منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - موضوع مميز مساحة حرّة : أجمل وأصدق ما قرأت اليوم
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-07-19, 18:23   رقم المشاركة : 1027
معلومات العضو
BOUTAHAR ABDELLATIF
مشرف منتدى الانشغالات النقابية واقوال الصحف
 
الصورة الرمزية BOUTAHAR ABDELLATIF
 

 

 
إحصائية العضو










Rosiecheeks

حذاء الشهيد ( السباط المُبارك )

قالي : علي أنا ميت ميت وأنت راك بلا سباط .. ألبسو صدقة عليا وعلى الشهداء
نزعت الحذاء من رجليه .قبلتها ثم اجهشت بالبكاء .. اه يا محمد خوي خليتني


حذاء الشهيد سي محمد .. انه الوفاء يا سادة
كنت مشاركا في احدى الندوات التاريخية ...كانت الندوة حول ممارسة التعذيب اثناء الثورة من طرف السلطات الاستعمارية...

وكان من بين ضيوف الندوة مجاهد تبدو عليه اثار السنين .. لكنه بانفة المجاهد كان يبدو كالنخلة الباسقة الشامخة...
بعد ان انتهت مداخلاتنا العلمية كاساتذة ..طُلب منه ان يلتحق بالمنصة ليلقي كلمة بالمناسبة ..
عمي علي كما اذكر اسمه كان يرتدي بذلة عصرية (كوستيم ) ؟ وربطة عنق وبرنس جريدي
كان ذلك جميلا .. لولا انه كان يرتدى حذاءا قديما .. قديما جدا ( خسارة)..
..فلما كان يهم بالصعود مازحه احد الجالسين من اقرانه وهو يعرفه...يا سي علي قلنالك شحال من مرة بدل السباط بوحد جديد باه يجي مع الكوستيمة...هههه
... صعد عمي علي الى المنصة جلس توجه نحو الشخص الذي مازحه....قايلا : ما عليش نبدلو لوكان تلقاولي واحد في سومتو وقيمتو...
...اسمع يا الحاج مصطفى
هل تعلم قصة الحذاء الذي ألبسه .. والله لو تعطوني مال الدنيا ما نبدلو .

اسمــــع :

سنة 1958كنا في وسط معركة مع العدو.. كان اخي محمد يقفز كالاسد من صخرة لصخرة ومن شق الى شق ومن مكان لاخر...يذيق العدو الهوان والموت...عجزوا عن قنصه...او التقدم نحوه كان كتيبة لوحده .. ...كان يبعد عني حوالي خمسة امتار.. فجاة سقطت قذيفة...خبات نفسي فلم تصبني ...انقشع دخانها وغبارها .

سي محمد اصيب اصابة بليغة .. بعد جهد .. وصلت اليه حاولت اسعافه...صار وصرت متاكدا اه لن ينجو من جراحه البليغة ..
...امرني : ان اخذ البندقية وبعض الذخيرة المتبقية...ما تخلوهاش للعدو...الثورة اولى بيها...انا مخلوف وهي والو...

...حبست دموعي ....ازداد وطيس المعركة...وكنا شرعنا في الانسحاب مع وصول الطايرات بكثافة...لم نكن قادرين على نقله تلك اللحظة....حسمنا الامر ان نتركه بين الصخور مخبا وان نعود اليه ليلا اذا امكن لناخذه للعلاج .. وان كنت متاكدا من خطورة اصابته وانه لن ينجو منها .
ابتعدت عنه امتار وانا اغادر ولكن ملتفتا اليه كانني اودعه...
اشار الي بصوت خافت وبيده ارجع ارجع بالزرْبة ( بسرعة ) ..

...رجعت نحوه .. هل يريد ان يوصيني او يطلب مني شييا...قال لي : لي نحلي سباطي ...
قلتلو علاه.؟؟؟ قالي علي انا ميت ميت وانت راك بلا سباط ( لان حذايي كان ممزقا) ألبسو.. صدقة علي وعلى الشهداء وابتسم قليلا.
انحنيت فنزعت الحذاء من رجليه التي بدات تبرد...قبلتها...ثم قبلت جبهته وبللتها بدموعي الساخنة...
كان صوت الرصاص حولنا...وفجاة نسيت كل ذلك...اظ”جهشت بالبكاء .. اه يا محمد خوي خليتني .

إستشهد رحمة الله عليه ونلنا الاستقلال بحمد الله...
...عندما تزوجت سميت اول مولود ذكر لي محمد ..
واقسمت ان لا اشارك في مناسبة تاريخية الا وان البس هذا الحذاء...واوصيت ان يدفن معي ولو تعذر ذلك ان يوضع في متحف المجاهد...
اردت ان تتحسس اقدام سي محمد ارض الجزاير المستقلة وان تكون روحه حاضرة بيننا في كل مناسبة .. هذه قصة هذا الحذاء ياسادة...

...اجهش اغلب الحاضرين وكنت من بينهم بالبكاء .. اي وفاء هذا واي اخلاص هذا
....لهذا انتصروا ..صدقوا الله فصدقهم...

...لست ادري الان هل عمي على حي يرزق ام التحق بالرفيق الاعلى...ولكنني وعدت نفسي ان احكي قصته للاجيال...عن جيل كانوا يسمون بعضهم البعض( الخاوة) .. فهل لازلنا خاوة؟؟؟
...المجد والخلود لشهداينا الابرار

د.احمد سعودي-افلو- عيد الوفاء-5جويلية2020


اضغط أدناه لمشاهدة صورة سباط سي علي المبارك








الصور المرفقة
نوع الملف: jpg السباط المبارك.jpg‏ (16.1 كيلوبايت, المشاهدات 16)

رد مع اقتباس