منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-12-03, 05:23   رقم المشاركة : 122
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

( لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ ,,,,,

وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ


رواه الترمذي (2417 ) وقال : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .

تعريف المال:

في اللغة:

هو كل ما يقتنى ويملك من كل شيء

سواء كان عينًا أو منفعة

فكل ما يستولي عليه الإنسان فعلاً ويملكه

من ذهب أو فضة أو حيوان أو نبات يسمى مالاً


انظر: لسان العرب مادة مول (13/223).

أما في الاصطلاح الفقهي:

فلقد اختلف العلماء في تحديد معناه على رأيين:


أ- فقد عرفه الجمهور بأنه:

كل ما له قيمة يلزم متلفه بضمانه

فيدخل فيه الأموال العينية والحقوق

والمنافع لإمكان حيازتها بحيازة أصلها.


الأشباه والنظائر للسيوطي (258)

والفقه الإسلامي وأدلته (4/42)


ب- وعرفه الحنفية بقولهم: هو كل ما يمكن حيازته

وإحرازه وينتفع به عادة[

فكل ما لا يمكن الانتفاع به كلحم الميتة وما لا يمكن إحرازه

من الأمور المعنوية والحقوق والمنافع مثل العلم والسكن -

فلا يسمى مالاً عندهم

لأنهم حصروا المال في الأشياء المادية

التي لها مادة وجرم محسوس.


حاشية ابن عابدين (4/3)، والبحر الرائق (2/227).

نظرة الإسلام للمال

ينظر الإسلام للمال على أنه قوام الحياة

به تنتظم معايش الناس

ويتبادلون على أساسه تجاراتهم ومنتجاتهم


ويقوّمون على أساسه ما يحتاجون إليه من أعمال ومنافع.

ولقد أخبر الله - تعالى -

بأنه أحد الأمرين اللذين هما زينة الحياة الدنيا في قوله تعالى

-: الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا [الكهف: 46].

وينظر الإسلام للمال على أن حبه والرغبة في اقتنائه

دافع من الدوافع الفطرية التي تولد مع الإنسان وتنمو معه

وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا [الفجر: 20]،

وقال - جل شأنه -:

وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ [العاديات: 8].

فالإسلام ينظر إلى الإنسان نظرة طبعية تساير فطرته وطبيعته

وتقر خصائصه التي يتميز بها عن الكائنات الأخرى الموجودة

في محيط الحياة الأرضية التي يعيشها، وكلف بالقيادة فيها.

كما يرى أن أقوى الغرائز فيه غريزتا

"النسل والاقتناء"

إذ عليهما يقوم بقاء الإنسان في شخصه ونوعه.

وغريزة التملك والاقتناء هي تلك الغريزة التي تدفع الإنسان

إلى المال بالسعي إليه وتحصيله، وتنميته وادخاره


الفكر الإسلامي والمجتمع المعاصر

مشكلات الحكم والتوجيه محمد البهي ص (3-9).


وإذا نحن نقرأ قول الله تعالى -:

زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ

مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ

ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ [آل عمران: 14]

نرى أن الإسلام يقر وجود هاتين الغريزتين في الإنسان.


والمال في حقيقة أمره ليس ملكاً خالصاً لمالكه

وإنما هو ملك لله قال تعالى -:

وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ [النور: 33].

ويد المالك يد وديعة، استودعها الله إياه

قال تعالى -: وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ [الحديد: 7].

وعلى الإنسان أن يضعه مواضعه

وينفقه في الوجوه التي شرعها الله

فيأخذ منه ضروراته وحاجاته

ويوزع الفضل منه على من هم أحق به

من الضعفاء والعجزة والمساكين.


المال فتنة واختبار:

فالمال فتنة

وإنفاق المال في وجوهه المشروعة نحتاح الي الاختبار

إذ إن المال المودع لدى المالك فتنة قال تعالى -:

وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ [الأنفال: 28]

أي اختبار وامتحان.

وسيحاسب الناس عن المال من أين وكيف اكتسبوه؟

وفيم انفقوه؟ قال تعالى -:

ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ [التكاثر: 8]


الخلاصة

المال يكون نعمة إذا استعمل في ما يرضي الله

وأعان على طاعة الله

ويكون نقمة إذا استعمل في الشر

أو حمل صاحبه على البطر والكبر

أو ألهاه وشغله عن الطاعة والذكر .

ولهذا جاء التحذير من فتنة المال

لأنه غالبا ما يطغي وينسي

وقلّ من يؤدي حق الله تعالى فيه

قال الله تعالى مبينا أن الابتلاء يكون بالخيرات والنعم

كما يكون بالسيئات والنقم :

( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ) الأنبياء/35

وقال النبي صلى الله عليه وسلم :

( فَوَاللَّهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ

وَلَكِنِّي أَخْشَى أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمْ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ

فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا ، وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ)


رواه البخاري (4015) ومسلم (2961).

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه

عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

( إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ

وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ

فَاتَّقُوا الدُّنْيَا ......


رواه مسلم (2742)

من وفقه الله تعالى فكسب المال من حله ، وأنفقه في محله

واجتهد في بذله في الطاعات والقربات

كان المال في حقة نعمة

واستحق أن يغبطه الناس عليها

كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :

(نِعْمَ الْمَالُ الصَّالِحُ لِلْمَرْءِ الصَّالِحِ )


رواه أحمد (17096)

وصححه الألباني في "صحيح الأدب المفرد" (299)


وقال صلى الله عليه وسلم :

( لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ :

رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَسُلِّطَ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ

وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْحِكْمَةَ فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا )


رواه البخاري (73) ومسلم (816

اخوة الاسلام

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

من اجل استكمال الموضوع









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2020-12-03 في 05:32.