منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-12-15, 05:01   رقم المشاركة : 134
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B11

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته



ليس المسلمون بحاجة لتقليد أحدٍ من الأمم

في شعائر الدين والعبادات

فقد أكمل الله تعالى دينه ، وأتمَّ نعمته

ورضي لنا الإسلام ديناً ، قال الله تعالى :

( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي

وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلامَ دِيناً ) المائدة/3

وقد نهى الشرعُ المسلمين عن تقليد الكفار

وبخاصة اليهود والنصارى


وهذا النهي ليس عامّاً في كل أمورهم

بل هو فيما كان من أمور دينهم وشعائرهم

وخصائصهم التي يتميزون بها .

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال

( لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْراً بِشِبْرٍ وَذِرَاعاً بِذِرَاعٍ

حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ

قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ اليَهُودَ والنَّصَارَى ؟ قَالَ : فَمَنْ ؟ )


رواه البخاري ( 1397 ) ومسلم ( 4822 ) .

ففي هذا الحديث نهيٌ عن تقليد اليهود والنصارى

وذم من اتبعهم وسلك مسلكهم

وقد أكد الشرع هذا النهي

وذلك بوصف من يتشبه بالكفار بأنه منهم .

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال

: قال النبي صلى الله عليه وسلم :

( من تشبّه بقوم فهو منهم )


رواه أبو داود ( 3512 )

وصححه الشيخ الألباني في " إرواء الغليل " ( 2691 )


قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – :

وهذا أقل أحواله أن يقتضي تحريم التشبه بهم

وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبِّه بهم .


" اقتضاء الصراط المستقيم " ( 237 ) .

والمقلِّد للكفار يشعر بعقدة النقص

ويتحلى بالانهزامية والتردي

لذا يسارع إلى سد نقصه بتقليد من يعظمه

ولو وقف هؤلاء على عظمة تشريعات الإسلام

وعرفوا فساد تلك الحضارة التي يركضون خلفها

لعلموا أنهم على خطأ

وأنهم تركوا ما هو كمال وحق إلى ما هو نقص وفساد .


وأوجه تقليدهم التي نهينا عنها كثيرة :

قال الشيخ صالح الفوزان :

ومن الأمور التي يجري تقليد الكفار فيها :

تقليدهم في أمور العبادات

كتقليدهم في الأمور الشركية من البناء على القبور

وتشييد المشاهد عليها والغلو فيها.

وقد قال صلى الله عليه وسلم

" لعنة الله على اليهود والنصارى

اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " -


البخاري ( 425 ) ، ومسلم ( 531 ) -

وأخبر أنهم إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجداً

وصوروا فيه الصور ، وأنهم شرار الخلق -


البخاري ( 417 ) ، ومسلم ( 528 ) -

وتحريم التشبه بالكفار إنما هو في عباداتهم

وعاداتهم الخاصة بهم التي يتميزون بها

دون ما يصنعونه ويخترعونه مما يمكن أن يُستفاد منه

فلا حرج على المسلمين من مشاركتهم في هذا

بل ينبغي للمسلمين أن يكونوا السباقين إليه والمبدعين فيه .

قال الشيخ ابن عثيمين :

وإذا قيل " تَشَبُّهٌ بالكفار " فلا يعني ذلك

أن لا نستعمل شيئاً من صنائعهم :

فإن ذلك لا يقوله أحد

وقد كان الناس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم

وبعده يلبسون ما يصنعه الكفار من اللباس

ويستعملون ما يصنعونه من الأواني .

والتشبه بالكفار : هو التشبه بلباسهم ، وحلاهم

وعاداتهم الخاصة

وليس معناه أن لا نركب ما يركبون

أو لا نلبس ما يلبسون

لكن إذا كانوا يركبون على صفة معينة خاصة بهم

فلا نركب على هذه الصفة

وإذا كانوا يفصلون الثياب على صفة معينة خاصة بهم

فلا نفصل على هذا التفصيل

وإن كنا نركب مثل السيارة التي يركبونها

ونفصل من نوع النسيج الذي يفصلون منه .


" مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 12 / السؤال 177 ) .

مقياس التشبه

أن يفعل المتشبِّه ما يختص به المتشبَّه به ،

فالتشبه بالكفار أن يفعل المسلم شيئاً من خصائصهم

أما ما انتشر بين المسلمين وصار لا يتميز به الكفار

فإنه لا يكون تشبهاً

فلا يكون حراماً من أجل أنه تشبه

إلا أن يكون محرماً من جهة أخرى

وهذا الذي قلناه هو مقتضى مدلول هذه الكلمة .


" مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 12 / السؤال 198 ) .

الخلاصة

في حضارة غير المسلمين النافع والضار

فلا نترك النافع منها ونأخذ الضار

وقد لخَّص هذا الموقف الشيخ الشنقيطي – رحمه الله – فقال :

إن الموقف من الحضارة الغربية ينحصر

في أربعة أقسام لا خامس لها :

الأول : ترك الحضارة نافعها وضارها .

الثاني : أخذها كلها ضارها ونافعها .

الثالث : أخذ ضارها دون نافعها .

الرابع : أخذ نافعها وترك ضارها .

فنجد الثلاثة الأولى باطلة بلا شك

وواحداً فيها صحيحاً بلا شك وهو الأخير .


" أضواء البيان " ( 4 / 382 ) .

و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر