منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - أكبر إنحرافين في التوحيد و ظهور مصطلحي الوهابية والمدخلية .
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-08-20, 16:53   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أبوإبراهيــم
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

بعد مرور قرنين من الزمن وبالضبط في عصرنا الحالي حدث إنحراف آخر في مسألة التوحيد وذلك بالغلو الشديد في فرع من فروع الدين وتحريف كلمة التوحيد من لا معبود حق إلا الله إلى لا حاكم إلاّ الله .*
وذلك حين جعل منظّرهم الأول الهدف الأساسي من الشرائع الإلهية إقامةَ الحكومة الإلهية ، وقال آخرهم : إن الحكومة ركن من أركان الإسلام .
وبهذا التحريف الغريب والعجيب للكلمة الطيبة نشأت جماعات و أحزاب تسعى لتحقيق هذا الهدف ، ولا نحتاج إلى الإطالة في الرد على هذا المنهج الفاسد وهذا التحريف للكلمة الطيبة فهو نفس الرد الذي رددنا به على الفئة الأولى وقد بيّنا من القرآن الكريم والسنة النبوية الهدف من إرسال الرسل ومعنى لا إله إلا الله .
فأصحاب هذا المنهج اختلفوا في ما بينهم إختلافا كبيرا جدا يصل إلى حد التناحر والتكفير ولنا في سوريا خير مثال على ذلك ، فكل الفصائل تتناحر في ما بينها وهناك من يكفر باق الفصائل ويرى نفسه على الحق وحده رغم أن كل هؤلاء ينتمون إلى منهج واحد ويسعون إلى غاية واحدة وهي إقامة الحكومة الإلهية كما سماها منظّرهم .
و إنبثق من هذا المنهج المنحرف أحزاب و تنظيمات إختلفت في ما بينها إختلافا ليس بالهين ، فإختلفوا في العقيدة وإختلفوا في الولاء والبراء ، فبعضهم يؤمن بالطريقة الدمقراطية للوصول إلى الهدف المنشود وبعضهم يرى المقاومة المسلحة على أنها الخيار الوحيد ويكفرون كل من يشارك في الطرق الدمقراطية وبعضهم يوالي عبدة الأوثان ومن يسب الصحابة لأنه يشتركون معهم في نفس الهدف أي إقامة الحكومة المزعومة ، والبعض الآخر محافظ على العقيدة من ولاء وبراء مع السعي لإقامة الحكومة وإن كان لابد أن يزيغ في ولائه فإنه وإن كان يعترف أن منظّريه مخالفين لعقيدة أهل السنة والجماعة إلا أنه لا يملك إلا أن يواليه ويدافع عنه ويبرر لهم .*
من بين كل هذه الفئات التي انبثقت من منهج واحد واختلفت في ما بينها إختلافا كبيرا أريد أن أتكلم عن فئة واحدة فهي التي تهمنا أما الباقي فلا يهمنا أي واحدة منها .*
الفئة التي نريد أن نتكلم عنها هي التي تلبس لباس السلفية أي أهل السنة وفي الحقيقة هم يوافقون أهل السنة في مسائل الإيمان والصفات والقدر وفي التوحيد نظريا ولكن انتماءهم إلى هذا المنهج كان سببا في انحرافهم عن العقيدة السليمة ، فهم وإن لم يغلو في مسألة الحاكمية إلا أنهم رأو أنها جزء من التوحيد وأنه لابد من إقامة الحكومة المزعومة ، فخالفوا منهج الدعوة ، فبدل من أن تكون دعوتهم إلى التوحيد كانت دعوتهم إلى إقامة الدولة المزعومة ومنهم من جعل الحاكمية هي نفسها العبودية و زعم أن العرب في وقت النبي صلى الله عليه وسلم لم يقاتلوا إلا من أجل الحاكمية وهذا أمر عجيب إذ أن النبي صلى الله عليه وسلم عرض عليه الملك ورفضه ، ولو كان الهدف هو الحاكمية كما يزعمون لقبل الملك من أجل تأسيس دولته .
ويترتب على هذا الكلام أيضا أن الأنبياء الذين لم يقيموا دولة فشلوا عياذا بالله ، وذلك أن السنة دلتنا على أنه يأتي يوم القيامة النبي ومعه رجل ويأتي النبي وليس معه أحد ، فهذا النبي الذي ليس معه أحد أكيد لم تكن له دولة إذ لا يمكن أن يؤسس الدولة وحده ، فإذا كانت غاية الأنبياء إقامة الدولة فإنه يعني أن هذا النبي عليه السلام فشل في مهمته وما أعظمه من إفتراء .*
فأصحاب هذا المنهج هم من اخترعوا كلمة المدخلية لينبزوا بها أهل السنة وكما قلت نحن يهمنا الفئة التي تلبس لباس السلفية زورا وبهتانا ، فعندما تقرأ في تعريفاتهم للمدخلية فلن تجد إلا الافتراءات والأكاذيب والقصص المختلقة وذلك لأنهم يخافون من هذا التفصيل الذي ذكرناه فهذا التفصيل العلمي هو الذي يبرز محل النزاع وتكون الحجة فاصلة بيننا وبينهم ولكنهم ذهبوا يشوشون على الناس وعلى الذين لا يعلمون بهذا اللقب .
السؤال هنا : لمن ينسب هذا اللقب وهل هو اللقب الوحيد الذي ينبز أهل السنة به من طرف أصحاب هذا المنهج الحزبي ؟*
الجواب : ينسب هذا اللقب إلى الشيخ ربيع المدخلي وسبق وأن نبزوا أهل السنة بمصطلح الجامية نسبة إلى الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله ولكن أصبح لفظ المدخلية أكثر إستعمالا من لفظ الجامية .*
و من خصائص هذه الفئة أي الذين يلبسون ثوب السلفية زورا أنهم ينسبون أنفسهم إلى علماء أهل السنة فكان لزوما عليهم أن يفرقوا بين الشيخ ربيع حفظه الله وبين العلماء الآخرين وهنا سنبين بطلان هذا الأمر وكذبهم وافترائهم .
وغالبا ما يحاولون أن يجعلوا أهل السنة في مستنقعهم و يفترون عليهم ويجعلونهم يبدون وكأنهم منافسين سياسيين لهم وأنهم تنظيم حزبي منافس حتى يقتنع السامع بأن هؤلاء ليسوا دعاة إلى الكتاب والسنة ولا إلى التوحيد وإنما لديهم غرض سياسية مثلهم ، وطبعا هذا كذب وعادة ما يربطون أحداث سياسي بمصطلح المدخلية سواء في ليبيا أو سوريا أو تونس ونحن قلنا أنه لا وجود أصلا لطائفة تسمى المدخلية وإنما هو نبز لأهل السنة بهذا اللقب .
فهو مثل أن تقول هؤلاء بادسيون نسبة إلى إبن باديس رحمه الله فهل هناك شيء إسمه بادسيون ، فمثل هذه الخدعة تنطلي على كثير من الناس الذين لا يفهمون هذه الأمور بمحاولة نسبة دعاة أهل السنة إلى علماء معينين حتى يتوهم السامع المسكين أن هذه طائفة جديدة .*
ومن ضوابط نشوء الطائفة هو وجود شخص مخالف لعقيدة أهل السنة ويكون له أتباع يتعصبون لمخالفته فينسبون له ، مثل الجهمية نسبة إلى الجهم إبن صفوان الذي عطل أسماء الله وصفاته ، فكل من يعطل أسماء الله وصفاته ينسب إليه .*
وسبب محاربة هؤلاء للشيخ ربيع ونبزهم لأهل السنة المخالفين لهم بالمدخلية هو أن الشيخ ربيع حفظه الله تصدى لرموزهم و أعيانهم وكشف عوارهم ، ولأن جميع علماء أهل السنة تصدوا لهذا المنهج وهذا ما يحاول أصحابه جاهدين أن يخفوه إلا أن الشيخ ربيع تصدى لأعيانهم ورموزهم وكتب فيهم و حذر منهم مع تأييد لكبار أهل العلم كما سنبين ذلك إن شاء الله .*
بالنسبة للشيخ ربيع المدخلي فهاهو موقعه لمن أراد أن يعرفه ويعرف مقالاته وكتبه ودروسه .*
https://www.rabee.net/ar/
يتبع .............ّ










رد مع اقتباس