منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - موضوع مميز بانوراما فلسطين
الموضوع: موضوع مميز بانوراما فلسطين
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-02-12, 21:30   رقم المشاركة : 6092
معلومات العضو
BAROUD
سَفِيرُ الأَقْصَى
 
الصورة الرمزية BAROUD
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي




وقعت أحداث هذه القصه مع ابن عم لي وهي أحداث حقيقية وذلك في أعقاب هزيمة48 وإعلان ما يسمى دولة بني صهيون
يقول الراوي
بعد تعرض أبناء بادية بئر السبع لهجمة شرسه من العصابات اليهودية والمقاومة البطولية التي ابداها المواطنين هناك أضطر عدد منهم إلى الهجرة إلى قرى الخليل المجاوره إلى حدود النقب وقد كانت منطقة الحدود منطقة خطره جدا حيث يقوم الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على كل كائن يتحرك وبدون انذار وقد سكن بعض البدو قريبا من منطقة الحدود ودفع عدد كبير منهم حياته ثمنا عند محاولته العوده
يقول الراوي
اختار والدي أن نسكن بمسافة تبعد تقريبا عشرين كم عن الحدود حيث يمكن التسلل إلى أقربائنا هناك والحصول على بعض المال لمواجهة قسوة الحياة او الحصول على ايراد من أرضنا في حال تم زراعتها من البعض
يقول
في احد الايام وكنت ربما في الثانية عشرة من عمري ارسلني والدي مع بعض الرجال الذين سيتسللون عبر الحدود حيث مرض والدي ولم نعد نملك قوت يومنا
انطلقنا في الليل وتجاوزنا الحدود بسلام ووصلت إلى بيت جدي لأمي وهناك استقبلني جدي بفرح غامر ولازلت اذكر لحيته وقد غمرت رأسي وهو يضمني وكنت اسمع شهقاته وهو يبكي يصمت
مكثت عند جدي عدد من الأيام وانقطعت اخباري عن أهلي..قلقت امي وابي علي قلقا شديدا...وقد كان مرض ابي يمنعه من الحركه....اتخذت امي قرارا ان تلحق بي..نتيجة الحاحها الشديد واستمرارها بالبكاء سمح لها والدي أن تلحق بي هي واخي الأكبر الذي يكبرني بعامين
وصلت امي بعد أن قطعت الحدود في الليل وقد تعرضت هي واخي إلى هجمة ضبع مفترس الا ان الله سلمهما
كان لقاء امي غامرا ملئ بالعاطفة وقد وقعت علي تقبلني
بعد أن مكثنا عند جدي أيام قليله استاذنت امي بالعودة
خرج معنا جدي بعد أن أعطانا حمارا قام بتحميله بمواد تموينيه وأذكر أنه خرج معنا وودعنا وجلس على تلة يراقبنا ونحن نبتعد...كانت امي صامته والدموع تنهمر من عينيها ونحن نبتعد
بدأت الشمس تميل للغروب
الطقس شديد البرودة
بدأ المطر بالتساقط...البرق يلمع...صوت الرعد يهد الجبال...كنا نسير بصمت
وصلنا إلى منطقة وعرة شديدة الخطورة...هناك تنشط دوريات العدو
كان المطر شديدا...الجبال تحولت إلى مياه جارفه...وصلنا إلى أحد روافد وادي الخليل وهو واد من اكبر أودية فلسطين ينبع من الخليل ويصب في صحراء النقب
كان الرافد شديد الانحدار غزير المياه...المياه فيه جارفه..كان لابد من قطع هذا الرافد للاستمرار بالرحله
تحولت امي في تلك اللحظة إلى إمرأة من عالم آخر فقد شدت مئزرها وشمرت عن ساعديها...رأيت فيها كل انفة وصلابة المرأة العربيه...صرخت ...وين الرجال...قلنا انا واخي...لعيونك يااماه
كان الحمار يرتجف من الخوف...والبرد.
..قفزت انا.إلى الطرف الآخر للرافد ووقفت امي تدفع هي واخي بالحمار لدفعه إلى الطرف الآخر...الا ان الحمار تكرفت .ووقع في المياه
كان الحمار يحمل كامل المونه..
قفزت امي عند مؤخرة الحمار الذي كان رأسه باتجاه الجبل وضعت كتفها عند مؤخرة الحمار وبدأت بدفعه..كانت المياه أحيانا تغمر الحمار...وكذلك كنت أرى المياه تغمر امي...كان صراع بين الطبيعة والإنسان...في احد المرات وكنت امسك بذيل الحمار واشده وامي تدفع الحمار بقوه...صراع عنيف والرعد يقصف ووالدتي تشجعنا وتبث بنا الحماسه حين قمنا بشد الحمار بقوة فأخرج الحمار ريح بصوت عالي..فانقلبت على ظهري من الضحك...وانتقلت عدوى الضحك إلى اخي...فاخذنا نضحك بصوت عالي...انزعجت والدتي من ضحكنا وأخذت تذكرنا اننا في منطقة شديده الخطر..خارت قوى امي....ودفعت المياه الجارفه الحمار وألقت به في الوادي...امسكنا بوالدتي واخرجناها من الماء...كانت تعصر ماء...وترتجف من البرد....لمع البرق فرأينا حمارنا في وسط الوادي..كان يسبح بقوه ويصارع امواج الوادي...لمع البرق مرة أخرى فراينا حمارنا على الطرف الآخر من الوادي
أمسكت والدتي بأيدينا وانطلقت بنا...كان بها قوة وعزم عشرة رجال
وصلنا إلى منطقه في الوادي تمكنا منها بالعبور للطرف الآخر للوادي هناك وجدت امي مغارة بطرف جبل اجلستنا في المغاره وعادت لإحضار الحمار
غابت والدتي مايقرب الساعة ثم عادت تقود الحمار وقد بدأ عليها التعب والإرهاق...لكنها كانت صعبة المراس شديدة الباس....اركبتنا على الحمار انا واخي...وعند شروق الشمس وصلنا البيت
هذه القصه رواية ابن العم خضر محمد ابوكف....


نساء من عالم اخر










رد مع اقتباس