من أخبث الطرق الصوفية الطريقة "التيجانية".
⬅️ فنجد مثلا: شيخ الطريقة التيجانية سيدي (1) محمد الكبير يقول في خطبة ألقاها أمام الكولونيل يسكوني في زيارة له: «إن من الواجب علينا إعانة حبيبة قلوبنا فرنسا ماديا وأدبيا وسياسيا. إن أجدادي قد أحسنوا صنعا في إنضمامهم إلى فرنسا، قبل أن تصل إلى بلادنا. ففي عام 1832م كان أحد أجدادي قد أظهر شجاعة نادرة في مقاومة أكبر عدو لفرنسا عبد القادر الجزائري. وفي عام 1870م حمل سيدي أحمد تشكرات الجزائريين وبرهن على ارتباطه بفرنسا قلبيا، فتزوج أوريلي بيكار» (2).
ويزول استغرابنا من هذا الموقف -وهو الإذعان المستعمر وعدم مقاومته- عندما نعلم أن الصوفية جبرية في باب القدر، فإذا "سلط الله على عباده ظالما فلا يجوز معارضة إرادة الله بمقاومته".
⬅️ ويعتبرون أن وجود فرنسا في الجزائر، هو أمر إقتضاه وأراده ورضيه الله للأمة، فلا خيار لها في ذلك ولا مرد. فيول أحدهم:« إذا كنا أصبحنا فرنسيين، فقد أراد الله لنا ذلك، وهو على كل شيء قدير، فإذا أراد الله أن يسكح الفرنسيين من هذه الأرض فعل، وكان ذلك عليه أمراض يسيرا ... ولكنه كما ترون يمدهم بالقوة، وهي مظهر قدرته الإلهية. فلنحمد الله ولنخضع لإرادته» (3).
----------------------------------------------
(1) هكذا وردت في الكتاب.
(2) ص 47 من كتاب : جهاد ابن باديس ضد الاستعمال الفرنسي في الجزائر.
(3) ص 48، من نفس الكتاب.