منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ►♦ ღمجلّـة نقـآوة حُلمღ ► [[العَدد الثَاني]]ღ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-03-10, 18:17   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
وفاء الياسمين
رحِــمَها الله
 
الصورة الرمزية وفاء الياسمين
 

 

 
الأوسمة
احسن موضوع المريبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

دُررٌ و عبرُ / صَمْـ الأملْ تْ


السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
****
كلمةٌ أدعوكِ أختاه لتأمّلِ حروفِها ومصافحةِ مغزاها
[الغيرة] ألفٌ ولامٌ "جِدٌّ وملام"
ياءٌ ورَواءٌ، وتاءُ السّلام
فالجِدُّ في جهادِ المعاصي.. رِفعةُ نفوسِ الأنام
والجُهدُ في حِفظِ الحُرُماتِ
سلامةٌ يُقرئها صَفوٌ يُضيئُ خطْوَ الكِرام


والغيرة أيّتُها الكريمة "مذمومةٌ.. محمودة"

مذمومةٌ، حينما تكونُ فيما حرّمَ الله علينا نحنُ عَبيدُه الضُّعفاء، كتِلْكَ الفتاه التي تغارُ على أجنبيٍّ –شغفاً به-
سواء ممّن نالَتْ قلبَه في خيْرٍ أو غيرِه !
مُعتبِرةً غيرتَها ( مُباحة باسمِ الحبِّ ) والأدهى أنّه حُبٌّ حرام !، أو كتِلك التي -تغارُ حِقدا- على زميلةٍ نجحت بحياتها بمشيئةٍ من خالقِها..
الأمر الذي يجب التّسليمُ به، في حين لا ضيْرَ إن اجتهْدنا لبلوغِ مثل هذه النّجاحات ولو رغبةً في تقليدِ فُلانة مادام في أمرٍ خيِّرٍ.

كذلك قد نجد من تغار ممّن ترتدي ثيابا فاخِرة، والأدهى والأمرّ أنّها ثيابُ السّفور ! التي تفضَحُ صاحبتها وقد تجرّها لدربِ الآثام اغتراراً بشكلْها.
كانت هذه بعض مشاهد الغيرة المذمومة وإن قلَّ ذكرُها مقارنةً بما يُظهره واقعنا..

أمّا المحمودِ منها فما كانت حبّا في اللهِ وتقرّبا منه، وامتثالاً لما أحلّه لنا سُبحانه وتعالى
ومن مشاهِدِ الغيرة المحمودةِ غيرة الزّوجِ على أهلهِ..هذه الغيرة التي تدفعه ليحفَظُ سِترَهُم ويصون عِرضهم، وتجعله يسهَرُ على حمايتهم،
ويُحسن توجيههم متى لاحظ أو شعر بأنّ أمرا مخالفا لِشِرْعةِ الخالقِ يهدّدُ أخلاقَهُم وقِيَمهم..
فالزّوج أو -الذّكر عامّة- الذي لا يغارُ على أهله، يُعتبرُ دَيوثا ويُساهِمُ بذلك في تسهيلِ خَطوهِم نحو الانحلال (والأمرُ ليس عامّا..لكنّه واقعٌ لا هروب منه)
ووردَ في هذا السّياق عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
[ثلاثةٌ قد حرَّم اللهُ تبارك وتعالى عليهم الجنَّةَ : مدمنُ الخمرِ ، والعاقُّ والدَّيُّوثُ الذي يُقِرُّ في أهلِه الخُبْثَ]
*الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم: 4/330 | خلاصة حكم المحدث : فيه راو لم يسم ، وبقية رجاله ثقات

----
*الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب
الصفحة أو الرقم: 2366 | خلاصة حكم المحدث : حسن لغيره
----
*الراوي : - | المحدث : ابن عثيمين | المصدر : مجموع فتاوى ابن عثيمين
الصفحة أو الرقم: 384/20 | خلاصة حكم المحدث : له طرق يقوى بها


كذلك تتمثّل الغيرة المحمودة في غيرتنا على ديننا الإسلاميّ الحنيف، من خلال التّنافُس الجميل بهذا المجال كالسّعي لتعلّمِ وتعليمِ أمورِه،
كلٌّ حسب قُدرتِه وسِعةِ ثقافته
ووُقوفِنا ضدّ تيّارات الفِتن، التي تضْرِبُ بُنية مجتمعاتنا الإسلاميّة، لتفرّق بيننا نحن المسلمين –بدءا من وسطِنا العائليِّ طبعا-
لأنّ الأسرة هي النّواة الأساسيّة لبناء المجتمعات، ليمتدَّ حُسن بناء هذه الأخيرة خارج الحيِّز الوطني..
ولا ننسَ غيرتَنا على لُغتِنا التي تدْعونا لتعميقِ إبحارِنا بها، وصِيانةِ جواهِرِها من التّلف وسطَ هذا الهجوم العاصِف
الدّخيلِ عليها من ألْفاظٍ لا تنتمي لا إلى لهجاتنا المحليّة، ولا إلى لُغتنا العربيّةِ الشمّاء.

وخُلاصةُ ما ذكرتُه ببسيطِ فهمي، ما ورد بمسند أحمد (كتاب الشّاميين، 16757)
((الغيرة غيرتان، فغيرةٌ يُحبُّها اللهُ، وغيرةٌ يكرهُها اللهُ، قُلنا: يا رسول الله ما الغيرة التي يحبّها الله قال:
أن يغار أن يأتي معاصي الله، وينتهِك محارِمه، قُلنا: ومالغيرة التي يكرهها؟ قال: أن يغار أحدكم في غيرِ كُنهِهِ.))


فلنكُن أيّتها الكريمات ممّن يُحسنّ توظيف غيرتهنّ، ولنجعَلْها غيرةً محمودةً في رِحابِ الهَدْيِ وجمالِ الخُلُق.

جعلني الله وإيّاكنّ ممّن يستمعن القولَ فيتّبعنَ أحسنَه.
بقلمي.صـ~









رد مع اقتباس