منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - أسماء الله الحسنى وصفاته
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-03-30, 16:54   رقم المشاركة : 186
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

يا صفوة الطيبين
جعلكم ربي من المكرمين
ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدين

.

حكم قول الرجل لصاحبه :

لا تنس الله فينساك .


السؤال

ماحكم قول :

" لا تنسى الله فينساك "

علما بأن معلمة لنا قالت بأنها عبارة لاتصح ؟


الجواب


الحمد لله

النِّسْيَانُ لُغَةً : ضِدُّ الذِّكْرِ وَالْحِفْظِ

يُقَال : نَسِيَهُ نِسْيَانًا وَنِسَاوَةً وَنَسَاوَةً

وَيَأْتِي بِمَعْنَى التَّرْكِ

يَقُول اللَّهُ تَعَالَى : ( نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ )

. أَيْ تَرَكُوا طَاعة اللَّهَ فَتَرَكَهُمْ من رَحمتِه وهِدَايَته

وَلَمَّا كَانَ النِّسْيَانُ ضَرْبًا مِنَ التَّرْكِ وَضَعَهُ مَوْضِعَهُ .

وَقَال الْفَيُّومِيُّ : نَسِيتُ الشَّيْءَ أَنْسَاهُ نِسْيَانًا ، مُشْتَرَكٌ بَيْنَ مَعْنَيَيْنِ ، أَحَدُهُمَا : تَرْكُ الشَّيْءِ ذُهُولاً وَغَفْلَةً

وَذَلِكَ خِلاَفُ الذِّكْرِ لَهُ ، تَقُول : تَرَكْتُ رَكْعَةً أَهْمَلْتُهَا ذُهُولاً ، وَالثَّانِي : التَّرْكُ مَعَ التَّعَمُّدِ

وَعَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى : ( وَلاَ تَنْسَوُا الْفَضْل بَيْنَكُمْ ) .

أَيْ لاَ تَقْصِدُوا التَّرْكَ وَالإْهْمَال .

راجع : "الموسوعة الفقهية" (40 /264)

– "لسان العرب" (15/321) –

"الصحاح" (2/207) –

"المحكم" (8/581) –

"المصباح المنير" (2/604)

فللنسيان معنيان : معنى منتف عن الرب ، لا يليق به سبحانه

وهو الذهول وعدم ذكر الشيء المعلوم

قال تعالى : ( قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى ) طه/ 52

والآخر ثابت للرب تعالى ، وهو الترك ، عقوبة لبعض عباده ، مع تمام علمه وإحاطته ، سبحانه

ويكون ذلك في مقابلة نسيان العبد أمر ربه

كما قال سبحانه : ( فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ ) السجدة /14.

وقال تعالى في المنافقين : ( نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) التوبة/67 .

قال ابن كثير رحمه الله :

" قوله ( فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا ) أي : نعاملهم معاملة من نَسيهم

لأنه تعالى لا يشذ عن علمه شيء ولا ينساه

كما قال تعالى : ( فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى )

وإنما قال تعالى هذا من باب المقابلة ، كما قال : ( نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ )

وقال : ( كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى )

وقال تعالى : ( وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا )

وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : نتركهم ، كما تركوا لقاء يومهم هذا

. وقال مجاهد : نتركهم في النار . وقال السُّدِّي : نتركهم من الرحمة ، كما تركوا أن يعملوا للقاء يومهم هذا "

انتهى ."تفسير ابن كثير" (3 /424)

وسئل الشيخ الفوزان حفظه الله :

قال سبحانه مخاطبًا الكفار وهم في النار : ( الْيَوْمَ نَنسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا )

وقال سبحانه في آية أخرى : ( فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنسَى )

فكيف نجمع بين الآيتين ؟

فأجاب :

" معنى النسيان المذكور في الآيتين مختلف ، فالنسيان الذي نفاه الله عن نفسه هو النسيان الذي هو بمعنى الغفلة والذهول ، والله سبحانه منزه عن ذلك ؛ لأنه نقص وعيب .

أما النسيان المثبت لله في قوله تعالى : ( نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ) فمعناه : تركهم في الضلال وإعراضه سبحانه عنهم ، وذلك من باب المقابلة والمجازاة

فإنهم لما تركوا أوامره وأعرضوا عن دينه تركهم الله وأعرض عنهم ، وكلمة النسيان لفظ مشترك يفسر في كل مقام بحسبه وعلى مقتضاه اللغوي ، وهذا مثل مكره سبحانه بالماكرين

وسخريته من الساخرين ، واستهزائه بالمستهزئين ، كله من باب المجازاة والمقابلة ، وهو عدل وكمال منه سبحانه " انتهى .

"المنتقى من فتاوى الفوزان" (46 /1-2)

وعلى ذلك : فالقول المذكور في السؤال : " لا تنس الله فينساك " ، معناه صحيح

بل هو موافق لما جاء به القرآن في مواضع ، وعلى معنى : لا تنس أوامر الله وطاعته ، فتتركها إهمالا وتضييعا لها ، فيعاقبك الله بجنس عملك وتضييعك

فيحرمك من توفيقه ورحمته ، ويتركك في عذابه .

والله تعالى أعلم .

راجع جواب السؤال القادم