(19)
آن لي نشر أشرعتي على جسد القمر المختبئ خلف هضاب القلب ، وآن لي أن أتوحد في عين المسافة المثقلة بالشوق والمفعمة بالحنين ، وآن لي أن أتواجد دوماً على سطح الماء العامر بابتهاجات المهجة المفتونة بالهجير .
آن لي أن أصعد بابتهالاتي الى سماء الوجع الضارب في أتون اللحظة الهاربة ، وأن أغمد سيف انتصاراتي المزعومة في كبد المساء الحزين .
آن لي أن أبدو أكثر مما أبدو ، أطول قليلاً ، وأكثر ذكاءاً ، وأغزر تجربة ، وأسرع فهماً ، وأوسع انتشاراً ، وأعمق معنىً ، وأعلى قامة ً، وأشدُّ قوة ً ، حتى يتأكد ظليَ المهزومُ من صدق انتصاراتي ، ويعاود التصاقه بي والسير في خطواتي
ويرتاح لو ساعة ً من تعب الهروب المزمن الطويل .
آن لي أن أخلد الى ظلي ، حتى تتزود روحي من فيء ظلاله ، وتبدأ التحليق من جديد .
هكذا ، سنغمر اللحظة المدهشة معاً ، نفتق برهتها ببوحنا معاً ، ونجرح فجرها بضوئنا القليل .
هكذا ..... ، ولكن .
غداً ، ستقول لكنُ هذه ، ستقولُ كل ما لا نريد .
يتبع...