منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - قصدت داري،بحثا عن صغري.
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-03-21, 19:07   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
قنون المربي والأستاذ
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية قنون المربي والأستاذ
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي قصدت داري،بحثا عن صغري.

إنه يوم ربيعي،تسللت أشعة شمسه إلى جسدي،فبعثت فيه دفءً مالبث أن حرك فيَ الشوق إلى الماضي.
لففت بعض الزاد في قطعة قماش على هيئة صُرَّةٍ وضعتها على طرف عصاي التي أمسكتها من الطرف الثاني واضعا أياها على كتفي .
انطلقت عبر طريق ضاعت معالمها ولم يبق لها أثر إلا في ذاكرتي،مشيت وشريط الذكريات يتراءى لي وكأن أحداثه وقعت منذ قليل.....وأنا سابح في ذكرياتي استوقفتني شجرة نصفها لوزونصفها الثاني برقوق،استرحت بجانبها تأملتها فارتسمت صورتي أمامي....ذاك الطفل الصغير الذي يتسلقها فيأكل من هذا الغصن برقوقا ومن الآخر لوزا......أقف متثاقلا...ـ فعل الكِبر فعلته ـ ووِجهتي داري ،واصلت مسيرتي..بعد مدة ليست بالقصيرة لمحت (الجنان)،ياإلاهي أين هي أشجار التين...أين هي شجرة الكُحْلاني،الزُرقاني،أين هي شجرة المُلِّيسْ التي كنت أقضي يوما كاملا وأنا أقطف ثمارها...
جُلت ببصري...هرولت نحو مكان شجر حب الملوك،وجدت جذعها اليابس وبجانبها شجرة(عين البقرة)عندها سبِقت دموعي كِبريائي...التفتُّ يمينا فأبصرت (الحاسي)البئر أو ماتبقي منه..غير بعيد عنه توجد الديار.
في هذه اللحظة تذكرت قول الشاعر:
قفا نبك.....
إلى أن قال:ففاضت دموع العين مني صبابة.
هذه داري وُلِدت فيها وقضيت أيام طفولتي الأولى...وقفت أمام مدخلها...فسمعت ضحكاتي،صراخي،بكاء أخي الصغير....أغمضت عيني فشاهدت جدتي تُخرج خبز الشعير من الفرن الطيني..وزوجة عمي تحمل إناءً مملوءً بلبن البقرة وهي تنادينا...يتحلق جميع الأولاد(إخوتي وأبناء عمومتي)يتناوبون على شرب اللبن وكل منهم ممسك بقطعة خبز....أفقت من حلمي وقفلت راجعا جسدي إلى الأمام وعيناي لاتفارق الديار ومازلت حتى ارتطمت بشجرة....خُيَِل لي وكأنها تقول:هوَن عليك....فالصغر لايدوم.









 


رد مع اقتباس