منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - المقراض الحاد في نقض شبه دعاة الوعدة وبيان ما هي عليه من الفساد
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-02-06, 22:19   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
بشير بن سلة
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

عرض شبه دعاة الوعدة مع بيان فسادها
إن حكمة الحق في الخلق اقتضت أن تكون هناك بينات وشبهات، وأن لا تكون البينات قاهرة ولا الشبهات غالبة، فمن جرى مع فطرته من حب الحق ورباها ونماها وآثر مقتضاها، وتفقد مسالك الهوى إلى نفسه فاحترس منها، لم تزل تتجلى له البينات وتتضاءل عنده الشبهات، حتى يتجلى له الحق يقيناً فيما يطلب فيه اليقين، ورجحاناً فيما يكفي فيه الرجحان، وبذلك يثبت له الهدى ويستحق الفوز، والحمد والكمال على ما يليق بالمخلوق، ومن اتبع الهوى وآثر الحياة الدنيا، تبرقعت دونه البينات، واستهوته الشبهات، فذهبت به "إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم" ([16])
فمن هذا القبيل ما عليه دعاة الوعدة وجنودها ، فقد أقاموا لترويج بضاعة الوعدة في المجتمعات الإسلامية بعض الشبه هي أوهى من بيت العنكبوت تتلاشى وتضمحل مع سلطان النصوص القرآنية والأخبار المحمدية .
فكان من الواجب على من عرف فساد هذه البضاعة ، وما عليه أهلها من الخسة والوضاعة أن يبين هذه الشبه المصطنعة نصحا للجماعة .
الشبهة الأولى : إذا أنكرت على أحدهم عدم مشروعية الزردة وأن ما يذبح فيها فهو لغير الله
ينفجر قائلا لك : إنا نحكم بالظواهر والله يتولى السرائر وقد ظهر من حال الذابح أنه ذكر اسم الله فلا نبحث عن نيته الباطنة .
فالجواب عن هذا ، نقول :
1 ـ إن الأمور بحقائقها وما أضفت إليه وقد علم وتيقن عندنا وعندهم ، بأن الزردة وما يتفرع عنها من الأعمال المقامة فيها من الطعام والذبائح فهي مضافة إلى صاحب المزار ، فيقولون : زردة سيدي فلان أو طعام سيدي عبدالقادر مثلا ، ثم يأتي أحدهم ويقول : إن هذه الذبائح قد ذكر عليها اسم الله !!!
فنقول : ولو ذكر اسم الله ، فإن النية الأولى وهي تقديمها إلى صاحب المقام يجعلها لغير الله .
برهان ذلك فعل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب – رضي الله عنه - مع والد الفرزدق ؛ سحيم ، فإن سحيما علم أن غالبا نحر ليطعم الناس فنحر , فسمع به غالب فنحر عشرات , فغالبه سحيم ونحر مثله وكثر المنحور حتى عد بالمئات , يريدان به الفخر , فلما جاء الأمر إلى علي – رضي الله عنه - نهى الناس عن أكل لحمهما واعتبرها مما أهل لغير الله , ولا شك أن ناحريها قد ذكروا عند نحرها اسم الله , لكن الناحرين قصدا بذلك التباهي والافتخار ، فكانت مما أهل به لغير الله ، فلحم الزردة حرام , وطعامها حرام ؛ لأنه صنع بذلك اللحم ([17])
قال العلامة مبارك بن محمد الميلي رحمه الله في رسالته "الشرك ومظاهره"([18]) : (( أولا : أن المفتي لا يقتصر دائما على الظواهر ففي الأيمان والطلاق مسائل تنبني على النية والقصد ويختلف حكمها باختلاف النية مع اتحاد اللفظ
ثانيا : إن من السرائر ما تحف به قرائن تجعل الحكم للنية ولا تقبل معه الظواهر
وذبائح الزردة من هذا القبيل فإن كل من خالط العامة يجزم بأن قصدهم بها التقرب من صاحب المزار )) ا.هـ
2 ـ من أذن لكم في هذا العمل هل لكم فيه دليل وسلطان من رب العالمين ، أو سنة من رسول الله الكريم صلى الله عليه وسلم سيد الأولين والآخرين؟!
لأن النسائك في الإسلام ثلاث : الأضحية والعقيقة والهدي لأهل الحرم لا للأضرحة والمزارات
وإذا كانت الذبيحة نسيكة تعبدية وجب أن تكون على الوجه المأذون به شرعا، قال الله تعالى { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ } [الشورى: 21]
أما ما عدى ذلك فهو من العادات المباحة ومن ذلك ما يكرم به المرء نفسه ويوسع به على عياله أو يقدمه لضيفه وهو من النعيم المباح ولكن هذا لا يخصص له وقت وزمان أو مكان ويتقصد به فلان وفلان ويذبح له لغير الله وينسك حول الأضرحة ويحتفل لذلك على نحو ما نراه اليوم في الزردات كما ذكر ذلك العلامة مبارك بن محمد الميلي في رسالته "الشرك ومظاهره"
الشبهة الثانية : إنها من أفضل المناسبات والفرص للتزاور والالتقاء، ومواساة الفقراء
يقول العلامة مبارك بن محمد الميلي ـ رحمه الله ـ في رسالته "الشرك ومظاهره" مبينا وهاء هذه الشبهة :
1 ـ إن أغلب المجتمعين يضيعون الصلوات يوم الزردة ولا يشهد كثير منهم الجمع والأعياد ولا يصلون الأرحام وكثير من الفقراء والأيتام مقهورون عن الزردة منهورون
2 ـ إن المقصود بالذات هو التقرب من صاحب الضريح
3 ـ إن ما في الزردة من مفاسد أطم من ذلك الطفيف من المحاسن لو قصد بالذات وغلبة مفسدة الشيء
على مصلحته دليل الحظر منه ـ كما قال العلماء ـ أخذا من قوله تعالى في الخمر والميسر :{وإثمهما أكبر من نفعهما}[البقرة: 219]
ثم لو كانت الزردات خيرا ـ وهي كثيرة عندنا ـ لظهر خيرها أو لقلت كما قل كل خير ولكان السلف أولى بها كما هم أولى منا بكل خير ، فهل فعلها النبي صلى الله عليه وسلم على قبر سيد الشهداء عمه حمزة رضي الله عنه ؟!
أم صنعها الصحابة رضي الله عنهم على القبر الشريف ؟!
أم اتخذها التابعون على قبور الخلفاء أو الشهداء أو غيرهم ممن كل واحد منهم خير من ألف ممن يزردون لهم اليوم ؟! كلا لم يكن شيء من ذلك
لو ضبطنا ما ينفق بوطننا الجزائري على الزردات لهالنا الأمر واستهوتنا الأحزان إذ نرى التبذير الذي لا يحتمل في حين حاجتنا الشديدة إلى التعليم الحر وعجزنا ماليا عن سدها .......
إن ما يخرج في الزردات يعد بعشرات الملايين وتصور ذلك يقف بك على الخسارة الفادحة التي لم تقف على الوجه المادي بل تناولت ناحية الأخلاق والدين فاستفرغت الأيدي من المال والأدمغة من العقول والأفئدة من الدين وقضت على الذرية بالإهمال فكانت خسارة إيجابية في الجهل والجمود والفقر والعصيان وسلبية في العلم والتفكير والثورة والطاعة فيا ليتها أبقت علينا ديننا فتمثلنا بقول من مضى
إذا أبقت الدنيا على المرء دينه ..... فما فاته منها فليس بضائر .
الشبهة الثالثة : إدخالها في النذر وإهداء ثوابها للميت
يقول العلامة مبارك بن محمد الميلي رحمه الله في رسالته "الشرك ومظاهره" مبينا وهاء هذا التلبيس والمغالطة :
إدخال الزردات في النذر وإهداء الثواب : فقد صوره أحدهم بقوله ( لله علي شاة أو بدنة أو بقرة لسيدي فلان صدقة عليه ، أو إن شفى الله مريضي ، أو ولد لي ولد فعلي إطعام كذا بمحل كذا )
وهذه الصيغة لا تعرف عند العامة لفظها ولا معناها فليست تصويرا لما في نفوسهم إنما هي تأويل فيه تضليل ثم لا يتأيد من الدين بدليل . ا.هـ
سئل الإمام الفقيه محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ عن حكم الصدقة للأموات؟ وذبح الذبائح في رمضان وإهداء ثوابها للأموات؟
فأجاب فضيلته : الصدقة للوالدين والأموات جائزة ولا بأس بها إذا كانوا مسلمين، ولكن الدعاء أفضل من الصدقة لهما، لأن هذا هو الذي أرشد إليه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ووجه إليه في قوله: «إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» ولم يقل: ولد صالح يتصدق عنه، أو يصلي له، ولكن مع ذلك لو تصدق عن الميت لأجزأه، لأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سأله رجل عن أب له مات ولم يوص، فهل ينفعه أن يتصدق عنه؟ قال: «نعم»، لكن ما يفعله بعض الناس في ليالي رمضان من الذبائح والولائم الكثيرة، والتي لا يحضرها إلا الأغنياء، فإن هذا ليس بمشروع، وليس من عمل السلف الصالح، فينبغي تركه، لأنه في الحقيقة ليس إلا مجرد ولائم يحضرها الناس، ويجلسون إليها على أن البعض منهم يتقرب إلى الله تعالى بذبح هذه الذبيحة، ويرى أن الذبح أفضل من شراء اللحم، وهذا يوجب أن يتقربوا إلى الله تعالى بنفس الذبح فيلحقها بالنسك في غير محله، لأن الذبائح التي يتقرب بها إلى الله هي الأضاحي، والهدايا، والعقائق، وهذه ليس منها، فلا يجوز إحداث شيء في دين الله تعالى. ا.هـ ([19])
الشبهة الرابعة : اعتقادهم مشروعية شد رحال لزيارة المشايخ، وتبرك بآثارهم، وتمسح بقبورهم، وتوسل بهم .
الرد على هذه الشبهة يكون من وجوه
الأول :
قال العلامة أحمد حماني ـ رحمه الله ـ: (( الزيارة الشرعية تكون للشيخ إذا كان من ذوي العلم والفهم والصلاح ، فيكتسب منه الزائر العلم والدين والصلاح ، ويأخذ منه المعقول والمنقول ، ويرجع بفوائد جمة . كما كان عالم المدينة بها ، وأبوحنيفة في العراق , هذه هي الزيارة المأذون فيها ، وكانت تضرب إليها آباط الإبل , فأما إذا كان الشيخ كالصنم فماذا يستفيد الزائر ؟ أعلما أم زهدا أم صلاحا أم نصيحة أم عقلا ؟ إن المشايخ كانوا خلوا من كل ذلك , وفاقد الشيء لا يعطيه .
والذين كان يمكن الاستفادة من علمهم لم يردوا في سؤالكم ، ولا يمكن أن يخطروا ببالكم ، مثل ابن باديس والتبسي - رحمهما الله - , فقد كان يزورهما الطلاب ، ويرجعون من عندهم بعلم وفير ونصائح جمة أفادت الوطن والأمة .
وإنما حكمت أنك لا تريد هذا الصنف المقيد من العلماء ؛ لأنك ذكرت مع زيارتهم ، البركة والتمسح بالقبور والزردة والوعدة ، ونسيت الهردة والوخدة والفجور والخمور , فقد أنقذوا هذه الأمة من هذه الشرور وخلصوها من قبضة مشايخ الطرق , فكان ذلك مقدمة لتحريرها ورفع رايتها, ولم يكن لغالب مشايخ الطرق إلا فضيلة النسب الشريف وهو مظنون , وإن صح ففي الحديث " من بطأ به عمـله لم يسرع به نسبه " رواه مسلم ، وأم الشرفاء قال لها رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: " يا فاطمة لا أغني عنك من الله شيئا" رواه البخاري ومسلم .
فإذا أردت أخذ البركة من المشايخ ؛ فاقصدهم للعلم والفضل والصلاح والزهد ، واقتد بهم ، واعمل عملهم ؛ تنتفع وتحصل لك أنواع من البركة الحقيقية لا المتخيلة )) ا.هـ
وقال العلامة المحدث أحمد بن يحيى النجمي ـ رحمه الله ـ في كتابه " المورد الذب الزلال"(ص: 134 ـ 135 )
(( إن الزيارة تنقسم إلى ثلاثة أقسام: سنية وبدعية وشركية.
فمن دعا صاحب القبر فهو مشرك وزيارته شركية، ومن زعم أن الدعاء عند ذلك القبر مستجاب فهو مبتدع وزيارته بدعية ومن زار قبر فلان ليدعو له، لعلمه أن المقبور في حاجة إلى الدعاء فتلك هي الزيارة السنية التي حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: "كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكر الآخرة" أخرجه مسلم .
ولكن الزيارة السنية لا يجوز أن يشد إليها رحل لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى" .....
والذهاب إليها والمحاضرة فيها عن غير الشرك الذي يجري فيها شاهد ثالث وفيه من المحاذير:
1 ـ إيهام العامة أن ما يجري عند تلك القبور من الدعاء لغير الله والاستغاثة بغيره من المخلوقين والذبح والنذر لهم دونه أنه هو الإسلام وذلك محاربة للإسلام الصحيح لا دعوة إليه.
2 ـ فيه تشجيع للوثنية التي حاربها الإسلام من أول يوم نزل القرآن فيه على النبي وبالأخص في السور المكية كقوله تعالى: {ولا تدع من دون الله مالا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذاً لمن الظالمين}[يونس: 106].
3 ـ صدور هذا من داعية يظهر للناس أنه يمثل الإسلام الصحيح أعظم في التغرير بالسذج، وأكثر إيغالاً في الإيهام والخداع، وأنا لا أعتقد أن البنا قصد الإيهام، ومن سبر حاله من كتبه وسيرته يتبين له أن الذي أوقعه في ذلك هو الجهل بالإسلام الصحيح)) ا.هـ
الثاني : أما التمسح على قبورهم : فإن مثل هذا التمسح نوع من الشرك ولا يكون إلا للحجر الأسود بالكعبة فقط مع التوحيد الخالص لله وقد قال له عمر – رضي الله عنه - يخاطبه : « والله ما أنت إلا حجر لا تنفع ولا تضر ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك » متفق عليه, فإن كنت مع الحجر الأسود كما قال عمر ، فلا بأس أن تقبله ، أما غيره فلا يجوز لك التمسح به ؛ فإن التمسح به وتقبيله شرك يتنـزه عنه المؤمن الموحد .
إن المؤمن يعلم - كما علم عمر – أنه حجر والله يقول في مثله من الجماد الذي كان يفتن العباد : ﴿ إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير ﴾ [فاطر 14] ، فالبركة المستفادة من هذا التمسح هي الرجوع إلى عهد الجاهلية والشرك بالله ، هذا هو التمسح بالقبور , فإنها أجداث ، فإن قصدت ساكني القبور ، فإن ذلك منك أضل ، ألم تر أن صاحب القبر كان حيا يرزق ثم جاءه الموت , والموت كريه لا يحب زيارته أحد من الأحياء , فلم يستطع دفعه عن نفسه واستسلم مكرها ولو استطاع أن يفتدي منه لبذل له الدنيا وما فيها .
فمن رجا الخير من ميت أو دفع الضر المتوقع فلا أضل منه , فادع في كل ما يصيبك الحي الذي لا يموت فإنه النافع الضار وحده والله يوصي عباده فيقول﴿ ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون ﴾[ فصلت :37]
الثالث : أما التوسل بهم ، فإن التوسل الشائع بين الناس وهو دعاء - الدعاء مخ العبادة – شرك محض , فالتوحيد أن تدعو الله الذي خلقك - ولو عظمت ذنوبك – فإنه معك يسمع دعاءك فإن كان لابد من التوسل فتوسل بصالح أعمالك كما فعل الثلاثة أصحاب الغار حينما نزلت عليهم الصخرة وسدته عليهم , فاستجاب لهم من يعلم بشدتهم, هذا هو التوسل الصحيح وغيره قد يوقع صاحبه في الشرك فلا تحم حوله ([20])
سئل الإمام ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ: عن التوسل هل هو من مسائل العقيدة؟ وعن حكم التوسل بالصالحين؟
فأجاب : التوسل داخل في العقيدة، لأن المتوسل يعتقد أن لهذه الوسيلة تأثيرًا في حصول مطلوبه، ودفع مكروهه؛ فهو في الحقيقة من مسائل العقيدة؛ لأن الإنسان لا يتوسل بشيء إلا وهو يعتقد أن له تأثيرًا فيما يريد ، والتوسل بالصالحين ينقسم إلى قسمين:
القسم الأول : التوسل بدعائهم فهذا لا بأس به؛ فقد كان الصحابة -رضي الله عنهم- يتوسلون برسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بدعائه: يدعو الله لهم فينتفعون بذلك؛ واستسقى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بعم النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- " العباس بن عبد المطلب " بدعائه.
وأما القسم الثاني : فهو التوسل بذواتهم: فهذا ليس بشرعي؛ بل هو من البدع من وجه، ونوع من الشرك من وجه آخر.
فهو من البدع : لأنه لم يكن معروفًا في عهد النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وأصحابه.
وهو من الشرك : لأن كل من اعتقد في أمر من الأمور أنه سبب ولم يكن سببًا شرعيًا فإنه قد أتى نوعًا من أنواع الشرك؛ وعلى هذا لا يجوز التوسل بذات النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مثل أن يقول: أسألك بنبيك محمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلا على تقدير أنه يتوسل إلى الله -تعالى- بالإيمان بالرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ومحبته فإن ذلك من دين الله الذي ينتفع به العبد، وأما ذات النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فليست وسيلة ينتفع بها العبد؛ وكذلك على القول الراجح لا يجوز التوسل بجاه النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؛ لأن جاه النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إنما ينتفع به النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نفسه؛ ولا ينتفع به غيره؛ وإذا كان الإنسان يتوسل بجاه النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - باعتقاد أن للنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جاهًا عند الله فليقل: اللهم إني أسألك أن تشفع بي نبيك محمدًا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وما أشبه ذلك من الكلمات التي يدعو بها الله عز وجل.ا.هـ

الخاتمة
في الخاتمة ـ ختم الله لنا ولكم بالحسنة ـ أتوجه بهذا النداء من القلب إلى كل قلب داعية إلى الوعدة وممن أغتر به ـ ممن نرجو فيه الخير وقبول الحق ومناصرته ـ فإنا نأمل فيكم الخير، ونرجو لكم السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة ، ونرجو أن تكون لكم قلوبا واعية ، وأذانا سامعة لما وجهناه إليكم من كلام دعاة الإصلاح أئمتكم الأقحاح الذين بصمودهم والكفاح قهروا قوة فرنسا ودمروا ما لديها من السلاح ، أن تعوا كلامهم وتتفهموه إذ يعود عليكم بالصلاح ، وينهض بكم في الدنيا إلى الرقي والنجاح ، ويضمن لكم في الآخرة النجاة والفلاح .
ولكم هذه النصيحة الذهبية ومسك الختام من إمامكم المشفق عليكم البشير الإبراهيمي ـ رحمه الله ـ يقول فيها :
يا قومنا أجيبوا داعي الله ولا تجيبوا داعي الشيطان ، يا قومنا إن أصول هذه المنكرات مفسدة للعقيدة وإن فروعها مفسدة للعقل والمال وإنكم مسؤولون عند الله عن جميع ذلك .
يا قومنا إنكم تنفقون هذه الأموال في حرام وإن الذبائح التي تذبحونها حرام لا يحل أكلها ، لأنها مما أهل به لغير الله ، فمن أفتاكم بغير هذا فهو مفتي الشيطان لا مفتي القرآن ([21]) ، والله المستعان .
اللهم إن هذا جهد مقل فتقبله مني فأنت تعلم أني دافعت به عن التوحيد والسنة التي هي عقيدة السلف من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الأئمة المهتدين، وانفعني به في يوم الفاقة والحاجة، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
اللهم ما كان فيه من حق وصواب فهو منك؛ لأنه تم بعونك وتوفيقك وتسديدك وما كان فيه من خطإ وباطل فهو مني، والله ورسوله بريئان من ذلك.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الهامش

([1]) آثار الشيخ العلامة عبد الرحمن بن يحيي المعلمي اليماني (4/ 7)
([2]) القواعد الحسان لتفسير القرآن (ص: 20) للإمام المفسر الأصولي عبدالرحمن السعدي ـ رحمه الله ـ
([3]) "المورد العذب الزلال"( ص 44 ـ 87 ) للعلامة المحدث أحمد بن يحيى النجمي ـ رحمه الله ـ ، مع شيء من التصرف مني
([4]) الإمام أحمد بن يحيى النجمي ـ رحمه الله ـ في هذه الأسطر الذهبية يبين ما عليه الجماعات الحزبية المبتدعة المعاصرة من الخليط في مناهجها وآرائها وأفكارها ، وأن همها تكثير أصوات صندوق حزبها ، ولا عناية لها بالتصفية والتربية والدعوة الإسلامية الصحيحة والتميز ، ضاربة حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ـ رضي الله عنه ـ قَالَ : خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا ثُمَّ قَالَ: «هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ وَقَالَ هَذِهِ سُبُلٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ، ثمَّ قَرَأَ {إِن هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبعُوهُ} "، عرض الحائط ، وكأنه لا يعنيهم !!
فكن على علم يا أيها القارئ الكريم بهذه المناهج المحدثة التي نبه الشيخ النجمي على بعض أصولها وأفكارها ، وإياك أن تغتر بمن يتقرب إليهم أو يدعو إلى التقرب بهم والتعاون معهم ، فعملهم هذا حركة بلا بركة ، ونعيقهم مهم سمع وانتشر فهو كالشاة المذبوحة تتحرك لتموت .
([5]) انظر كتاب "المورد العذب الزلال "للعلامة المحدث أحمد بن يحيى النجمي ـ رحمه الله ـ
([6]) انظر "كتاب أعراس الشيطان الزردة والوعدة"( ص 36 ) مقال الشيخ محمد السعيد الزاهري رحمه الله مع شيء من التصرف في عبارة الشيخ .
([7]) يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ مبينا أصل هذا الضلال ومنشأ فساده وعواقبه الوخيمة في "مجموع الفتاوى" (4/ 517 ـ 518) : (( وَأَصْلُ هَذَا الْكَذِبِ هُوَ الضَّلَالُ وَالِابْتِدَاعُ وَالشِّرْكُ فَإِنَّ الضُّلَّالَ ظَنُّوا أَنَّ شَدَّ الرِّحَالِ إلَى هَذِهِ الْمَشَاهِدِ؛ وَالصَّلَاةَ عِنْدَهَا وَالدُّعَاءَ وَالنَّذْرَ لَهَا؛ وَتَقْبِيلَهَا وَاسْتِلَامَهَا وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنْ أَعْمَالِ الْبِرِّ وَالدِّينِ حَتَّى رَأَيْت كِتَابًا كَبِيرًا قَدْ صَنَّفَهُ بَعْضُ أَئِمَّةِ الرَّافِضَةِ " مُحَمَّدُ بْنُ النُّعْمَانِ " الْمُلَقَّبُ بِالشَّيْخِ الْمُفِيدِ شَيْخِ الْمُلَقَّبِ بِالْمُرْتَضَى وَأَبِي جَعْفَرٍ الطوسي سَمَّاهُ " الْحَجُّ إلَى زِيَارَةِ الْمَشَاهِدِ " ذَكَرَ فِيهِ مِنْ الْآثَارِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَزِيَارَةِ هَذِهِ الْمَشَاهِدِ وَالْحَجِّ إلَيْهَا مَا لَمْ يَذْكُرْ مِثْلُهُ فِي الْحَجِّ إلَى بَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ. وَعَامَّةُ مَا ذَكَرَهُ مِنْ أَوْضَحِ الْكَذِبِ وَأَبْيَنِ الْبُهْتَانِ حَتَّى أَنِّي رَأَيْت فِي ذَلِكَ مِنْ الْكَذِبِ وَالْبُهْتَانِ أَكْثَرَ مِمَّا رَأَيْته مِنْ الْكَذِبِ فِي كَثِيرٍ مِنْ كُتُبِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَهَذَا إنَّمَا ابْتَدَعَهُ وَافْتَرَاهُ فِي الْأَصْلِ قَوْمٌ مِنْ الْمُنَافِقِينَ وَالزَّنَادِقَةِ؛ لِيَصُدُّوا بِهِ النَّاسَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ. وَيُفْسِدُوا عَلَيْهِمْ دِينَ الْإِسْلَامِ وَابْتَدَعُوا لَهُمْ أَصْلَ الشِّرْكِ الْمُضَادَّ لِإِخْلَاصِ الدِّينِ لِلَّهِ كَمَا ذَكَرَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ وَغَيْرُهُ مِنْ السَّلَفِ فِي قَوْله تَعَالَى عَنْ قَوْمِ نُوحٍ: {وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا} {وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا} قَالُوا هَذِهِ أَسْمَاءُ قَوْمٍ صَالِحِينَ كَانُوا فِي قَوْمِ نُوحٍ فَلَمَّا مَاتُوا عَكَفُوا عَلَى قُبُورِهِمْ ثُمَّ صَوَّرُوا تَمَاثِيلَهُمْ. وَقَدْ ذَكَرَ ذَلِكَ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ وَبَسَطَهُ وَبَيَّنَهُ فِي أَوَّلِ كِتَابِهِ فِي قَصَصِ الْأَنْبِيَاءِ وَغَيْرِهَا.
وَلِهَذَا صَنَّفَ طَائِفَةٌ مِنْ الْفَلَاسِفَةِ الصَّابِئِينَ الْمُشْرِكِينَ فِي تَقْرِيرِ هَذَا الشِّرْكِ مَا صَنَّفُوهُ وَاتَّفَقُوا هُمْ وَالْقَرَامِطَةُ الْبَاطِنِيَّةُ عَلَى الْمُحَادَّةِ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ حَتَّى فَتَنُوا أُمَمًا كَثِيرَةً وَصَدُّوهُمْ عَنْ دِينِ اللَّهِ. وَأَقَلُّ مَا صَارَ شِعَارًا لَهُمْ تَعْطِيلُ الْمَسَاجِدِ وَتَعْظِيمُ الْمَشَاهِدِ فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ مِنْ تَعْظِيمِ الْمَشَاهِدِ وَحَجِّهَا وَالْإِشْرَاكِ بِهَا مَا لَمْ يَأْمُرْ اللَّهُ بِهِ وَلَا رَسُولُهُ وَلَا أَحَدٌ مِنْ أَئِمَّةِ الدِّينِ؛ بَلْ نَهَى اللَّهُ عَنْهُ وَرَسُولُهُ عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ. وَأَمَّا الْمَسَاجِدُ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ فَيُخَرِّبُونَهَا فَتَارَةً لَا يُصَلُّونَ جُمْعَةً وَلَا جَمَاعَةً بِنَاءً عَلَى مَا أَصَّلُوهُ مِنْ شُعَبِ النِّفَاقِ وَهُوَ أَنَّ الصَّلَاةَ لَا تَصِحُّ إلَّا خَلْفَ مَعْصُومٍ وَنَحْوَ ذَلِكَ مِنْ ضَلَالَتِهِمْ. وَأَوَّلُ مَنْ ابْتَدَعَ الْقَوْلَ بِالْعِصْمَةِ لِعَلِيِّ وَبِالنَّصِّ عَلَيْهِ فِي الْخِلَافَةِ: هُوَ رَأْسُ هَؤُلَاءِ الْمُنَافِقِينَ " عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَبَأٍ " الَّذِي كَانَ يَهُودِيًّا فَأَظْهَرَ الْإِسْلَامَ وَأَرَادَ فَسَادَ دِينِ الْإِسْلَامِ كَمَا أَفْسَدَ بولص دِينَ النَّصَارَى وَقَدْ أَرَادَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَتْلَ هَذَا لِمَا بَلَغَهُ أَنَّهُ يَسُبُّ أَبَا بَكْر وَعُمَر حَتَّى هَرَبَ مِنْهُكَمَا أَنَّ عَلِيًّا حَرَقَ الْغَالِيَةَ الَّذِينَ ادَّعُوا فِيهِ الْإِلَهِيَّةَ وَقَالَ فِي الْمُفَضِّلَةِ: لَا أوتى بِأَحَدِ يُفَضِّلُنِي عَلَى أَبِي بَكْر وَعُمَر إلَّا جَلَدْته جَلْدَ الْمُفْتَرِي. فَهَؤُلَاءِ الضَّالُّونَ الْمُفْتَرُونَ أَتْبَاعُ الزَّنَادِقَةِ الْمُنَافِقُونَ يُعَطِّلُونَ شِعَارَ الْإِسْلَامِ وَقِيَامَ عَمُودِهِ وَأَعْظَمُهُ سُنَنُ الْهُدَى الَّتِي سَنَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِ هَذَا الْإِفْكِ وَالْبُهْتَانِ فَلَا يُصَلُّونَ جُمْعَةً وَلَا جَمَاعَةً. وَمَنْ يَعْتَقِدُ هَذَا فَقَدْ يُسَوِّي بَيْنَ الْمَشَاهِدِ وَالْمَسَاجِدِ حَتَّى يَجْعَلَ الْعِبَادَةَ: كَالصَّلَاةِ وَالدُّعَاءِ وَالْقِرَاءَةِ وَالذِّكْرِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مَشْرُوعًا عِنْدَ الْمَقَابِرِ كَمَا هُوَ مَشْرُوعٌ فِي الْمَسَاجِدِ وَرُبَّمَا فَضَّلَ بِحَالِهِ أَوْ بِقَالِهِ: الْعِبَادَةُ عِنْدَ الْقُبُورِ وَالْمَشَاهِدِ عَلَى الْعِبَادَةِ فِي بُيُوتِ اللَّهِ الَّتِي هِيَ الْمَسَاجِدُ حَتَّى تَجِدَ أَحَدُهُمْ إذَا أَرَادَ الِاجْتِهَادَ فِي الدُّعَاءِ وَالتَّوْبَةِ وَنَحْوَ ذَلِكَ قَصَدَ قَبْرَ مَنْ يُعَظِّمُهُ كَشَيْخِهِ أَوْ غَيْرِ شَيْخِهِ فَيَجْتَهِدُ عِنْدَهُ فِي الدُّعَاءِ وَالتَّضَرُّعِ وَالْخُشُوعِ وَالرِّقَّةِ مَا لَا يَفْعَلُهُ مِثْلُهُ فِي الْمَسَاجِدِ وَلَا فِي الْأَسْحَارِ وَلَا فِي سُجُودِهِ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ. وَقَدْ آلَ الْأَمْرُ بِكَثِيرِ مِنْ جُهَّالِهِمْ إلَى أَنْ صَارُوا يَدْعُونَ الْمَوْتَى وَيَسْتَغِيثُونَ بِهِمْ كَمَا تَسْتَغِيثُ النَّصَارَى بِالْمَسِيحِ وَأُمِّهِ فَيَطْلُبُونَ مِنْ الْأَمْوَاتِ تَفْرِيجَ الْكُرُبَاتِ وَتَيْسِيرَ الطَّلَبَاتِ وَالنَّصْرَ عَلَى الْأَعْدَاءِ وَرَفْعَ الْمَصَائِبِ وَالْبَلَاءِ وَأَمْثَالَ ذَلِكَ مِمَّا لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ إلَّا رَبُّ الْأَرْضِ وَالسَّمَاءِ ...)) ا.هـ
قلت (بشير) : فهنيئا لهذه الشرذمة الضالة (أصحاب الوعدة) أن يكون قدوتهم وأسوتهم فيما هم فيه من الضلال والشرك والبدع ، الزنادقة والرافضة .
([8]) انظر مقال العلامة محمد البشير الإبراهيمي ـ رحمه الله ـ كتاب " أعراس الشيطان الزردة والوعدة"( ص: 22 ـ 24) ، مع التصرف اليسير في بعض الألفاظ مني .
([9]) مقال الشيخ العلامة محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله ، انظر كتاب " أعراس الشيطان الزردة والوعدة"(ص 24)
([10]) كتاب " أعراس الشيطان الزردة والوعدة" (ص 36 ـ 37)
([11]) فما أشبههم وألصقهم ببني ورسيفان البربرية في هذه الضلالة الشركية والمعتقد الفاسد ، إن لم تكن أصلها منهم أخذها المستعمر الفرنسي منهم وأحياها ودعا إليها .
قال العلامة مبارك بن محمد الميلي ـ رحمه الله ـ في (تاريخ الجزائر في القديم والحديث)(1/122)
(( قال البكري في خاتمة كتابه المغرب :"وبنو ورسيفان من البربر إذا أرادوا الحرب تقربوا بذبح بقرة سوداء للشماريخ ، وهي عندهم الشياطين ، ويقولون : هذا ذبح للشماريخ ، ويفتحون أوعيتهم في تلك الليلة من الطعام والعلف ، فلا يكون لها وكاء ولا سداد .
ويقولون : هذا طعام وعلف الشماريخ ، فإذا غدوا للقتال توقفوا حتى يروا زوابع الريح ، فيقولون قد جاءت الشماريخ أولياؤكم لنصرتكم ، فيحملون عند ذلك ، فينتصرون بزعمهم ، ويقولون أن ذلك لا يخطيهم "
ونظير ما ذكره البكري ما هو موجود اليوم من أن الناس إذا عز عليهم المطر في فصلي الربيع والخريف لم يستسقوا الاستسقاء الشرعي بل يتقربون بذبح البقر أو غيره من الأنعام لقبر من القبور التي يعتقدون صلاح صاحبها بالسماع من أسلافهم العوام ويطعمون الطعام ، ويسمون ذلك " زردة سيدي فلان ..."
فإذا أغاثهم الله بالمطر نسبوا ذلك لبركة ذلك السيد وأنه رضي عنهم ، وكثير من عقائد الأقدمين الوثنيين لم تزل رائجة بين الجهال البسطاء وعوام المتعلمين ، وإنما صبغت بلون آخر )) ا.هـ
([12]) انظر كتاب " أعراس الشيطان الزردة والوعدة"( ص: 17)
([13]) مقال ( لماذا نحيي عهد الزردة والوعدة ؟ ) ، انظر كتاب " أعراس الشيطان الزردة والوعدة"( ص: 44)
([14]) رسالة الشرك ومظاهره ، انظر كتاب " أعراس الشيطان الزردة والوعدة"( ص: 29)
([15]) كتاب " أعراس الشيطان الزردة والوعدة"( ص: 18)
([16]) كتاب "القائد إلى تصحيح العقائد"(ص 22) للعلامة المحدث عبدالرحمن بن يحيى المعلمي العتمي
([17]) مقال ( لماذا نحيي عهد الزردة والوعدة ؟ ) للعلامة أحمد حماني ، انظر كتاب " أعراس الشيطان الزردة والوعدة"
( ص: 44)
([18]) انظر كتاب "أعراس الشيطان الزردة والوعدة "(ص 29)
([19]) "مجموع فتاوى"(20/ 89) للإمام ابن عثيمين
([20]) ذكر هذا الوجه وقبله العلامة أحمد حماني في مقاله ( لماذا نحيي عهد الزردة والوعدة ؟ )
([21]) مقال العلامة محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله

كتبه وجمعه الفقير إلى الله : بشير بن عبدالقادر بن سلة الجزائري
وانتهى من إعادة النظر فيه ليلة الثلاثاء 16 ذو القعدة 1436 هـ الموافق لـ 31 أغسطس 2015 م
معسكر / الجزائر










رد مع اقتباس