منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-12-05, 05:03   رقم المشاركة : 124
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته





عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ ، قَالَ :

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

( لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ

حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ

وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ

وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ )


رواه الترمذي (2417 ) وقال : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .

يتعلق بهذا الحديث فوائد:

الفائدة الأولى:

حساب يوم القيامة يدعونا لمحاسبة

أنفسنا للإجابة على هذه الأسئلة

فإنه من حاسب نفسه اليوم هان عليه الحساب غدًا


قال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الحشر: 18]

قال ابن كثير رحمه الله في تفسيرها:

أي: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا

وانظروا ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة

ليوم معادكم وعرضكم على ربكم؛ اهـ


تفسير ابن كثير 4/ 343

وقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

(حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا

وَزِنُوا أنفسكم قبل أن توزنوا

فإنه أهون عليكم في الحساب غدًا أن تحاسبوا أنفسكم

وتزينوا للعرض الأكبر:

﴿ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ ﴾ [الحاقة: 18])


رواه أحمد في الزهد ص 120

وقال الحسن البصري رحمه الله تعالى:

(إن المؤمن قوَّام على نفسه

يحاسب نفسه لله عز وجل

وإنما خف الحساب يوم القيامة

على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا

وإنما شق الحساب يوم القيامة

على قومٍ أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة)


رواه ابن المبارك في الزهد ص103

وابن أبي الدنيا في محاسبة النفس ص18

الفائدة الثانية:

كان السلف رحمهم الله من أحرص الناس على محاسبة أنفسهم

مع ما هم عليه من التقوى والعمل الصالح


روى أسلم مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه

دخل على أبي بكر الصديق رضي الله عنه وهو يجبذ لسانه

فقال له عمر: مَهْ غفر الله لك! فقال أبو بكر:

إن هذا أوردني الموارد


رواه مالك في الموطأ 2/ 988 (1788

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:

سمعت عمر بن الخطاب وخرجت معه حتى دخل حائطًا

فسمعته وهو يقول - وبيني وبينه جدارٌ

وهو في جوف الحائط:

عمر بن الخطاب أمير المؤمنين! بخ بخ

والله (بُنَيَّ الخطاب) لتتقين الله أو ليعذبنك


رواه مالك في الموطأ 2/ 992 (1800)

الفائدة الثالثة:

دل الحديث على أن الغاية من تعلم العلم هي العمل به

لذا رفع الله تعالى درجة العلماء على غيرهم

فقال تعالى: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ

وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾ [المجادلة: 11]

وهم أهل الخشية؛ كما قال تعالى:

﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28]


أما ما تعلُّمه لغير هذا الغرض

فإنه يصير وبالًا على صاحبه يوم القيامة

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((من تعلم علمًا مما يبتغى به وجه الله

لا يتعلمه إلا ليصيب به عرَضًا من الدنيا

لم يجد عَرْفَ الجنة يوم القيامة))، يعني: ريحها


رواه أحمد 2/ 338، وأبو داود في كتاب العلم

باب في طلب العلم لغير الله 3/ 323 (3664)

وقال النووي في رياض الصالحين ص314: إسناده صحيح.


و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر