منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - احتاج نصيحة جدية
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-09-16, 16:25   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
حسناء بنت الجبل
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

مرحبا صديقتي الغالية

في كل كلمة قرأتها لمست مدى العذاب و الاحساس بالظلم الذي تتعرضين له و مدى القهر النفسي الذي تحسين به

ربما يمكنني مساعدتك قليلا لأنني مررت بتجربة تكاد تماثل تجربتك و بعد سنين طويلة من المعاناة وضعت الكثير من النقاط على الحروف

أولا حبيبتي ليس هناك من ظلمك ، كوني متأكدة من أنك لم تظلمي نفسك ابدا بل هو ابتلاء من الله ، فإن صبر كان لك الاجر التام ، و الله لا يبتلي الا عباده المخلصين و الطيبين كما أنك لم تكوني مجنونة ، بل سعيت بمباديء نبيلة من أجل أن تصلي لطموحاتك .

و أنا أقرأ كلماتك مرت صورتي بين ناظري فيك ،من كتابة الشعر و سهر الليالي و حتى الصدمات التي تلقيتها من الاساتذة و الاهل ، و الاعوجاج الذي اصابك يدل على ما عانيت من أجل تحقيق النجاح

اتذكر و أنا في المتوسط كيف كانت زوجة عمي تجبرني على ارتداء الكورسي من أجل أن يبقى ظهري مستقيما ، فمثلك كنت كثيرة الانحاء على الكتب و الكراريس ، انتظرت نهاية العطلة في تلك المدة بفارغ الصبر من أجل أن ينتهي ذلك العذاب ، فربي يصبرك عليه
كما أنه في وقت الدراسة كان الجميع يسخر ممن مشيتي و مظهري لأنه لسوء حظي كنت دوما في أقسام اولاد رجال الاعمال و اثرياء مدينتي ، و لكن كنت ملتزمة بمبادئي ، لا اسمح بالغش و لا اغش ابحث دوما عن المعلومات و اثري رصيدي و ما أقوم به من أجل نفسي لا غير و لا تهمني المناظر البراقة ، كما أني تحجبت مباشرة بعد تحصلي على شهادة الابتدائي لأن الحجاب كان حلمي منذ الصغر

بعض الاساتذة هداهم الله ،يقومون بتحطيم التلاميذ الاذكياء فقط لأن مستوى معلوماتهم أكبر من مستوى الاساتذة أنفسهم ، فبدل تشجيعنا و تطويرنا سيقومون فقط بتدميرنا حسدا من عند أنفسهم و هذا أيضا حدث لي في كثير من المواقف

أما بالنسبة لأهلك فسأقدم لك بعض النصائح حتى تتعاملي معهم ، فطعناتهم تؤلم أضعاف طعنات الناس و سأبرر لك بعض تصرفاهم ليس دفاعا عنهم ، بل هذا ما اكتشفته مع الوقت

بالنسبة لرفض أهلك اخبار الناس بمرضك ، فهو من باب الخوف عليك ، لأننا للأسف في مجتمع لا يرحم ، لا ينجو من لسانه لا الصحيح و لا المبتلى ، و بما أنك فتاة ، سيسعى أهلك لاخفاء الأمر عن الجميع ، كما أنه يخافون من أن يؤثر كلام الناس على مستقبل زواجك ، أما شدتهم معك من أجل العلاج ووصولهم للضرب فكذلك من باب الخوف عليك ، و سيبحثون عما يفيدك و لو أجبروك عليه ، و قد ترين أن هذا ظلم كبير بالنسبة لك ، و لكن مع الوقت ستتفهمينهم ، فعاطفة الابوة رغم قسوتها الا أنها تنبع من الحب ، الرجل ليس مثل المرأة و لا يستطيع أن يعبر عن مشاعره مثل المرأة ، يرى انها ضعف ، و لكن لو عرفت ما في قلبه من الحزن عليك و الخوف لبكيت أنت عليه
حاولي قد الامكان التقليل من الاحاسيس تصرفي ببرود تام ، فكلما بكيت أو ظهرت في مظهر الضعيف ستتعرضين للضرب ، لأن اهلك يرون أنهم ضعفاء و لا يستطيعون توفير العلاج المناسب لك، كما أن الشتائم التي تأتي منهم سببها أنه لا حل لهم بين ايديهم لتوفيره لك ، فحتى يخففوا بعض تأنيب الضمير يقومون بمثل هاته التصرفات
و لا تظني انهم لا يحسون بما تمرين به او يرون انك تبالغين ، بل يتصرفون بهذه الطريقة حتى لا ينعكس ايضا ضعفك في ملامحهم ، فلو اخبروك بأن ما تقولين حق سيزرعون اليأس فيك و ربما لن تستطيعي تحمل العلاج أكثر
بالنسبة لصديقاتك لا تهتمي لهن ، فبعض الفتيات تعميهن الغيرة و لا يضيعن فرصة من أجل التحدث في الغير ، كل ما عليك هو مسحهن من ذاكرتك كأنهن لم يوجدن من قبل و اعلمي أن حياتك لن تتغير برحيلهن أو وجودهن

هناك أمر آخر ، عليك أن تتقبلي نفسك مثل ما أنت و لا تلوميها ، فلو تقبلتها و حاولت النجاح و تحقيق خطوات في العلاج ، فسيتقبلك الجميع و ستفرضين نفسك عليهم ، للعلم كانت تدرس معي تلميذة معوقة كليا لا يتحرك منها الا اثنين من اصابعها ، حتى الكلام لم تكن لتتكلم ، و لكنها حققت معدلات في البكالوريا بامتياز و حتى أحسن مني، و كانت دائمة الابتسام تبعث الأمل في نفوس الجميع
حينها أدركت أنني أنا المعوقة ليست هي ، وانيي انا التي لم احسن استغلال ما لدي من أجل اثبات نفسي


في الأخير يا صديقتي الغالية انصحك أن تكوني قوية ، و ان تضعي مشاعرك و همومك على الورق ، فان انت توجهت للكتابة زال بعض الحزن من داخلك ، و بعد أن ترتاحي قومي بتمزيق تلك الاوراق مرة أخرى

اريد أن اقص عليك قصة والدي مع اختي ربما تستطيعين من خلالها فهم مشاعر الاب

اذكر في يوم سقوط أختي و التواء كاحلها ، حيث انها لم تعد تستطيع وضع قدمها على الارض ، فاصبحت مثل العرجاء
لكن والدي اجبرها بالضرب على المشي حتى لا تعتاد وضعية العرج ، كانت تبكي بكاءا شديدا و تصرخ و هي تمشي حتى نجحت

لكن ما لم تره أختي هي بكاء أبي من أجلها و هو في الغرفة خفية بعد أن نجحت في المشي بشكل عادي (( كنت مختبئة فيها من خوفي ))
و بقيت تلك الحادثة راسخة في ذهنه لأنه رأى انه لن يسامح نفسه ان بقيت على تلك الحال

كوني قوية مهما اشتدت الصعاب و تذكري ان الدراسة يمكن تعويضها و لا تتحسري عل ضياع اي شيء ما عدا صحتك

بالتوفيق أخيتي










رد مع اقتباس