منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - استشارات
الموضوع: استشارات
عرض مشاركة واحدة
قديم 2023-01-11, 13:49   رقم المشاركة : 250
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

و بخصوص السؤال الثالث

و هو

علم يُنتفع به " هل يَضم هذا القول العلوم الدنيوية

أم فقط يخص العلوم الشرعية ؟


و اجابة السؤال الثالث

الحديث المذكور : رواه ابن ماجة (253)

عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما

أَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

( مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ أَوْ لِيُبَاهِيَ

بِهِ الْعُلَمَاءَ أَوْ لِيَصْرِفَ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ فَهُوَ فِي النَّارِ )

ورواه أيضا (254)

من حديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما ولفظه :

( لَا تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ لِتُبَاهُوا بِهِ الْعُلَمَاءَ وَلَا لِتُمَارُوا بِهِ السُّفَهَاءَ

وَلَا تَخَيَّرُوا بِهِ الْمَجَالِسَ ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَالنَّارُ النَّارُ )

والمقصود بالعلم في هذا الحديث

وغيره العلم الشرعي ، فهو المقصود

أصالة ـ بالثناء والمدح في خطاب الشرع .

وهو أصل خطاب الشارع بالتكليف

وأصحابه ورثة الأنبياء


كما قال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( العلماء ورثة الأنبياء )

رواه أبو داود (3641)

قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :

" العلم يطلق على أشياء كثيرة ,

ولكن عند علماء الإسلام المراد بالعلم هو : العلم الشرعي

, وهو المراد في كتاب الله وسنة

رسوله صلى الله عليه وسلم عند الإطلاق " انتهى .

"مجموع فتاوى ابن باز" (2 / 302) .

ثانيا :

ما ذكرناه من أن العلم المراد بالحديث

هو العلم الشرعي

لا يعني أن العلوم الدنيوية غير محمودة بالإطلاق

ولا مطلوبة ، بل المحمود من هذه العلوم مطلوب

لتعلق مصالح الأمة به ، واحتياجها إليه .


قال أبو حامد الغزالي رحمه الله :

فالعلوم التي ليست بشرعية :

تنقسم إلى ما هو محمود

وإلى ما هو مذموم ، وإلى ما هو مباح

فالمحمود ما يرتبط به مصالح أمور الدنيا كالطب والحساب .

وذلك ينقسم إلى ما هو فرض كفاية

وإلى ما هو فضيلة وليس بفريضة

أما فرض الكفاية فهو علمٌ لا يُستغنى

عنه في قوام أمور الدنيا ، كالطب

إذ هو ضروري في حاجة بقاء الأبدان . وكالحساب

فإنه ضروري في المعاملات وقسمة الوصايا

والمواريث وغيرهما .

وهذه هي العلوم التي لو خلا البلد عمن يقوم

بها حرج أهل البلد وإذا قام بها واحد كفى

وسقط الفرض عن الآخرين .

فلا يُتعجب من قولنا :

إن الطب والحساب من فروض الكفايات

فإن أصول الصناعات أيضا من فروض الكفايات

كالفلاحة والحياكة والسياسة ، بل الحجامة والخياطة

فإنه لو خلا البلد من الحجام تسارع الهلاك إليهم

وحَرِجوا بتعريضهم أنفسهم للهلاك " انتهى .

"إحياء علوم الدين" (1/16) .

فتبين أن من علوم الدنيا ما هو محمود مطلوب

وأن شأنها شأن الصناعات :

الفلاحة والتجارة وغيرها

تطلب لمصالح الدنيا

وجرى الناس على تعلمها والعمل بها لذلك

ولا ينكر التكسب من ورائها

لأنها ليست قربة محضة .

والخلاصة

" كل علم ديني مع وسائله

التي تعين على إدراكه

داخل فيما يرفع الله -

من علمه وعمل به، مخلصا له - عنده درجات

وأنه مقصود بالقصد الأول .

وكل علم دنيوي تحتاجه الأمة

وتتوقف عليه حياتها

كالطب والزراعة والصناعة ونحوها

داخل أيضا إذا حسنت النية

وأراد به متعلمه والعامل به نفع الأمة الإسلامية ودعمها

ورفع شأنها ، وإغنائها عن دول الكفر والضلال

لكن بالقصد الثاني التابع

ودرجات كل متفاوتة تبعا لمنزلة ذلك من الدين

وقوته في النفع ودفع الحاجة " انتهى .


"فتاوى اللجنة الدائمة" (12 / 77) .










رد مع اقتباس