منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-12-04, 05:11   رقم المشاركة : 123
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

( لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ ,,,,,

وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ


رواه الترمذي (2417 ) وقال : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .

حق الجسد والنفس

إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وفضله على سائر المخلوقات

وجعله متكونًا من جسد وروح

وكلّفه أن يلبّي حاجاتهما بما فرضه الله تعالى عليه

وأوجبه واستحبه وجعل هذه التكاليف حقوقًا لجسده وروحه عليه


سعد من قام بها وانتبه لنفسه

وشقي من أهملها ولقي الله تعالى مضيِّعًا لها.


ورأس هذه الحقوق وأهمها: إقامة هذا الجسد وتربيته

على طاعة الله تعالى، والابتعاد عن معصيته

ومن المعلوم عند علماء الشرع وعلماء التربية والنفس:

أن النفس عند أي تكليف تحتاج إلى تمرين وتهيئة وتربية


ألا تروا -أخوة الاسلام

أن الإسلام أمر بتمرين الصغار على الصلاة منذ بلوغهم سن السابعة

علمًا أنهم غير مكلفين في هذه السن

وذلك لما تحتاجه الطاعات من التربية والتمرين

فإذا ما بلغ سن التكليف سهل عليه القيام بها

والاستمرار عليها، وعدم التضايق منها.

ومن المعلوم أيضًا: أن للنفس رغبات وشهوات

والإسلام قد راعى هذه الرغبات والشهوات

وأمر بتلبيتها لكن حسب الضوابط الشرعية

التي حددها وأقرها.

وعليه: فينبغي للمسلم أن يقوم بحقوق جسده وروحه

وفق مرضاة ربه عز وجل، فيربيها على عمل الطاعات

واجتناب المعاصي، ويقسرها على الأخلاق الفاضلة

والسلوك الحميد، والمعاملة الحسنة، والصفات النبيلة.


ومن ظلمه لنفسه:

أن يجعلها ترتع في شهواتها ورغباتها

دون النظر إلى ما حرم الله سبحانه وتعالى

فيقع بذلك في التفريط ويعرض نفسه لغضب الله وعقابه.


ومن ظلمه لنفسه:

أن يكلفها من العبادات ما لا تطيق

فيقع بذلك في الغلو والإفراط المذموم

فالإسلام دين الوسطية والاعتدال في كل شيء.


وقد وجه الإسلام إلى هذا الاعتدال

فلا غلو ولا تقصير، ولا إفراط ولا تفريط، ولا زيادة ولا نقصان

قال الله تعالى: لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة: 286]

وجاء في الحديث الصحيح: أن عبد الله بن عمرو بن العاص ب قال

: أُخبر النبي صلى الله عليه وسلم

إنِّي أقول: والله لأصومن النهار ولأقومن الليل ما عشت

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم –

كما في بعض الروايات-:

«ألم أُخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل؟»

قلت: بلى يا رسول الله! قال: «فلا تفعل، صم وأفطر

وقم ونم، فإن لجسدك عليك حقًّا، وإن لعينك حقًّا

وإن لزوجك عليك حقًّا، وإن لزورك -أي: ضيفك- عليك حقًّا

وإن بحسبك أن تصوم كل شهر ثلاثة أيام

فإن لك بكل حسنة عشر أمثالها

فإن ذلك صيام الدهر كله»


رواه البخاري في كتاب الرقاق

باب القصد والمداومة على العمل (6463).


و يجب هنا مزيد من التوضيح

لا تعارض بين الجد والمثابرة وإتقان العمل

بل والإكثار من العمل الصالح والمسابقة إلى الخيرات

وبين الأمر بالقصد والاعتدال والبعد عن التشديد

على النفس وتكليفها ما لا تطيق .

فقد ذكر الله تعالى في القرآن ما يدل على الأمرين

ووضح ذلك رسوله صلى الله عليه وسلم بسنته القولية والعملية

أما القرآن فقد قال الله تعالى :

( يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ اليُسْرَ ولا يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ ) البقرة/185

وقال - تعالى -:( وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) الحج/ 78.

وقال سبحانه : (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا

السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ) آل عمران / 133.

وأما السنة :

فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال:

قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم -:

( لن ينجي أحداً منكم عمله. قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟

قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمته.

سددوا وقاربوا، واغدوا وروحوا، وشيء من الدلجة

والقصد القصد تبلغوا )


رواه البخاري (6463) .

وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت:

سئل النبي - صلى الله عليه وسلم -:

أي الأعمال أحب إلى الله؟

قال: ( أدومها وإن قل.

وقال: اكلفوا من الأعمال ما تطيقون )


رواه البخاري(6465).

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -

عن النبي - صلى الله عليه وسلم -قال:

( إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه

فسددوا وقاربوا، وأبشروا

واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة )


البخاري (39) .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :

" (ما تطيقون) أي قدر طاقتكم

والحاصل أنه أمر بالجد في العبادة

والإبلاغ بها إلى حد النهاية ، لكن بقيد :

ما لا تقع معه المشقة المفضية إلى السآمة والملال"


انتهى من "فتح البارى" (11/299) .

ومن حقوق الجسد -بل ومن العناية به-:

الأخذ بأسباب الوقاية من الأمراض باالنظافة

والعناية بالطعام والشراب والرياضة وغيرها

وكذا معالجتها عند وقوعها بما شُرع من الداوي بالأدوية المشروعة

بعد الاعتقاد الجازم والإيمان القوي

بأن كل شيء يحدث على الإنسان

إنما هو بقضاء الله تعالى وقدره

قال تعالى: قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا [التوبة: 51]

ومع ذلك فقد شرع لنا سبحانه عمل الأسباب

ومنها التداوي بالمشروع

قال الرسول صلى الله عليه وسلم:

«إن الله أنزل الداء والدواء، وجعل لكل داء دواء

فَتَدَاوَوْا، ولا تتداووا بحرام»


رواه أبو داود في كتاب الطب

باب في الأدوية المكروهة (3874).


الخلاصة

بعد هذا العرض السريع لحقوق الجسد

تبين أن لجسد المؤمن حقًّا عليه

ومما يساعد على القيام بهذا الحق:

أن يتعاهد المسلم نفسه بعمل برنامج يومي له

يحتوي على جميع المتطلبات الشرعية والمباحة

فيقوم بما أوجبه الله عليه، مبتعدًا عما نهاه عنه

مُوزِّعًا وقته، ومنظمًا له، غير متكاسل ولا متخاذل

وهكذا المؤمن الجاد الذي يعمل بطاعة ربه

ويمتثل لشرعه سبحانه وتعالى.

أسأل الله تعالى أن يعيننا على أنفسنا ولا يكلنا إليها

ولا إلى أحد من خلقه طرفة عين

إنَّه سميع مجيب، وهو المستعان.


اخوة الاسلام

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

من اجل استكمال الموضوع









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2020-12-04 في 05:15.