منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - تدريس اللغة العامية
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-10-31, 18:09   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ب.جلولي
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي تدريس اللغة العامية

لم تكن فكرة تدريس اللغة العامية ( الدارجة ) وليدة اليوم؛ بل كانت منذ بداية الاستعمار الأوربي للعالم العربي في القرن التاسع عشر؛ حيث قام بعض المستشرقين والمبشرين المستعمرين بحملة واسعة النطاق ضد اللغة العربية الفصحى قصد القضاء عليها باعتبارها لغة ألقرآن والرابطة العظمى التي تربط بين العرب، ومن ثَم القضاء على الدين الإسلامي وعلى الثقافة العربية وعلى الوحدة العربية وتعميق أسباب الخلاف بين أبناء الوطن العربي في لسانهم، بل بين أبناء الوطن الواحد.
يقول الأستاذ ساطع الحصري " لقد فكر المستعمرون أن اللغة الفصحى هي التي تصل البلاد العربية بعضها ببعض، وهي التي تنقل الأفكار والنزعات من قطر عربي إلى آخر. فإذا توقفت حركة نشر اللغة الفصحى في البلاد العربية، وقامت فيها بعكس ذلك حركة جديدة ترمي إلى إنعاش وتدعيم اللغات العامية فلا بد من أن يصبح بعد مدة كل قطر من الأقطار العربية ذا لغة خاصة به فيزول بذلك خطر انتشار فكرة الاستقلال. كما ينتفي احتمال قيام فكرة الاتحاد بين مختلف الأقطار العربية .. ".
بدأ اهتمام الأوروبيين باد خال تدريس اللهجات العامية في مدارسهم ومعاهدهم وجامعاتهم، والتأليف فيها، ففي إيطاليا درست اللهجات العربية العامية في " مدرسة نابولي للدروس الشرقية "، وفي النمسا أنشئت مدرسة في " فيينا " سنة 1754أطلقوا عليها اسم " مدرسة القناصل " لأنها كانت تعلم لغات الشرق ومن بينها اللغة العربية الفصحى ولكنها وجهت اهتمامها الأكبر لدراسة العامية العربية، وفي فرنسا درست اللهجات العربية العامية ابتداء من أواخر الثلث الأول من القرن التاسع عشر في " مدرسة اللغات الشرقية "، وفي روسيا القيصرية انشئت مدرسة " لازارف الايكلريكية " التبشيرية للغات الشرقية " في موسكو سنة 1814 وكان تعلم العربية الفصحى واللهجات العامية العربية في وقت واحد، وفي ألمانيا إنشئت مدرسة كبيرة لتدريس اللغات الشرقية ومن بينها اللغات العربية ولهجاتها العامية، أما في بريطانيا فقد أنْشَئت جامعة " لندن " في أوائل القرن التاسع عشر فرعا فيها لتدريس العربية الفصحى ولهجاتها العامية وغير ذلك من بقية البلدان الأوروبية الأخرى التي كانت لها مطامع استعمارية في بلاد العرب.
اهتم الأوروبيون بدراسة اللهجات العامية والتأليف فيها والدعوة إلى كتابتها بالحروف اللاتينية واستعمالها بدل العربية الفصحى في التعليم والادارة، والثقافة، وقد ظهرت مجموعات كبيرة من المؤلفات الآوروبية عن العاميات العربية في مختلف بلاد العرب منها كتاب قواعد العربية العامية في مصر للدكتور ولهلم سيبتا باللغة الألمانية عام 1880، وكتاب اللهجة العربية الحديثة في مصر للدكتور كارل فولرس باللغة الألمانية سنة 1890، وكتاب لغة بيروت العامية لمانويل ماتسون باللغة الفرنسية سنة1911، وكتاب قواعد العامية الشرقية والمغربية لكوسان دبرسفال بالفرنسية نشر سنة1858، وكتاب عربية مراكش للويس مارسيير بالفرنسية سنة 1925، وكتاب عامية دمشق بالألمانية ، وقد طبع في هانوفر سنة1924، وكتاب لهجة بغداد العربية للمستشرق الفرنسي لويس ماسينيونباللغة الفرنسية سنة 1912، وغير ذلك من الكتب الأخرى وبمختلف اللغات الأوروبية، التي تدعو إلى استعمال العامية بدل العربية الفصحى وإلى كتابتها بالحروف اللاتينية بدل الحروف العربية.
أما دعاة العامية من العرب الذين تتلمذوا عن المستشرقين والمبشرين والذين أصبحوا دعاة متحمسين لاستعمال العامية في الانتاج الأدبي والفكري بدل الفصحى والكتابة بالحروف اللاتينية بدل الحروف العربية هم على سبيل المثال الخوري مارون صاحب كتاب اللهجة العامية اللبنانية ألفه سنة1925، وسعيد عقل الذي ألف مجموعة من الكتب باللهجة اللبنانية، ورينيه حبشي، وسلامة موسى، ولطفي السيد، وعبد العزيز فهمي صاحب الدعوة إلى الكتابة بالحروف اللاتينية في اللغة الفصحى في الثلاثينيات، وغير هؤلاء.
أردت فقط من خلال هذا الموضوع أن أبين بعض الحقائق حول تعليم اللغة العامية معتمدا في ذلك على ما جاء في محاضرة الدكتور رابح تركي التي نشرت في مجلة الأصالة العدد 25 سنة 1975م ص67 بعنوان " علاقة العامية بالفصحى أو محاولة احلال العاميات محل اللغة الفصحى في الوطن العربي "، ومن أراد الاستزادة فليرجع إلى المرجع أعلاه، وكل واحد حر في الموقع الذي يراه صالحا لتموقعه.









 


رد مع اقتباس