منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - موضوع مميز الجزائر والعرب والمسلمونَ و [الإبداع]؛ أرقام ومقارنات؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-10-15, 17:39   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
أمير جزائري حر
الأَديبُ الحُرّ
 
الصورة الرمزية أمير جزائري حر
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صَمْـتْــــ~ مشاهدة المشاركة
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الأخ الفاضل، أحيّي طرحك القيِّم..وبعد


إن بدأنا بالإجابة عن الاستفسار الذي ختمتَ به طرحك، فحتما ستتشابه آراؤُنا لحدٍّ ما، كونها سترتبِط لا محالة بواقعِ الحال،
الذي أظهرَ هذه النتيجة السلبيّة التي لا يستحسِنُها كلّ غيورٍ على هذا البلد..والمتمثّلة في ترتيبنا الأخير المخجِلِ مقارنة بالدّول الأخرى!

لكن هل ستفيدُنا المقارنة في شيءٍ؟ والنّتيجة واضحة كما سبق القول..
وهل هذا كلّ ما يهمّنا معرفتُه؟



ولهذا أفضّل أن نعرِّج على بعض النّقاط، بهدف استغلال الإشكاليّة المطروحة استغلالاً نافعا -للمهتمّين بالأمر-
---------

تحدّثتَ عن الابتكار، ما يدفعُني للقول أنّ: [الإبداع بالاطّلاع]
والاطّلاع يعني من جهة القراءة التي تزيد من الوعي الثّقافي، والبناء المعرِفي الذي يُنمّي بدورِه القدرة على التّفكير،
ويعزّز الثّقة في المخزون الفكري الذي يؤهّلُ صاحبه (للابتكار)

ومن جهة أخرى، الاطّلاع بالتفكُّر في الطّبيعة وكلّ ما يُحيطُنا من خلقِ اللهِ..
الأمر الذي يُلهم النّظَر فيُحرِّك الفِكر للإبداع.

ويحضُرُني بهذا الشّأن قول الأديب مصطفى صادق الرّافعي:
كل كتاب يرمي إلى إحدى ثلاث: اكتساب قريحة، أو فكر واسع، أو ملكة تقوي على الابتكار، فاقرأه]
--------
لنقف على أولى مسبّبات نُقص الابتكار ببلدنا، وهو عدم اكتساب روح المطالعة التي تنمّي المهارات وتكسب صاحبها تفكيرا إبداعيّاً..


هذا ونحنُ أمّةٌ طالبها الرّحمنُ بالقراءة..في قوله تعالى:


اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ 1 خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ 2 اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ 3][العلَق]





عذرا إن صببتُ في قالَبٍ غير مقصود..
ولي عودة إن قدّر الله ذلك.



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
حيّاكِ الله وأحسن مثواك وشكرا على الاهتمام الحسن وإثراء الموضوع.


الأخت صمت
بالنسبة للسؤال: هل ستفيدنا المقارنة في شيء؟



الجواب: أكيد ستفيد؛ والدّليل مداخلاتكم وتعليقاتكم و [اهتمامكم]. يبدأ التأثير بأن تتفتّح العيون على الواقع [المؤلم]، و بأن تتألّم القلوب [الحيّة] وربما تدبّ بعض الحياة في القلوب [الميّتة]، ومن ثمّ تتحرّك الهِمم لـ [تسعى] نحو التغيير بدءً من إنكارها للواقع بقلوبها وهو أضعف الإيمان. واهتمام أمثالكم بالموضوع فيه خير مهما قلّ. لعل الله يُحدثُ بعد ذلك أمرا. المقارنات تجعلنا نطرح الأسئلة [المناسبة]؛ نتساءل؟ لماذا سبقت الدولة الفلانية رغم أنّ مواردها أقلّ من مواردنا ؟ لماذا ؟ وكيف؟ وغيرها من التساؤلات؛ فالعلم يُبنى ويُبلغ جوهره بطرح التساؤلات.


وبالنسبة للسؤال: هل هذا كلّ ما يهمّنا معرفته؟


الجواب: قطعاً لا، فالحديث أو المناقشات الّتي [لا ينبني] عليها عمل يعُدّها العلماء من [اللّغو]، والمؤمنون [الأسوياء] يمرّون على اللّغو [كراما] وهذه الآية فيها معنى عميق جميل، ولست أدّعي تفسيرا هنا، لكن المشهد بدا لي عميقا جليلا فيه وقار و [كرامة]؛ فذلك العبد الذي إذا مرّ على اللّغو تجدينه [يأنف] من المشاركة فيه ويمر ويُخلّفه وراءه [إكراما لنفسه] عن الخوض في [ما لا يُغني ولا يعنِي]. وما نحن إلا في المقدّمات [لأرقام ومقارنات]، وسنتبعها وكل المشاركين بما يفيد وينفع- بإذن الله- ولم نتوقف عند مجرّد الإعلام بالأرقام.


وبعدُ


فقد طرحتِ نقطة من النقاط المحورية في موضوعنا وهي [روح الاطلاع]؛ حبّ القراءة وممارستها بانتظام، لـ [تغذية مَلَكَاتِنَا]، وهو أمر جوهري وحيوي فحتّى من كان موهوبا بالفطرة في مجال من المجالات؛ الفن والأدب أو علوم الحياة والطّبيعة، لا يمكنه التألّق والتفوّق إن لم يكن كثير المطالعة مُلِمّاً بكلّ ما سبق على دربه وفي اختصاصه. هذا الأمر لا يُماري فيه إلا جاهل.
لذلك تجدين طلبتنا- إلا من رحم الله- لا يُحسنون كتابة فقرة تعبير قيّمة في مختلف اللغات على سبيل المثال. فـ [الثّروة اللغوية] لا تأتي من فراغ بل من [المطالعة بنهم]، وينطبق الأمر على كلّ صنعة وكل تخصصّ في العلوم والتكنولوجيا. وكلمة [الاطلاع] لها معنى واسع جداً؛ مثلا ذلك الطّبيب الّي اكتفى بنيل الشّهادة واستغرق كلّ وقته في استقبال المرضى يصف الأدوية وانقطع عن [الاطلاع] على كل ما هو [جديد] ولا يحب حضور الملتقيات في تخصّصه، سيكون مصيره التراجع والتأخّر، وقد يتسبب في كوارث لمرضاه.
وإن تساءلنا الآن عن المسؤول عن [غرس] تلك الصّفة [حب الاطلاع] في الفرد، فحتما سيقع نصيب من المسؤولية على الأسرة التي تحدّ من حرية أبنائها ولا تترك لهم المجال للاستكشاف وتجربة أفكارهم، بحجّة [الخوف] عليهم. وأيضا الدّولة؛ يجب عليها أن [تضع المناهج] التي تخلق تلك الصفة في الناشئة و [مراقبة ومتابعة] ذلك و[تهيئة أسبابه]؛ بعكس ما حدث في مؤسّساتنا التعليمية منذ سنين قليلة؛ فقد أُدْرِجَ في كشوف تقييم الطلبة ما سمّوه بـ [تثمين المطالعة] وهو شيء جميل ومبادرة طيبة، لكنها ولدت ميتة وربما تمّ وأدها، فصارت أمرا شكليا يُرهق الأستاذ والطّالب على السّواء؟ ولم تُحقّق هدفها.


واطمئني؛ فقد صببتِ في قلب القالب المقصود.


بارك الله فيكم.









رد مع اقتباس