السلام عليكم
تعرفت عليه منذ أن كنت ألعب بالتراب والحجر
يعني منذ الصغر
ولظروف معينة توطدت علاقتنا أكثر وأكثر
ورغم أني كنت أشعر في وجوده بعدم ارتياحي
إلا أني سمحت له بأن يقاسمني أفراحي وأتراحي
لا أتذكر المبادرة كانت من طرفه أو من طرفي
ولكن ما أنا على يقين منه أنه بمرور الوقت امتلكني وأسرني
وكثيرة هي الأمور التي بها اقنعني !!
عن الكثيرين أبعدني
ومن إمكانية الكشف عن كامل قدراتي حرمني
وبسجنه المظلم أصر أن يحتجزني
همسه الدائم بأذناي كان يخبرني
أن رفقة الوحدة تكفيني
ومن خبث البشر يمكنها أن تحميني
وقليل من الجرأة كفيل بأن يؤذيني
أما ان أنا تشبت به...فيا للروعة سأحفظ ديني
وهذه لوحدها كانت تغريني ومشكلتي تنسيني...
كنت إذا لمحته قد إقترب مني اهتزت نبرة صوتي
ولا تحمر فقط وجنتاي بل كامل دائرة وجهي
عيرني بسببه أهلي وزاد صحبي وكل من حولي
ومع هذا كنت اكتم وجعي بصدري والحسرة تمزق قلبي
متظاهرة بقولي يعجبني وضعي
هاي انتم ما بالكم تأبهون وتقلقون لأمري...
كان يهواني بشكل أناني
رجوته مرارا أن ينساني
ولكنه برجائي ما كان مبالي...
مع الأيام بفضل الله اهتديت
لفكرة أن عدو صديقي صديقي
فعزمت أن أزيد من ثقتي في نفسي
ولحسن حظي ما خاب ظني
ولأن المحبة من طرفين كفيلة بأن تقوي أي صداقة
استوعب هو أخيرا
أن المحبة من طرف واحد لا تؤسس لأي علاقة
فضاقت عليه المساحة
وبدأ ينسحب تدريجيا من الساحة...
والآن وانا ألقي نظرة على ما مضى من حياتي
أجد نفسي من هنا ومن يومياتي
أرغب في شكرك يا رفيق دربي
يا خجلي
لم تكن حياتي وأنت جزء منها كما اشتهي وأريد
ولكنك بطريقة أو أخرى جعلتني عن الطريق لا أحيد
سعيدة أنا بتحرري من قيودك
ربما نيتك كانت طيبة ولكن خانتك طريقتك
وخانك اسلوبك...
كنت جزءا مني وإن رفضتك فإني أرفض نفسي
التي عاهدتها يوما أني ساتقبل بروح راضية كلما كان معي بأمسي...
تحياتي