منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - قبسات مضيئة من كتاب إلى" أين أيها الحبيب الجفري"
عرض مشاركة واحدة
قديم 2007-12-31, 19:16   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
أم إدريس
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية أم إدريس
 

 

 
إحصائية العضو










Icon24

[align=center]ولأجل أختي الحبيبة نادية مجدوبي وكل محبي الشيخ الجفري أقدم مقدمة الكتاب " إلى أين أيها الحبيب الجفري" والباعث عليه للدكتور خلدون مكي الحسني سلمه الله:


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله الذي وَعَدَ مَن اهتدى وأوْعَدَ مَن اعتدى ، والصَّلاة والسَّلام على مَنْ مَدَّتْ عليه البلاغةُ رُوَاقَها ، فاخْتُصِرَ له الكلامُ اختصاراً ، فقال : (قَدْ تَرَكْتُكُم على البَيْضَاء لَيْلُها كَنَهَارِها لا يَزيغُ عنها بَعْدي إلا هالك ، ومَنْ يَعِشْ مِنْكُم ، فسَيَرى اخْتِلافاً كثيراً ، فَعَلَيْكُم بما عَرَفْتُم مِنْ سُنَّتِي وسُنَّةِ الخلفاءِ الرَّاشِدين المَهْديِّين)([1]) وعلى آله وصحبه ، أمَّا بعد :

فإنني لغيرتي على دين الإسلام وحرصي على ما ينفع المسلمين ، وعملاً بالعهد الذي بايعَ عليه الصَّحابةُ الكرام رسولَهم الأمين ، وهو (النصحُ لكل مسلم) أُقدّم هذه المناقشة العلميّة لِما ذَهَبَ إليه الدَّاعية الحبيب علي زين العابدين الجفري ، في كتابه (معالم السلوك للمرأة المسلمة) الذي لابدَّ وأنّه أَخْرَجَه في تمهّل خلافاً لكلامه الآخر المُرْتَجَل في المحطّات الفضائية وغيرها ، الذي ربّما وَجَدَ فيه غيري العُذْرَ له لِعلَّة الارتجال ، ولكنَّ الأمر هنا يَختَلِف : فالجفري هذه المرّة يَضَعُ كتاباً ويُصرِّح بذلك ([2]) كما أنّه خرَّج أحاديثه وأخَذَ يعزوها إلى المصادر مع ذكر الصفحات والأرقام . وقد قدّمَ له شيخه عمر بن حفيظ بمقدِّمَة أَثْنى فيها على الكتاب وعلى المؤلّف ثناءً عظيماً ، ووصفَ الكتاب بأنّه أنفاسٌ مباركات وتنبيهات سنيّات . . . أجراها الله على لسان الجفري ! وحَمِدَ الله على تيسير طباعته([3]). إذاً فالكتاب مِنْ وَضْع الشيخ الجفري نفسه وبمباركة وتقديم شيخه ابن حفيظ ومِنْ ثَمَّ فإنّ الشيخ الجفري يتحمّل مسؤوليّة المعلومات التي أوْرَدَها في كتابه .

وقد وَضَعْتُ في هذه المناقشة كلامَهُ في ميزان الشرع وتَعَقّبتُه بالأدلّة الواضحة ، راضياً منه بالذَّمِّ علانيةً والانتفاعِ بكلامي سراً ، وآملاً أن يجِدَ هذا الكلامُ عنده وعند مَنْ يُقرّ نهْجَه أذناً صَاغية .

(( إنْ أريدُ إلاّ الإصْلاحَ ما اسْتَطعت وما توفيقي إلاّ بالله عليه توكّلتُ وإليه أُنيب )).([4])

خلدون مكّي الحسني

دمشق 25 / شوَّال / 1426

الباعث على الكتاب


أهدَى إليَّ أحدُ إخواني كتاب معالم السلوك للجفري ، وناشدني أن أقرأه وأدوّن له ملاحظاتي عليه ففعلتُ .

وكنتُ سأكتفي بإعطاء ذلك الأخ نسخة من الملاحظات التي دوّنتُها ، ولكنني ارتَأيت أن أنشرها للناس لعدّة أسباب :

أوّلها ، أنّ الفتاوى والأقوال التي يرفضها الجفري في كتابه ويصفها بأنها مُحْدَثَة ولا سلف للقائلين بها ، إنما هي فتاوى الأئمة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد رحمهم الله ، وهي ثابتة وأشهر من الأقوال التي يدعو إليها ! ولا يجوز لمن له مذهب خاص أن يُلغي غيره !

ثانيها ، أنّ الأخطاء والمغالطات التي في الكتاب شديدة الخطورة ، وتَفَشّيها بين الناس يَسِيرُ بخُطاً سريعة ، لأنّ غالبها في صورة قصص وحكايات ؛ وهذا مما يُسَهِّل على الناس حفظه وتداوله .

ثالثها ، أن الكتاب يُطبع بكثرة ويوزّع في المناسبات ، وهو صغير الحجم تسهل قراءته .

رابعها ، عندما أصدرَ شيخ القرّاء بالشام محمد كريّم راجح ، حفظه الله بيانَه الخاص بالتنبيه على أخطاء الجفري وكثرة روايته للأحاديث الموضوعة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك القصص المنكرة ، ادّعى البعض أنّ ما رآه الشيخ كريّم راجح من تسجيلات للجفري ، والتي فيها تلك الأمور ، إنما هو مدسوسٌ عليه و"مدبلج"([5]).

فكان هذا الكتاب الذي وَضَعَهُ الشيخ الجفري وأعاد طباعته عدّة مرّات، ومنها هذه الطبعة التي بين يديَّ وهي الطبعة الثانية 1424هـ أي قبل صدور بيان الشيخ كريّم ، أكبرَ دليل على صحّة ما رآه الشيخ كريّم راجح ، فالكتاب في مُعْظَمِه ، مبنيٌّ على الأحاديث الباطلة والمكذوبة والقصص الخرافيّة والمنكرة !!

والجفري يُعْلِنُ كتابه هذا ويُروّج له في موقعه الخاص على الشابكة (الإنترنت) ، ويُهديه بنفسه للعديد ممن يلقونه ، فهو إذاً ثابتُ النّسبةِ إليه.

وهذا الكتاب ـ كما يصرّح مؤلِّفه ـ في التصوّف ، ولكنّه عَدَلَ عن تسميته بذلك خشيةَ أن تنفرَ من شرائه ومطالعته النساء وغيرهن .

انظر الصفحة : (71) من الكتاب .

ولو أردتُ أن أبيّن جميع ما في كتابه من عبارات غير شرعيّة أو أحكام غير صحيحة أو أفكار باطلة أو حقائق تاريخيّة مقلوبة لطال الأمر بنا كثيراً . ولكنني سأقتصر على بيان الأمور العلميّة الواضحة التي لا تحتاج إلى كثير كلام ، ولا يحتاج الإنسان العاقل فيها إلى مزيد بيان خشية التطويل ، وغرضي من ذلك هو إظهار الحق وتنبيه المسلمين للأخطاء التي يدعوهم إليها الجفري كي يتجنّبوها ويراجعوه فيها .

وإذا وجد القارئُ ركاكةً في العبارات التي أنقلها من كلام الجفري فأرجو ألاّ يُؤاخذني ، لأنني مضطرٌ إلى نقل الكلام بالحرف ، ومن المؤسف أنّ لغة الجفري العربية غير سليمة .

كما أرجو من الشيخ الجفري ألاّ يؤاخذني إذا وجَدَ في كلامي بعض العبارات التي لا تروق له ، فإنّ طبيعةَ الكلام النقدي غالباً ما تكون جامدة ، والنّصحُ بطَبْعِهِ ثقيلٌ ، وأنا لا أحمل في قلبي للشيخ الجفري أي غلٍّ فليطمئن ، وإنّما الأمر كما قال الشاعر :

ما ناصَحَتْكَ خَبَايا الوُدِّ مِنْ رَجُلٍ

مـا لـم يَنَلْكَ بمكروهٍ مِـنَ العَـذَلِ

محبَّتي فيـكَ تـأبى عـن مُسامَحَتي

بـأنْ أراكَ علـى شيءٍ مِـنَ الزَّلَـلِ

وأُذَكِّره بقول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه : (لا تظنَّ بكلمةٍ خرَجَت مِنْ أخيك المسلم سوءاً وأنتَ تجِدُ لها في الخيْر محمَلاً)([6]).

وبقولِ العالم الرَّباني الزاهد ابن رجب الحنبلي رحمه الله :

(إنَّ كراهةَ إظهار الحق إذا كان مخالفاً لقول الرَّجل ليس مِنَ الخِصال المحمودة ، بل الواجبُ على المسلم أن يُحبَّ ظهورَ الحق ومعرفةَ المسلمين له ، سواءٌ كان ذلك في موافقته أو مخالفته . وهذا من النصيحة لله ولكتابه ورسولِهِ ودينه وأئمَّة المسلمين وعامَّتهم ، وذلك هو الدِّين كما أخبر به النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم)([7]).

وقبل المضي في عرض المخالفات والأخطاء التي أوردَها الجفري في كتابه أقول :

إنّ الجفري لمّا تكلّم على أمهات الصفات المذمومة كالعُجْب والكِبْر والرّياء والحسد ، قد تكلّم بكلامٍ حسن لولا ما شابَهُ من استشهاداتٍ باطلة تُفسدُ المعنى .

وكذلك لمّا تكلّم على قاعدة المحبّة في الله والبغض في الله ، فإنّه سرّني أنه ليس من أولئك الذين يقولون بحبّ الكفّار من اليهود والنّصارى والبوذيين فقد قال في الصفحة 195 :

( هناك ناس يقولون : الدّين دين محبّة ووئام ما هو دين عصبيّة ولا تخلف وتطرّف ولا إرهاب . . هؤلاء ناس أهل دين وأهل كتاب وهم مؤمنون) فردّ الجفري قائلاً : (لا ليسوا بمؤمنين ، هم كفّار في القرآن )

وساق آياتٍ ؛ ثمّ قال :

(نصّ صريح في القرآن ، هناك كلام الآن يُبثّ في مجتمعاتنا المقصود به إزالة بقايا الحواجز التي بيننا وبين الكفّار حتّى يندمج مجتمعنا ويختلط بهم ويصير كمجتمعاتهم ، لا وألفُ لا ، الكافر كافر ، نصرانياً كان أو يهودياً أو مجوسياً أو بوذياً ، أُحسنُ إليه ، أحسن معاملته ، أتخلّق معه بالأخلاق الحسنة لكن لا آنس إليه ولا أحبّه في كفره . . الخ). انتهى

فهذا الكلام منه حسن ، لذلك أحببتُ أن أُشير إليه لسببين :

أولاً لذكر الكلام الصحيح الذي ورد في الكتاب .

ثانياً ليعلم القرّاء أن الجفري ليس من طائفة المتصوّفة الذين ضاعت



عندهم جميع المبادئ والمفاهيم الإسلامية([8]).

[align=right]------

(1) رواه أحمد وابن ماجه والحاكم وغيرهم .

(2) انظر ص71 من كتاب معالم السلوك حيث يقول : (كل المواضيع التي خضنا فيها في هذا الكتاب هي التصوّف ، لو كنا قلنا : كتاب في التصوف لما قرأته واحدة منكن . . صحيح ؟ . . . . . . . . هذه الصفحات الآتية كلها هي التصوّف بعينه). انتهى كلامه .

(3) انظر مقدّمة الكتاب .

(4) سورة هود الآية (88) .

(5) وحاولَ بعضُ الناس أن يدافع عن الجفري بأنّه ربّما عزا الحديث إلى غير مرجعه لأنّه كان يرتجل الكلام . فكان هذا الكتاب دليلاً على صحّة ما قاله الشيخ كريّم راجح . فالجفري هنا لا يرتجل بل هو يطبع كتاباً ويعزو الكلام متعمّداً ومن المؤسف أنّ ذاك الذي دافع عن الجفري قد أساء جداً للشيخ الجليل كريّم راجح بدون وجه حق ، في حين دافع عن الجفري ولكن أيضاً بدون وجه حق .

(6) أخرجه أحمد في (الزهد) كما قال السيوطي في (الدر المنثور) 6 /92 .

(7) في كتابه (الفرق بين النّصيحة والتّعيير ) ص10 .

(8) إنّ الصوفيّة مصطلحٌ له عموم وخصوص ، أمّا من حيث العموم فهو يُطلق على كل من كان زاهداً أو عابداً أو متنسّكاً متواضعاً ، وهذا الإطلاق حصل في أزمنة متأخرة عن زمن الزهاد والعبّاد الأوائل . وأمّا من حيث الخصوص فهو يُطلق على طائفة وضعت لنفسها قواعد فلسفية عالجت انطلاقاً منها نصوصَ الشريعة الإسلامية ، فخرجت بمفاهيم جديدة تعارض الأصول الشرعيّة ، وانحرفت عن الإسلام انحرافاً كبيراً . ومن بين أهل العموم والخصوص برزت طائفة من الصوفية يشتركون مع القسم الأول في العبادة والزهد ، ولكنهم متلبّسون ببدع كثيرة ويكثر فيهم الجهل ، وفي الوقت نفسه يحسّنون الظن برجال القسم الثاني المنحرف ، ولذا لا يقبلون أي نقدٍ لهم . كما برزت طائفة أخرى لا تعرف الزهد ولا العبادة ولا الأخلاق الحميدة ، وضاعت عندهم جميع المبادئ الإسلامية . وإنما تستروا بالتصوف ليضمنوا وجودهم في مجتمعات المسلمين التي تتقبل التصوف بوجهٍ عام . وأنا في كتابي هذا إنما أبيّن الأخطاء العلمية التي وقع فيها الشيخ الجفري ، وأنقلُ فتاوى كبار علماء الإسلام ، اشتملت على انتقادهم لبدع المتصوفة ، أو إنكارهم على المنحرفين من أصحاب الفكر الصوفي الفلسفي الذميم ، ولم يكن همّهم تكفير أحد منهم ! فأرجو التنبه لذلك ![/align]
[/align]