم فليكن قرى عبدك منك رحمتك ومهاده جنتك ثم انصرفت لأعرابية فى رثاء ابنها قال عبد الرحمن بن عمر دخلت على امرأة من نجد بأعلى الأرض فى خباء لها وبين يديها بنى لها نزل به الموت فقامت إليه فأغمضته وعصبته وسجنته وقالت يا بن أخى قلت ما تشائين قالت ما أحق من ألبس النعمة وأطيلت به النظرة أن لا يدع التوثق من نفسه قبل حل عقده والحلول بعفو ربه والمحالة بينه وبين نفسه قال وما يقطر من عينها دمعة صبرا واحتسابا ثم نظرت إليه فقالت والله ما كان ماله لبطنه ولا أمره لعرسه ثم أنشدت رحيب الذراع بالتى لا تشينه وإن كانت الفحشاء بها ذرعا
لجارية على قبر أبيها سمع الحسن من جارية واقفة على قبر أبيها وهى تقول يا أبت مثل يومك لم أره قال الذي والله لم يرمثل يومه أبوك أبيات قيل إنها لأبى نواس وجد على قبر جارية إلى قبر أبى نواس ثلاثة أبيات فقيل إنها من قول أبى نواس وهى أقول لقبر زرته متلثما سقى الله برد العفو صاحبة القبر لقد غيبوا تحت الثرى قمر الدجى وشمس الضحى بين الصفائح والعفر عجبت لعين بعدها ملت البكا وقلب عليها يرتجى راحة الصبر أعرابية مات ابنها قيل لأعرابية مات ابنها ما أحسن عزاءك قالت إن فقدى إياه آمننى كل فقد سواه وإن مصيبتى به هونت على المصائب بعده ثم أنشأت تقول من شاء بعدك فليمت فعليك كنت أحاذر كنت السواد لناظرى فعمى عليك الناظر ليت المنازل الديا ر حفائر ومقابر إنى وغيرى لا محالة حيث صرت لصائر
وقالت أعرابية ترثى ولدها يا فرحة القلب والأحشاء والكبد يا ليت أمك لم تحبل ولم تلد لما رأيتك قد أدرجت فى كفن مطيبا للمنايا آخر الأبد أيقنت بعدك أنى غير باقية وكيف يبقى ذراع زال عن عضد وقالت أعرابية أبنى غيبك المحل الملحد إما بعدت فأين من لا يبعد أنت الذى فى كل ممسى ليلة تبلى وحزنك فى الحشا يتجدد وقالت فيه لئن كنت لى لهوا لعين وقرة لقد صرت سقما للقلوب الصحائح وهن حزنى يومك مدركى وأنى غدا من أهل تلك الضرائح أبو عبيد البجلى قال وقفت أعرابية على قبر ابن لها يقال له عامر فقالت أقمت أبكيه على قبره من لى من بعدك يا عامر تركتنى فى الدار لى وحشة قد ذل من ليس له ناصر وقالت فيه هو الصبر والتسليم لله والرضا إذا نزلت بى خطة لا أشاؤها إذا نحن أبنا سالمين بأنفس كرام رجت أمرا فخاب رجاؤها فأنفسنا خير الغنيمة إنها تئوب ويبقى ماؤها وحياؤها ولا بر إلا مادون ما بر عامر ولكن نفسا لا يدوم بقاؤها هو ابنى أمسى أجره لى وعزنى على نفسه رب إليه ولاؤها فإن أحتسب أوجر وإن ابكه أكن كباكية لم يحى ميتا بكاؤها
لهذلية فى رثاء إخوة وابن الشيبانى قال كانت امرأة من هذيل وكان لها عشرة إخوة وعشرة أعمام فهلكوا جميعا فى الطاعون وكانت بكرا لم تتزوج فخطبها ابن عم لها فتزوجها فلم تلبث أن اشتملت على غلام فولدته فنبت نباتا كأنما يمد بناصيته وبلغ فزوجته وأخذت فى جهازه حتى إذا لم يبق إلا البناء أتاه أجله فلم تشق لها جيبا ولم تدمع لها عين فلما فرغوا من جهازه دعيت لتوديعه فأكبت عليه ساعة ثم رفعت رأسها ونظرت إليه وقالت ألا تلك المسرة لا تدوم ولا يبقى على الدهر النعيم ولا يبقى على الحدثان غفر بشاهقة له أم رؤوم ثم أكبت عليه أخرى فلم تقطع نحيبها حتى فاضت نفسها فدفنا جميعا لشيبانية فى حزنها على أهلها خليفة بن خياط قال ما رأيت أشد كمدا من امرأة من بنى شيبان قتل ابنها وأبوها وزوجها وأمها وعمتها وخالتها مع الضحاك الحرورى فما رأيتها قط ضاحكة ولا متبسمة حتى فارقت الدنيا وقالت ترثيهم
من لقلب شفة الحزن ولنفس مالها سكن ظعن الأبرار فانقلبوا خيرهم من معشر ظعنوا صبروا عند السيوف فلم ينكلوا عنها ولا جبنوا رثاء أخت النضر له قال ابن إسحق صاحب المغازى لما نزل رسول الله الصفراء وقال ابن هشام الأثيل أمر على بن أبى طالب بضرب عنق النضر بن الحارث بن كلدة بن علقمة بن عبد مناف صبرا بين يدى الرسول فقلت أخته قتيلة بنت الحارث ترثيه يا راكبا إن الأثيل مظنة من صبح خامسة وأنت موفق بلغ به ميتا فإن تحية ما إن تزال بها الركائب تخفق
منى إليك وعبرة مسفوحة حادت بوكفها وأخرى تخنق هل يسمعنى النضر إن ناديته أم كيف يسمع ميت لا ينطق أمحمد يا خير ضنء كريمة من قومه والفحل فحل معرق ما كان ضرك لو مننت وربما من الفتى وهو المغيظ المحنق فالنضر أقرب من أسرت قرابة وأحقهم إن كان عنقا يعتق ظلت سيوف بنى أبيه تنوشه لله أرحام هناك تشقق صبرا يقاد إلى المنية متعبا رسف المقيد هو عان موثق عمر بن الخطاب والخنساء فى أخويها الأصمعى قال نظر عمر بن الخطاب إلى خنساء وبها نودب في وجهها فقال ما هذه الندوب يا خنساء قالت من طول البكاء على أخوى قال لها أخواك فى النار قالت ذلك أطول لحزنى عليهما إنما كنت أشفق عليهما من القتل وأنا اليوم أبكى لهما من النار وأنشدت تقول
وقائلة والنفس قد فات خطوها لتدركه يا لهف نفسى على صخر ألا ثكلت أم الذين غدوا به إلى القبر ماذا يحملون إلى القبر عائشة والخنساء فى صدار كانت تلبسه دخلت خنساء على عائشة أم المؤمنين رضى الله تعالى عنها وعليها صدار من شعر قد استشعرته إلى جلدها فقالت لها ما هذا يا خنساء فوالله لقد توفى رسول الله فما لبسته قالت إن له معنى دعانى إلى لباسه وذلك أن أبى زوجنى سيد قومه وكان رجلا متلافا فأسرف فى ماله حتى أنفده ثم رجع فى مالى فأنفده ايضا ثم التفت إلى فقال إلى أين يا خنساء قلت إلى أخى صخر قالت فأتيناه فقسم ماله شطرين ثم خيرنا فى أحسن الشطرين فرجعنا من عنده فلم يزل زوجى حتى أذهب جميعه ثم التفت إلى فقال لى إلى أين يا خنساء فقلت إلى أخى صخر قالت فرحلنا إليه ثم قسم ماله شطرين وخيرنا فى أفضل الشطرين فقالت له زوجته أما ترضى أن تشاطرهم مالك حتى تخيرهم بين الشطرين فقال والله لا أمنحها شرارها فلو هلكت قددت خمارها واتخذت من شعر صدارها وهى حصان قد كفتنى عارها فآليت ألا يفارق الصدار جسدى ما بقيت من رثت زوجها قالت أسماء بنت أبى بكر ذات النطاقين رضى الله عنها ترثى زوجها
الزبير بن العوام وكان قتله عمرو بن جرموز المجاشعى بوادى السباع وهو منصرف من وقعه الجمل وتروى هذه الأبيات لزوجته التى تزوجها بعد عمر بن الخطاب رضى الله عنه غدر ابن جرموز بفارس بهمة يوم الهياج وكان غير معرد يا عمرو لو نبهته لوجدته لا طائشا رعش الجنان ولا اليد ثكلتك أمك إن قتلت لمسلما حلت عليك عقوبة المتعمد لبانة زوجة الأمين ترثيه الهلالى قال تزوج محمد بن هارون الرشيد لبانة بنت على بن ريطة وكانت من اجمل النساء فقتل محمد عنها ولم يبن بها فقالت ترثيه أبكيك لا للنعيم والأنس بل للمعالى والرمح والفرس يا فارسا بالعراء مطرحا خانته قواده مع الحرس أبكى على سيد فجعت به أرملنى قبل ليلة العرس أم من لبر أم من لعائدة أم من لذكر الإله فى الغلس من للحروب التى تكون لها إن أضرمت نارها بلا قبس وقالت أعرابية ترثى زوجها كنا كغصنين فى جرثومة سمقا حينا بأحسن ما يسمو له الشجر
حتى إذا قيل قد طالت فروعهما وطاب فيئاهى واستنظر الثمر أخنى على واحدى ريب الزمان وما يبقى الزمان على شيء ولا يذر كنا كأنجم ليل بينها قمر يجلو الدجى فهوى من دونها القمر الأصمعى وجارية على قبر زوجها الأصمعى قال دخلت بعض مقابر الأعراب ومعى صاحب لى فإذا جارية على قبر كأنها تمثال وعليها من الحلى والحلل مالم أر مثله وهى تبكى بعين غزيرة وصوت شجى فالتفت إلى صاحبى فقلت هل رأيت أعجب من هذا قال لا والله ولا أحسبنى أراه ثم قلت لها يا هذه إنى أراك حزينة وما عليك زى الحزن فأنشأت تقول فإن تسألانى فيم حزنى فإننى رهينة هذا القبر يا فتيان وإنى لأستحييه والترب بيننا كما كنت أستحييه حين يرانى أهابك إجلالا وإن كنت فى الثرى مخافة يوم أن يسوءك شانى
ثم اندفعت فى البكاء وجعلت تقول يا صاحب القبر يا من كان ينعم بى بالا ويكثر فى الدنيا مواساتى قد زرت قبرك فى حلى وفى حلل كأننى لست من أهل المصيبات أردت آتيك فيما كنت أعرفه أن قد تسر به من بعض هيئاتى فمن رآنى رأى عبرى مولهة عجيبة الزى تبكى بين أموات وقال رأيت بصحراء جارية قد ألصقت خدها بقبر وهى تبكى وتقول خدى يقيك خشونة اللحد وقليلة لك سيدى خدى يا ساكن القبر الذى بوفاته عميت على مسالك الرشد أسمع أبثك علتى ولعلنى أطفى بذلك حرقة الوجد من رثى جاريته كان لمعلى الطائى جارية يقال لها وصف وكانت أديبة شاعرة فأخبرنى محمد بن وضاح قال أدركت معلى الطائى بمصر وأعطى بجاريته وصف أربعة آلاف دينار فباعها فلما دخل عليها قالت له بعتنى يا معلى قال نعم قالت والله لو ملكت منك مثل ما تملك منى ما بعتك بالدنيا وما فيها فرد الدنانير واستقال صاحبه فأصيب بها إلى ثمانية أيام فقال يرثيها يا موت كيف سلبتنى وصفا قدمتها وتركتنى خلفا هلا ذهبت بنا معا فلقد ظفرت يداك فسمتنى خسفا وأخذت شق النفس من بدنى فقبرته وتركت لى النصفا
فعليك بالباقى بلا أجل
فالموت بعد وفاتها أعفى
ياموت ما أبقيت لي أحدا
لما رفعت إلى البلى وصفا
هلا رحمت شباب غانية
ريا العظام وشعرها الوحفا
ورحمت عينى ظبية جعلت
بين الرياض تناظر الخشفا
تغض إذا انتصبت فرائصه
وتظل ترعاه إذا أغفى
فإذا مشى اختلفت قوائمه
وقت الرضاع فينطوى ضعفا
متحيرا في المشى مرتعشا
يخطو فيضرب ظلفه الظلفا
فكأنها وصف إذا جعلت
نحوى تحير محاجرا وطفا
ياموت أنت كذا لكل أخى
إلف يصون ببره الإلفا
خليتنى فردا وبنت بها
ما كنت قبلك حاملا وكفا
فتركتها بالرغم في جدث
للريح تنسف تربه نسفا
دون المقطم لا ألبسها
من زينة قرطا ولا شنفا
أسكنتها في قعر مظلمة
بيتا يصافح تربه السقفا
بيتا إذا مازاره أحد
عصفت به أيدى البلى عصفا
لا نلتقى أبدا معانية
حتى نقوم لربنا صفا
لبست ثياب الحتف جارية
قد كنت ألبس دونها الحتفا
فكأنها والنفس زاهقة
غصن من الريحان قد حفا
يا قبر أبق على محاسنها
فلقد حويت البر والظرفا
مروان بن محمد وجارية له لما هرم مروان بن محمد وخرج نحو مصر كتب إلى جارية له خلفها بالرملة وما زال يدعوني إلى الصد ما أرى فآبى ويثنيني الذي لك في صدرى وكان عزيزا أن تبيني وبيننا حجاب فقد أمسيت منك على عشر وأنكاهما للقلب والله فاعلمي إذا ازددت مثليها فصرت على شهر وأعظم من هذين والله أنني أخاف بألا نلتقي آخر الدهر سأبكيك لا مستبقيا فيض عبرة ولا طالبا بالصبر عاقبة الصبر وقال حبيب الطائي يرثي جارية اصيب بها جفوف البلى أسرع في الغصن الرطب وخطب الردى والموت أبرحت من خطب لقد شرقت فى الشرق بالموت غادة تبدلت منها غربة الدار فى القرب وألبسنى ثوبا من الحزن والأسى هلال عليه نسج ثوب من الترب وكنت أرجي القرب وهى بعيدة فقد نقلت بعدى عن البعد والقرب أقول وقد قالوا استراحت لموتها من الكرب روح الموت شر من الكرب لها منزل تحت الثرى وعهدتها لها منزل بين الجوانح والقلب وقال يرثيها ألم ترني خليت نفسى وشأنها ولم احفل الدنيا ولا حدثانها لقد خوفتنى النائبات صروفها ولو أمنتنى ما قبلت أمانها وكيف على نار الليالي معرس إذا كان شيب العارضين دخانها أصبت بخود سوف أغبر بعدها حليف أسى ابكى زمانا زمانها
عنان من اللذات قد كان فى يدي فلما قضى الإلف استردت عنانها منحت المها هجري فلا محسناتها أريد ولا يهوى فؤادى حسانها يقولون هل يبكى الفتى لخريدة إذا ما أراد اعتاض عشرا مكانها وهل يستعيض المرء من خمس كفه ولو صاغ من حر اللجين بنانها وقال أعرابي يرثى امرأته فوالله ما أدرى إذا الليل جننى وذكرنيها أينا هو أوجع أمنفصل عنه ثرى أم كريمة أم العاشق النابى به كل مضجع وقال محمود الوراق يرثى جاريته نشو ومنتصح يردد ذكر نشو على عمد ليبعث لى اكتئابا اقول وعد ما كانت تساوى سيحسب ذاك من خلق الحسابا عطيته إذا أعطى سرورا وإن أخذ الذى اعطى اثابا فأى النعمتين أعم نفعا وأحسن فى عواقبها إيابا أنعمته التى أهدت سرورا أم الأخرى التى أهدت ثوابا بل الأخرى وإن نزلت بحزن أحق بشكر من صبر احتسابا
محب وجارية له ماتت أبو جعفر البغدادى قال كان لنا جار وكانت له جارية جميلة وكان شديد المحبة لها فماتت فوجد عليها وجدا شديدا فبينما هو ذات ليلة نائم إذا أتته الجارية فى نومه فأنشدته هذه الأبيات جاءت تزور وسادى بعد ما دفنت فى النوم ألثم خدا زانه الجيد فقلت قرة عينى قد نعيت لنا فكيف ذا وطريق القبر مسدود قالت هناك عظامى فيه ملحدة تنهش منها هوام الأرض والدود وهذه النفس قد جاءتك زائرة فاقبل زيارة من فى القبر ملحود فانتبه وقد حفظها وكان يحدث الناس بذلك وينشرهم فما بقى بعدها إلا أياما يسيرة حتى لحق بها رثاء ابنة لأحد بنى حميد قال البحترى يعزي أبا نهشل محمد بن حميد الطوسى عن ابنته ظلم الدهر فيكم وأساء فعزاء بنى حميد عزاء أنفس ما تكاد تفقد فقدا وصدور ما تبرح البرجاء
أصبح السيف داءكم وهو الد اء الذى ما يزال يعيى الدواء وانتحى القتل فيكم فبكينا بدماء الدموع تلك الدماء يا أبا القاسم المقسم فى النجدة والجود والندى أجزاء والهزبر الذى إذا دارت الحر ب به صرف الردى كيف شاء الاسى واجب على الحر إما نية حرة وإما رياء وسفاه أن يجزع الحر مما كان حتما على العباد قضاء أنبكى من لا ينازل بالسيف مشيحا ولا يهز اللواء والفتى من رأى القبور لما طا ف به من بناته أكفاء لسن من زينة الحياة كعد الله منها الأموال والأبناء قد ولدن الأعداء قدما وورث ن التلاد الأقاصى البعداء لم يئد تربهن قيس تميم عيلة بل حمية وإباء
وتغشى فى مهلهل الذل فيهن وقد أعطى الأديم حباء وشقيق بن فاتك حذر العا ر عليهن فارق الدهناء وعلى غيرهن أحزن يعقو ب وقد جاءه بنوه عشاء وشعيب من أجلهن رأى الوحنة ضعفا فاستأجر الأنبياء واستزل الشيطان آدم فى الجنة لما أغرى به حواء وتلفت إلى القبائل فانظر أمهات ينسبن أم آباء ولعمرى ما العجز عندى إلا أن تبيت الرجال تبكى النساء للإسكندر يعزى أمه عن فقده ولما حضرت الإسكندر الوفاة كتب إلى أمه أن اصنعى طعاما يحضره الناس ثم تقدمى إليهم ألا يأكل منه محزون ففعلت فلم يبسط أحد إليه يده فقالت ما لكم لا تأكلون فقالوا إنك تقدمت إلينا أن لا يأكل منه محزون وليس منا إلا من قد أصيب بحميم أو قريب فقالت مات والله ابنى وما أوصى إلى بهذا إلا ليعزينى به
الباب الثامن الوافدات على معاوية من صواحب على
سودة الهمدانية بكارة الهلالية الزرقاء أم سنان بنت خيثمة عكرشة بنت الأطرش درامية الحجونية أم الخير بنت حريش اروى بنت عبد المطلب من يضرب به المثل منهن البسوس دغة أم قرفة ظلمة امثال نسائية رددها الحاضر والبادى وفود سودة ابنة عمارة على معاوية عامر الشعبى قال وفدت سودة بنت عمارة بن الأشتر الهمدانية على معاوية بن أبى سفيان فاستأذنت عليه فأذن لها فلما دخلت عليه سلمت عليه فقال لها كيف أنت يا بنة الأشتر قالت بخير يا أمير المؤمنين قال لها أنت القائلة لأخيك شمر كفعل أبيك يا بن عمارة يوم الطعان وملتقى الأقران وانصر عليا والحسين ورهطه واقصد لهند وابنها بهوان إن الإمام أخا النبي محمد علم الهدى ومنارة الإيمان فقد الجيوش وسر أمام لوائه قدما بأبيض صارم وسنان
الباب الثامن
الوافدت على معاوية من صواحب على
سودة الهمدانية
بكارة الهلالية
الزرقاء
أم سنان بنت خيثمة
عكرشة بنت الأطرش
درامية الحجونية
أم الخير بنت حريش
أروى بنت عبد المطلب
من يضرب به المثل منهن
البسوس دغة أم قرفة ظلمة
أمثال نسائية رددها الحاضر والبادى

بين يدى هذا الباب
قال أحمد بن عبد ربه في الوفود إنها مقامات فضل ومشاهد حفل يتخير لها الكلام وتستهذب الألفاظ وتستجزل المعانى
ولا بد للوافد عن قومه أن يكون عميدهم وزعيمهم الذي عن قوسه ينزعون وعن رأيه يصدرون فهو واحد يعدل قبيلة ولسان يعرب عن ألسنة
وما ظنك بوافد يتكلم بين يدى خليفة في رغبة أو رهبة يوطد لقومه مرة ويتحفظ ممن أمامه أخرى
أتراه مدخرا نتيجة من نتائج الحكمة أو مستبقيا غريبة من غرائب الفطنة
أم تظن القوم قدموه لفضل هذه الحظة إلاوهو عندهم في غاية الحذلفة واللسن ومجمع الشعر والخطابة
ألا ترى أن قيس بن عاصم المنقرى لما وفد على النبي {صلى الله عليه وسلم} بسط له رداءه وقال هذا سيد أهل الوبر
وأنا أقول في هؤلاء الوافدات
إليك وافدات النساء على معاوية من صواحب علي رضي الله عنه
ترى كيف كان ذاك اللقاء بين من ضرب المثل بشعرته فقال لو كان بينى وبين الناس شعرة ما انقطعت لأنهم إذا شدوا أرخيت وإذا أرخوا شددت
وبين من قيل لهن إن كيدكن عظيم ولمن يا ترى تكون الغلبة ذلك ما تجده في حوار ثمان منهن
وفود سودة ابنة عمارة على معاوية
عامر الشعبي قال وفدت سودة بنت عمارة بن الأشتر الهمدانية على معاوية بن أبي سفيان فاستأذنت عليه فأذن لها فلما دخلت عليه سلمت عليه فقال لها كيف أنت يابنة الأشتر قالت بخير يا أمير المؤمنين
قال لها أنت القائلة لأخيك
شمر كفعل أبيك يابن عمارة
يوم الطعان وملتقى الأقران
وانصر عليا والحسين ورهطه
واقصد لهند وابنها بهوان
إن الإمام أخا النبي محمد
علم الهدى ومنارة الإيمان
فقد الجيوش وسر أمام لوائه
قدما بأبيض صارم وسنان
قالت يا أمير المؤمنين مات الرأس وبتر الذنب فدع عنك تذكار ما قد نسى قال هيهات ليس مثل مقام أخيك ينسى قالت صدقت والله يا أمير المؤمنين ما كان أخى خفى المقام ذليل المكان ولكن كما قالت الخنساء وإن صخرا لتأتم الهداة به كأنه علم فى رأسه نار وبالله أسأل يا أمير المؤمنين إعفائى مما استعفيته قال قد فعلت فقولى حاجتك قالت يا أمير المؤمنين إنك للناس سيد ولامورهم متقلد والله سائلك عما افترض عليك من حقنا ولا تزال تقدم علينا من ينهض بعزك ويبسط سلطانك فيحصدنا حصاد السنبل ويدوسنا دياس البقر ويسومنا الخسيسة ويسألنا الجليلة هذا ابن أرطاة قدم بلادى وقتل رجالى وأخذ مالى ولولا الطاعة لكان فينا عز ومنعة فإما عزلته فشكرناك وإما لافعرفناك فقال معاوية إياى تهددين بقومك والله هممت أن أدراك على قتب أشرس فينفذ حكمه فيك فسكتت ثم قالت صلى الإله على روح تضمنه قبر فأصبح فيه العدل مدفونا قد حالف الحق لا يبغى به ثمنا فصار بالحق والإيمان مقرونا قال ومن ذلك
قالت على بن أبي طالب رحمه الله تعالى قال ما أرى عليك منه أثرا قالت بلى اتيته يوما فى رجل ولاه صدقاتنا فكان بيننا وبينه ما بين الغث والثمين فوجدته قائما يصلى فانفتل من الصلاة ثم قال برأفة وتعطف ألك حاجة فأخبرته خبر الرجل فبكى ثم رفع رأسه إلى السماء فقال اللهم إنى لم آمره بظلم خلقك ولا ترك حقك ثم أخرج من جيبه قطعة من جراب فكتب فيه بسم الله الرحمن الرحيم قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا فى الأرض مفسدين بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين وما أنا عليكم بحفيظ إذا أتاك كتابى هذا فاحتفظ بما فى يديك حتى يأتى من يقبضه منك والسلام فعزله يا أمير المؤمنين ما حزمه بحزام ولا ختمه بختام فقال معاوية اكتبوا لها بالإنصاف لها والعدل عليها فقالت ألى خاصة أم لقومى عامة قال ما أنت وغيرك قالت هى والله الفحشاء واللؤم إن لم يكن عدلا شاملا وإلا يسعنى ما يسع قومى قال هيهات لمظكم ابن أبى طالب الجرأة على السلطان فبطيئا ما تفطمون وغركم قوله فلو كنت بوابا على باب جنة لقلت لهمدان ادخلوا بسلام
وقوله ناديت همدان والأبواب مغلقة ومثل همدان سنى فتحة الباب كالهندوانى لم تقلل مضاربه وجه جميل وقلب غير وجاب اكتبوا لها بحاجتها وفود بكارة الهلالية على معاوية محمد بن عبد الله الخزاعي عن الشعبى قال استأذنت بكارة الهلالية على معاوية بن أبى سفيان فأذن لها وهو يومئذ بالمدينة فدخلت عليه وكانت امرأة قد أسنت وعشى بصرها وضعفت قوتها ترعش بين خادمين لها فسلمت وجلست فرد عليها معاوية السلام وقال كيف أنت يا خالة قالت بير يا أمير المؤمنين قال غيرك الدهر قالت كذلك هو ذو غير من عاش كبر ومن مات قبر قال عمرو بن العاص هى والله القائلة يا أمير المؤمنين يا زيد دونك فاستشر من دارنا سيفا حساما فى التراب دفينا قد كنت أذخره ليوم كريمة فاليوم ابرزه الزمان مصونا قال مروان هى والله القائلة يا أمير المؤمنين
أترى ابن هند للخلافة مالكا هيهات ذاك وإن أراد بعيد منتك نفسك فى الخلاء ضلالة أغراك عمرو للشقا وسعيد قال سعيد بن العاصى هى والله القائلة قد كنت أطمع أن أموت ولا أرى فوق المنابر من أمية خاطبا فالله أخر مدتى فتطاولت حتى رأيت من الزمان عجائبا فى كل يوم للزمان خطيبهم بين الجميع لآل أحمد عائبا ثم سكتوا فقالت يا معاوية كلامك أعشى بصرى وقصر حجتى أنا والله قائلة ما قالوا وما خفى عليك منى أكثر قضحك وقال ليس يمنعنا ذلك من برك فضحك وقال ليس يمنعنا ذلك من برك قالت اما الآن فلا وفود الزرقاء على معاوية عبيد الله بن عمر الغساني عن الشعبى قال حدثنى جماعة من بنى أمية ممن كان يسمر مع معاوية قالوا بينما معاوية ذات ليلة مع عمرو وسعيد وعتبة والوليد إذ ذكروا الزرقاء ابنة عدى بن غالب بن قيس الهمدانية وكانت شهدت مع قومها صفين فقال أيكم يحفظ كلامها قال بعضهم نحن نحفظه يا أمير المؤمنين قال فأشيروا على فى امرها فقال بعضهم نشير عليك بقتلها قال بئس الرأي أشرتم به على أيحسن بمثلى أن يتحدث عنه أنه قتل امرأة بعدها ظفر بها
فكتب إلى عامله بالكوفة أن يوفدها إليه مع ثقة من ذوى محارمها وعدة من فرسان قومها وأن يمهد لها وطاء لينا ويسترها بستر خصيف ويوسع لها فى النفقة فأرسل إليها عامله فأقرأها الكتاب فقالت إن كان أمير المؤمنين قد جعل الخيار إلى فإنى لا آتيه وإن كان حتم والشاعة أولى فحملها وأحسن جهازها على ما أمر به فلما دخلت على معاوية قال مرحبا وأهلا قدمت خير مقدم قدمه وافد كيف حالك قالت بخير يا أمير المؤمنين ادام الله لك النعمة قال كيف كنت فى مسيرك قالت ربيبة بيت أو طفلا ممهدا قال بذلك أمرناهم اتدرين فيم بعثت إليك قالت أنى لى بعلم ما لم أعلم قال ألست الراكبة الجمل الأحمر والواقفة بين الصفين يوم صفين تحضين الناس على القتال وتوقدين الحرب فما حملك على ذلك قالت يا أمير المؤمنين مات الرأس وبتر الذنب ولم يعد ما ذهب والدهر ذو غير ومن تفكر أبصر والأمر يحدث بعده الأمر قال لها معاوية صدقت أتحفظين كلامك يومئذ قالت والله لا أحفظه ولقد أنسيته قال لكنى احفظه لله أبوك حين تقولين أيها الناس ارعووا وارجعوا إنكم قد اصبحتم فى فتنة غشتكم
جلابيب الظلم وجارت بكم عن قصد المحجة فيالها فتنة عمياء صماء بكماء لا تسمع لنا عقيها ولا تنساق لقائدها إن المصباح لا يضى ء فى الشمس ولا تنير الكواكب مع القمر ولا يقطع الحديد إلا الحديد ألا من استرشدناه أرشدناه ومن سألنا اخبرناه ايها الناس إن الحق كان يطلب ضالته فأصابها فصبرا يا معشر المهاجرين والأنصار على الغصص فكأن قد اندمل شعب الشتات والتأمت كلمة العدل ودمغ الحق باطله فلا يجهلن أحد فيقول كيف العدل وأنى ليقض الله أمرا كان مفعولا ألا وإن خضاب النساء الحناء وخضاب الرجال الدماء ولهذا اليوم ما بعده والصبر خير فى الأمور عواقبا إيها فى الحرب قدما غير ناكصين ولا متشاكسين ثم قال لها والله يا زرقاء لقد شركت عليا فى كل دم سفكه قالت احسن الله بشارتك وأدام سلامتك فمثلك بشر بخير وسر جليسه قال أو يسرك ذلك قالت نعم والله لقد سررت بالخبر فأنى لى بتصديق الفعل فضحك معاوية وقال والله لوفاؤكم له بعد موته أعجب من حبكم له فى حياته اذكرى حاجتك قالت يا أمير المؤمنين آليت على نفسى ألا أسأل أميرا أعنت عليه
أبدا ومثلك اعطى من غير مسألة وجاد من غير طلبه قال صدقت وأمر لها وللذين معها بجوائز وكسا وفود أم سنان بنت خيثمة سعيد بن حذافة قال حبس مروان بن الحكم وهو والى المدينة غلاما من بنى ليث فى جناية جناها فأتته جدة الغلام أم أبيه وهى أم سنان بنت خيثمة بن خرشة المذحجية فكلمته فى الغلام فأغلظ لها مروان فخرجت إلى معاوية فدخلت عليه فانتسبت فعرفها فقال لها مرحبا يا بنة خيثمة ما أقدمك أرضنا وقد عهدتك تشتميننا وتحضين علينا عدونا قالت إن لبنى عبد مناف أخلاقا طاهرة وأعلاما ظاهرة وأحلاما وافرة لا يجهلون بعد علم ولا يسفهون بعد حلم ولا ينتقمون بعد عفو وإن أولى الناس باتباع ما سن آباؤه لأنت قال صدقت نحن كذلك فكيف قولك عزب الرقاد فمقلتى لا ترقد والليل يصدر بالهموم ويورد يا آل مذحج لا مقام فشمروا إن العدو لآل أحمد أحمد يقصد هذا على كالهلال تحفه وسط السماء من الكواكب أسعد خير الخلائق وابن عم محمد إن يهدكم بالنور منه تهتدوا ما زال مذ شهد الحروب مظفرا والنصر فوق لوائه ما يفقد قالت كان ذلك يا أمير المؤمنين وأرجو أن تكون لنا خلفا بعده فقال رجل من جلسائه كيف يا أمير المؤمنين وهى القائلة إما هلكت أبا الحسين فلم تزل بالحق تعرف هاديا مهديا فاذهب عليك صلاة ربك ما دعت فوق الغصون حمامة قمريا قد كنت بعد محمد خلفا كما أوصى إليك بنا فكنت وفيا فاليوم لا خلف يؤمل بعده هيهات نأمل بعده إنسيا
قالت يا أمير المؤمنين لسان نطق وقول صدق ولئن تحقق فيك ما ظننا فحظك الأوفر والله ما ورثك الشنآن فى قلوب المسلمين إلا هؤلاء فادحض مقالتهم وأبعد منزلتهم فإنك إن فعلت ذلك تزدد من الله قربا ومن المؤمنين حبا قال وإنك لتقولين ذلك قالت سبحان الله والله ما مثلك مدح باطل ولا أعتذر إليه بكذب وإنك لتعلم ذلك من رأينا وضمير قلوبنا كان والله على أحب إلينا منك وأنت أحب إلينا من غيرك قال ممن قالت من مروان بن الحكم وسعيد بن العاص قال ومن استحققت ذلك عندك قالت بسعة حلمك وكريم عفوك قال إنهما يطعمان فى ذلك قالت هما والله من الرأى على ما كنت عليه لعثمان بن عفان رحمه الله قال والله لقد قاربت فما حاجتك قالت يا أمير المؤمنين إن مروان تبنك فى المدينة تبنك من لا يريد منها البراح لا يحكم بعدل ولا يقضى بسنة يتتبع عثرات المسلمين ويكشف عورات المؤمنين حبس ابن ابنى فأتيته فقال كيت وكيت فألقمته أخشن من الحجر وألعقته أمر من الصاب ثم رجعت إلى نفسى بالائمة وقلت لم لا أصرف ذلك إلى من هو أولى بالعفو منه فأتيتك يا أمير المؤمنين لتكون فى أمرى ناظرا وعليه معديا قال صدقت لا أسألك عن ذنبه والقيام بحجته اكتبوا لها بإطلاقه قالت يا أمير المؤمنين وأنى لى بالرجعة وقد نفد زادى وكلت راحلتى فأمر لها براحلة وخمسة آلاف درهم
وفود عكرشة بنت الأطرش على معاوية أبو بكر الهذلى عن عكرمة قال دخلت عكرشة بنت الأطرش بن رواحة على معاوية متوكئة على عكاز لها فسلمت عليه بالخلافة ثم جلست فقال لها معاوية الآن يا عكرشة صرت عندك أمير المؤمنين قالت نعم إذ لا على حى قال ألست المقلدة حمائل السيوف بصفين وأنت واقفة بين الصفين تقولين أيها الناس عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم إن الجنة لا يرحل عنها من أوطنها ولا يهرم من سكنها ولا يموت من دخلها فابتاعوها بدارا لا يدوم نعيمها ولا تنصرم همومها وكونوا قوما مستبصرين فى دينهم مستظهرين بالصبر على طلب حقهم إن معاوية دلف إليكم بعجم العرب غلف القلوب لا يفقهون الإيمان ولا يدرون ما الحكمة دعاهم بالدنيا فأجابوه واستدعاهم إلى الباطل فلبوه فالله الله عباد الله فى دين الله إياكم والتواكل فإن ذلك ينقض عرى الإسلام ويطفى ء نور الحق هذه بدر الصغرى والعقبة الاخرى يا معشر المهاجرين والأنصار امضوا على بصيرتكم واصبروا على عزيمتكم فكأنى بكم غدا ولقد لقيتم أهل الشام كالحمر الناهقة تصقع صقع البقر وتورث روث العتاق فكأنى أراك على عصاك هذه وقد انكفأ عليك العسكران يقولون هذه
عكرشة بنت الأظرش بن رواحة فإن كدت لتقتلين أهل الشام لولا قدر الله وكان أمر الله قدرا مقدورا فما حملك على ذلك قالت يا أمير المؤمنين قال الله تعالى يأيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم وإن اللبيب إذا كره أمرا لا يحب إعادته قال صدقت فاذكرى حاجتك قالت إنه كانت صدقاتنا تؤخذ من أغنيائنا فترد على فقرائنا وإنا قد فقدنا ذلك فما يجبر لما كسير ولا ينعش لنا فقير فإن كان ذلك عن رأيك فمثلك تنبه من الغفلة وراجع التوبة وإن كان عن غير رأيك فما مثلك استعان بالخونة ولا استعمل الظلمة قال معاوية يا هذه إنه ينوبنا من أمور رعيتنا أمور هى أولى بها منكم بحور تنبثق وثغور تنفتق قالت يا سبحان الله والله ما فرض الله لنا حقا فجعل فيه ضررا على غيرنا وهو علام الغيوب قال معاوية يا أهل العراق نبهكم على بن أبى طالب فلم تطاقوا ثم امر برد صدقاتهم فيهم وإنصافهم
قصة دارمية الحجونية مع معاوية رحمه الله تعالى سهل بن أبى سهل عن أبيه قال حج معاوية فسأله عن امرأة من بنى كنانة كانت تنزل بالحجون يقال لها دارمية الحجونية وكانت سوداء كثيرة اللحم فأخبر بسلامتها فبعث إليها فجيء بها فقال ما حالك يابنة حام فقالت لست لحام إن عبنتى أنا امرأة من بنى كنانة قال صدقت أتدرين لم بعثت إليك قالت لا يعلم الغيب إلا الله قال بعثت إليك لأسألك علام أحببت عليا وأبغضتنى وواليته وعاديتنى قالت أو تعفنى قال لا أعفيك قالت أما إذ أبيت فإنى أحببت عليا على عدله فى الرعية وقسمه بالسوية وأبغضبك على قتال من هو أولى منك بالأمر وطلبتك ما ليس لك بحق وواليت عليا على ما عقد له رسول الله من الولاء وحبه المساكين وإعظامه لأهل الدين وعاديتك على سفكك الدماء وجورك فى القضاء وحكمك بالهى قال فلذلك انتفخ بطنك وعظم ثدياك وربت عجيزتك قالت تنهد والله كان يضرب المثل فى ذلك لا بى
قال معاوية يا هذه اربعى فإنا لم نقل إلا خيرا إنه إذا انتفخ بطن المرأة ثم خلق ولدها وإذا عظم ثدياها تروى رضيعها وإذا عظمت عجيزتها رزن مجلسها فرجعت وسكنت قال لها ويا هذه هل رأيت عليا قالت إى والله قال فكيف رأيته قالت رأيته والله لم يفتنه الملك الذى فتنتك ولم تشغله النعمة التى شغلتك قال فهل سمعت كلامه قالت نعم والله فكان يجلو القلوب من العمى كما يجلو الزيت صدأ الطست قال صدقت فهل لكم من حاجة قالت أو تفعل إذا سألتك قال نعم قالت تعطينى مائة ناقة حمراء فيها فحلها وراعيها قال تصنعين بها ماذا قالت أغذو بألبانها الصغار وأستحيى بها الكبار وأكتسب بها المكارم وأصلح بها بين العشائر قال فإن أعطيتك ذلك فهل أحل عندك محل على بن أبي طالب قالت ماء ولا كصداء ومرعى ولا كالسعدان وفتى ولا كمالك يا سبحان الله أو دونه فأنشأ معاوية يقول إذا لم أعد بالحلم منى عليكم فمن ذا الذى بعدى يؤمل للحلم خذيها هنيئا واذكرى فعل ماجد جزاك على حرب العداوة بالسلم ثم قال أما والله لو كان على حبا ما أعطاك منها شيئا قالت لا والله ولا وبرة واحدة من مال المسلمين
وفود أم الخير بنت حريش على معاوية عبيد الله بن عمر الغسانى عن الشعبى قال قال كتب معاوية إلى واليه بالكوفة أن يحمل إليه أم الخير بنت الحريش بن سراقة البارقي برحلها وأعلمه أنه مجازيه بالخير خيرا وبالشر شرا بقولها فيه فلما ورد عليه كتابه ركب إيها فأقرأها كتابه فقالت أما أنا فغير زائغة عن طاعة ولا معتلة بكذب ولقد كنت أحب لقاء أمير المؤمنين لأمور تختلج فى صدرى فلما شيعها وأراد مفارقتها قال لها يا أم الخير إن أمير المؤمنين كتب إلى أنه مجازنى بالخير خيرا وبالشر شرا فما لى عندك قالت يا هذا لا يطعمنك برك بى أن أسرك بباطل ولا تؤنسك معرفتى بك أن أقول فيه غير الحق فسارت خير مسير حتى قدمت على معاوية فأنزلها مع الحرم ثم أدخلها فى اليوم الرابع وعنده جلساؤه فقالت السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته فقال لها وعليك السلام يا أم الخير بحق ما دعوتنى بهذا الاسم قالت يا أمير المؤمنين مه فإن بديهة السلطان مدحضة لما يحب علمه ولكل أجل كتاب قال صدقت فكيف حالك يا خالة وكيف كنت فى مسيرك قالت لم أزل يا أمير المؤمنين فى خير وعافية حتى صرت إليك فأنا فى مجلس أنيق عند ملك رفيق قال معاوية بحسن نيتى ظفرت بكم قالت يا أمير المؤمنين يعيذك الله من دحض المقال وما تردى عاقبته قال ليس هذا أردنا
أخبرينا كيف كان كلامك إذ قتل عمار بن ياسر قالت لم أكن زورته قبل ولا رويته أن أحدث لك مقالا غير ذلك فعلت فالتفت معاوية إلى جلسائه فقال أيكم يحفظ كلامها فقال رجل منهم أنا أحفظ بعض كلامها يا امير المؤمين قال هات قال كأنى بها وعليها برد زبيدى كثيف بين النسيج وهى على جمل ارمك وقد أحيط حولها حواء وبيدها سوط منتشر الضفيرة وهى كالفحل يهدر فى شقشقته تقول يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم إن الله قد أوضح لكم الحق وأبان الدليل وبين السبيل ورفع القلم ولم يدعمكم فى عمياء مدلهمة فأين تريدون رحمكم الله أفرارا عن أمير المؤمنين أم فرارا من الزحف أم رغبة عن الإسلام أم ارتدادا عن الحق أما سمعتم الله جل ثناؤه يقول ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم ثم رفعت رأسها إلى السماء وهى تقول اللهم قد عيل الصبر وضعف اليقين وانتشرت الرعبة وبيدك يا رب أزمة القلوت فاجمع اللهم بها الكلمة على التقوى وألف القلوب على الهدى واردد الحق إلى أهله هلموا رحمكم الله إلى الإمام العادل والرضى التقى والصديق الأكبر
إنها إحن بدرية وأحقاد جاهلية وضغائن أحدية وثب بها واثب حين الغفلة ليدرك ثارات بنى عبد شمس ثم قالت فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا إيمان لهم لعلهم ينتهون صبرا يا معشر المهاجرين والأنصار قاتلوا على بصيرة من ربكم وثبات من دينكم فكأنى بكم غدا وقد لقيتم أهل الشام كحمر مستنفرة فرت من قسورة لا تدرى اين يسلك بها من فجاج الأرض باعوا الآخرة بالدنيا واشتروا الضلالة بالهدى وباعوا البصيرة بالعمى وعما قليل ليصبحن نادمين حتى تحل بهم الندامة فيطلبون الإقالة ولات حين مناص إنه من ضل والله عن الحق وقع في الباطل ألا إن أولياء الله استصغروا عمر الدنيا فرفضوها واستطابوا الآخرة فسعوا لها فالله الله أيها الناس قبل أن تبطل الحقوق وتعطل الحدود ويظهر الظالمون وتقوى كلمة الشيطان فإلى أين تريدون رحمكم الله عن ابن عم رسول الله وصهره وأبى سبطية خلق من طينته وتفرع من نبعته وخصه بسره وجعله باب مدينته وأعلم بحبه المسلمين وأبان ببغضه المنافقين ها هو ذا مفلق الهام ومكسر الأصنام صلى والناس مشركون وأطاع والناس كارهون فلم يزل فى ذلك حتى قتل مبارزى بدر وأفنى أهل أحد وهزم الأحزاب وقتل الله به أهل خيبر وفرق به جمع هوازن فيا لها من وقائع زرعت فى قلوب نفاقا وردة وشقاقا وزادت المؤمنين إيمانا وقد اجتهدت فى القول وبالغت فى النصيحة وبالله التوفيق والسلام عليكم ورحمة الله فقال معاوية يا أم الخير ما أردت بهذا الكلام إلا قتلى ولو قتلتك ما حرجت فى ذلك
قالت والله ما يسوؤنى أن يجرى قتلى على يدى من يسعدنى الله بشقائه قال هيهات يا كثيرة الفضول ما تقولين فى عثمان ين عفان رحمه الله قالت وما عسيت أن أقول فى عثمان استخلفه الناس وهم به راضون وقتلوه وهم له كارهون قال معاوية يا أم الخير هذا والله أصلك الذى تبنين عليه قالت لكن الله يشهد وكفى بالله شهيدا ما أردت بعثمان نقصا ولكن كان سابقا إلى الخير وإنه لرفيع الدرجة غدا قال فما تقولين فى طلحة بن عبيد الله قالت وما عسى أن أقول فى طلحة اغتيل من مأمنه وأتى من حيث لم يحذر وقد وعده رسول الله الجنة قال فما تقولين فى الزبير قالت وما أقول فى ابن عمة رسول الله وحواريه وقد شهد له رسول الله بالجنة وقد كان سباقا إلى كل مكرمة فى الإسلام وأنا أسألك بحق الله يا معاوية فإن قريشا تحدثت أنك أحلمها أن تسعنى بفضل حلمك وأن تعفينى من هذه المسائل عما شئت من غيرها قال نعم ونعمة عين قد أعفيتك منها ثم أمر لها بجائزة رفيعة وردها مكرمة
وفود أروى بنت عبد المطلب على معاوية رحمه الله العباس بن بكار قال حدثنى عبد الله بن سليمان المدنى وأبو بكر الهذلي أن أروى بنت الحارث بن عبد المطلب دخلت على معاوية وهى عجوز كبيرة فلما رآها معاوية قال مرحبا بك وأهلا يا عمة فكيف كنت بعدنا فقالت يا بن أخى لقد كفرت يد النعمة وأسأت لابن عمك الصحبة وتسميت بغير اسمك وأخذت غير حقك من غير دين كان منك ولا من آبائك ولا سابقة فى الإسلام بعد أن كفرتم برسول الله فاتعس الله ممنكم الجدود وأضرع منكم الخدود ورد الحق إلى أهله ولو كره المشركون وكانت كلمتنا هى العليا ونبينا هو المنصور فوليتم علينا من بعده تحتجون بقرابتكم من رسول الله ونحن أقرب إليه منكم وأولى بهذا الامر فكنا فيكم بمنزلة بنى إسرائيل فى آل فرعون وكان على بن أبى طالب رحمه الله بعد نبينا بمنزلة هارون من موسى فغايتنا الجنة وغايتكم النار فقال لها عمرو بن العاص كفى أيتها العجوز الضالة وأقصرى عن قولك مع ذهاب عقلك إذ لا تجوز شهادتك وحدك فقالت له وأنت يا بن النباغة تتكلم وأمك كانت أشهر امرأة تغنى بمكة وآخذهن لأجرة اربع على طلعك واعن بشأن نفسك فوالله ما أنت من قريش فى اللباب من حسبها ولا كريم منصبا ولقد ادعاك خمسة
نفر من قريش كلهم يزعم أنه أبوك فسئلت أمك عنهم فقالت كلهم أتانى فانظروا أشبههم به فألحقوه به فغلب عليك شبه العاص بن وائل فلحقت به قال مروان كفى أيتها العجوز واقصدى لما جئت له فقالت وأنت أيضا يا ابن الزرقاء تتكلم ثم التفتت إلى معاوية فقالت والله ما جرأ على هؤلاء غيرك وإن أمك القائلة فى قتل حمزة نحن جزيناكم بيوم بدر والحرب بعد الحرب ذات سعر ما كان لى عن عتبة من صبر فشكر وحشى على دهرى حتى ترم أعظمى فى قبرى فأجابتها بنت عمى وهى تقول خزيت فى بدر وبعد بدر يا بنة جبار عظيم الكفر فقال معاوية عفا الله عما سلف يا عمة هاتى حاجتك قالت مالى إليكم حاجة وخرجت عنه
فى الأمثال السائرة قال ابن عبد ربه ونحن القائلون بعون الله وتوفيقه فى الأمثال التى هى وشى الكلام وجوهر اللفظ وحلى المعانى والتى تخيرتها العرب وقدمتها العجم ونطق بها كل زمان وعلى كل لسان فهى أبقى من الشعر وأشرف من الخطابة لم يسر شيء مسيرها ولا عم عمومها حتى قيل أسير م مثل وقال الشاعر ما أنت إلا مثل سائر يعرفه الجاهل والخابر ولقد ضرب الله عز وجل الأمثال فى كتابه وضربها رسول الله فى كلامه قال الله عز وجل ومثل هذا القرآن كثير ومن أمثال العرب مما روى أبو عبيد جردناها من الآداب التى أدخل فيها أبو عبيد إذ كنا قد أفردنا للأدب والمواعظ كتبنا غير هذا وضممنا إلى أمثلة العرب القديمة ما جرى على ألسنة العامة من الأمثال المستعملة وفسرنا من ذلك ما احتاج إلى التفسير
ومن ذلك قولهم يضرب به المثل من النساء يقال أشأم من البسوس وأحمق من دغة وأمنع من أم قرفة وأقود من ظلمة وأبصر من زرقاء اليمامة البسوس جارة جساس بن مرة بن ذهل بن شيبان ولها كانت الناقة التى قتل من أجلها كليب بن وائل وبها ثارت الحرب بين بكر بن وائل وتغلب التى يقال لها حرب البسوس وأم قرفة امرأة مالك بن حذيفة بن بدر الفزارى وكان يغلق فى بيتها خمسون سيفا كل سيف منها لذى محرم لها ودغة امرأة من عجل بن لجيم تزوجت فى بنى العنبر بن عمرو بن تميم وزرقاء بنت نمير امرأة كانت تبصر الشعرة البيضاء فى اللبن وتنظر الراكب على مسيرة ثلاثة أيام وكانت تنذر قومها الجيوش إذا غزتهم فلا يأتيهم جيش إلا وقد استعدوا له حتى احتال لها بعض من غزاهم فأمر اصحابه فقطعوا شجرا أمسكوه أمامه بأيديهم ونظرت الزرقاء فقالت إنى أرى الشجر قد أقبل إليكم
قالوا قد ورق عقلك وذهب بصرك فكذبوها وصبحتهم الخيل وأغارت عليهم وقتلت الزرقاء قال فقوروا عينيها قد غرقت فى الإثمد من كثرة ما كانت تكتحل به وظلمة امرأة من هذيل زنت أربعين عاما فلما عجزت عن الزنا والقود كانت تقود تيسا لينزو على عنز صدق الحديث ومن قولهم القول ما قالت حذام وهى امرأة لجيم بن صعب والد حنيفة وعجل ابنى لجيم وفيها قال إذا قالت حذام فصدقوها فإن القول ما قالت حذام سوء المسألة وسوء الإجابة وقالوا حدث امرأة حديثين فإن لم تفهم فأربعة كذا فى لاأصل ولاذى أحفظ فأربع أى أمسك التعريض بالكناية ومنه قولهم إياك أعنى واسمعى يا جارة
الدعاء بالخير وقولهم فى النكاح على بدء الخير واليمن وقولهم بالرفاء والبنين يريد بالرفاء الكثرة يقال منه رفأته إذا دعوت له بالكثرة تعيير الإنسان صاحبه بعيبه قالوا رمتنى بدائها وانسلت الذب عن الحرم وقولهم النساء لهم على وضم إلا ذب عنه وقولهم النساء حبائل الشيطان وقولهم كل ذات صدار خالة يريد أنه يحميها كما يحمى خالته تأديب الكبير قال الشاعر وتروض عرسك بعدما هرمت وم العناء رياضة الهرم وقولهم أعييتنى بأشر فكيف بدردر يقول أعييتنى وأ شابه فكيف إذا بدت درادرك وهى مغرز الأسنان
إعجاب الرجل بأهله منه قولهم كل فتاة بأبيها معجبة وقولهم القرنبي فى عين أمها حسنة وقولهم زين فى عين والد ولده وقولهم حسن فى كل عين من تود وقولهم من يمدح العروس إلا أهلها العفو عند المقدرة منه قولهم ملكت فأسجح وقد قالته عائشة رضى الله عليها لعلى بن أبى طالب كرم الله وجهه يوم الجمل حين ظهر على الناس فدنا من هودجها وكلمها فأجابته ملكت فأسجح أى ظفرت فأحسن فجهزها بأحسن الجهاز وبعث معها أربعين امرأة وقال بعضهم سبعين حتى قدمت المدينة مفاكهة الرجل أهله منه قولهم كل امرى ء فى بيته صبى يريد حسن الخلق والمفاكهة ومنه قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إنا إذا خلونا قلنا ومنه قول النبي خياركم خياركم لأهله ومنه قول معاوية إنهن يغلبن الكرام ويغلبهن اللئام
المروءة مع الحاجة منه قولهم تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها وضع الشيء فى غير موضعه ومنه قولهم كمعلمة أمها الرضاعة البخيل يعتل بالعسر ومنه قولهم قبل النفاس كنت مصفرة طلب الحاجة المتعذرة منه قولهم تسألنى برامتين سلجما وأصله أن امرأة تشهت على زوجها سلجما وهو ببلد قفر فقال هذه المقالة والسلجم اللفت ومنه قولهم إنك إن كلفتنى ما لم أطق ساءك ما سرك منى من خلق المصانعة فى الحاجة من يطلب الحسناء يعط مهرها الظلم من نوعين منه قولهم أغيرة وجبنا قالته امرأة من العرب لزوجها تعيره حين تخلف عن عدوه فى منزله ورآها تنظر إلى القتال فضربها فقالت أغيرة وجبنا الكريم يهضمه اللئيم لو ذات سوار لطمتنى والحمد لله أولا وأخيرا










رد مع اقتباس