واجب أو سنة؟!
قال ابن عثيمين رحمه الله:
" وكثير من الناس اليوم يأتي إليك يقول: إن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بكذا، هل هو واجب أو سنة؟ والواجب أنه إذا أمرك فافعل؛ إن كان واجباً فقد أبرأت الذمة، وحصلت خيراً، وإن كان مستحباً فقد حصلت خيراً أيضاً. أما أن تقول: أهو واجب أو مستحب؟! وتتوقف عن العمل حتى تعرف، فهذا لا يمون إلا من إنسان كسول لا يحب الخير ولا الزيادة فيه. أما الإنسان الذي يحب الزيادة في الخير، فهو إذا علم أمر الله ورسوله قال: سمعنا وأطعنا ثم فعل، ولا يسال أهو واجب أو مستحب، إلا إذا خالف، فحينئذ يسأل، ويقول: أنا فعلت كذا وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بكذا فهل على من إثم؟ ولهذا لم نعهد ولم نعلم أن الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ كانوا إذا أمرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بأمر قالوا: يا رسول الله؛ أعلى سبيل الوجوب أم على سبيل الاستحباب؟ ما سمعنا بهذا، كانوا يقولون: سمعنا وأطعنا ويمتثلون."
شرح رياض الصالحين لابن عثيمين[2-322]
بترقيم الشاملة الحديثة