منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - استشارات نفسية
الموضوع: استشارات نفسية
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-11-15, 15:46   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



وفوق ذلك كله ، وأهم من ذلك كله ، بالنسبة لك أنت خاصة : أن تعلمي ، يا أمة الله ، أن على العبد أن يحسن الظن بربه ، والتوكل عليه ، وينظر في حاله مع ربه

وما يرجوه عنده من الأجر والمثوبة ، والكفارة ، ثم لا عليه بحال فلان أو فلان ، صغير أو كبير ؛ فإن خفايا الأحوال ، وما في قلوب العباد ، لا يعلمه إلا رب العالمين .

فمن يدري ؛ رب صغير القدر ، ضعيف الحال ، مسكين ، منكسر بين يدي أرحم الراحمين : له من الحال عند رب العالمين ، ما يغبطه عليه الأئمة العالمون !!

ألم تعلمي ، يا أمة الله : ( أَنَّ لِلَّهِ عِبَادًا لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ ، وَلَا شُهَدَاءَ ، يَغْبِطُهُمُ الْأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ عَلَى مَجَالِسِهِمْ ، وَقُرْبِهِمْ أَوْ قُرْبَتِهِمْ - شَكَّ ابْنُ صَاعِدٍ - مِنَ اللَّهِ تَعَالَى عَزَّ وَجَلَّ ) ؟!

وإننا لنرجو من الله : أن يرزقك البصيرة في دينه ، وحسن الظن به تبارك وتعالى ، وحسن الرجاء فيه ، والتعلق برحمته وفضله ومنه .

وإننا لنرجو لك يا أمة الله ، بما أنت فيه من الصبر والرضا والاحتساب ، أن تكوني بمقام جليل ، ومحل كريم عند أرحم الراحمين ، ونرجو الله أن يعظم لك الأجر

ويحط عنك الوزر ، ويرفع عنك البلاء ، وقد قال سبحانه : ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ )الزمر/ 10، قال الأوزاعي : " ليس يوزن لهم ولا يكال ، إنما يغرف لهم غرفا "

انتهى من "تفسير ابن كثير" (7 /89) .

فهذا بلاء من يصبر عليه يوف أجره يوم القيامة .

وتذكري ، يا أمة الله ، يوم التغابن ، يوم يتمنى أهل العافية ، لو كان وقع عليهم من البلاء ما وقع ، ثم كفرت عنهم خطاياهم ، ورفعت لهم درجاتهم :

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ - رضي الله عنهما - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ( يَوَدُّ أَهْلُ الْعَافِيَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، حِينَ يُعْطَى أَهْلُ الْبَلَاءِ الثَّوَابَ

لَوْ أَنَّ جُلُودَهُمْ كَانَتْ قُرِضَتْ فِي الدُّنْيَا بِالْمَقَارِيضِ " . رواه الترمذي (2402) وحسنه الألباني .

واجعلي أسوتك بأهل الصبر على البلاء ، والرضا بالقضاء ، وحسن الظن بالله ، أرحم الراحمين :

كَانَ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ اسْتُسْقِيَ بَطْنُهُ ، فَبَقِيَ مُلْقًى عَلَى ظَهْرِهِ مُدَّةً طَوِيلَةً، [ كانت ثلاثين سنة ] ، لَا يَقُومُ وَلَا يَقْعُدُ . وَقَدْ نُقِبَ لَهُ فِي سَرِيرِهِ مَوْضِعٌ لِحَاجَتِهِ !!

فَدَخَلَ عَلَيْهِ مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشِّخِّيرُ ، فَجَعَلَ يَبْكِي لِمَا رَأَى مِنْ حَالِهِ ، فَقَالَ لَهُ عِمْرَانُ: لِمَ تَبْكِي؟ ، فَقَالَ: لِأَنِّي أَرَاكَ عَلَى هَذِهِ الْحَالِ الْفَظِيعَةِ ، فَقَالَ: لَا تَبْكِ ، فَإِنَّ أَحَبَّهُ إِلَيَّ أَحَبُّهُ إِلَيْهِ

وَقَالَ: أُخْبِرُكَ بِشَيْءٍ ، لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَكَ بِهِ ، وَاكْتُمْ عَلَيَّ حَتَّى أَمُوتَ ، إِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَزُورُنِي فَآنَسُ بِهَا ، وَتُسَلِّمُ عَلَيَّ فَأَسْمَعُ تَسْلِيمَهَا.

وَلَمَّا قَدِمَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى مَكَّةَ - وَقَدْ كُفَّ بَصَرُهُ - جَعَلَ النَّاسُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ لِيَدْعُوَ لَهُمْ ، فَجَعَلَ يَدْعُو لَهُمْ ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَّائِبِ: فَأَتَيْتُهُ وَأَنَا غُلَامٌ

فَتَعَرَّفْتُ إِلَيْهِ ، فَعَرَفَنِي ، فَقُلْتُ: يَا عَمُّ ، أَنْتَ تَدْعُو لِلنَّاسِ فَيُشْفَوْنَ ، فَلَوْ دَعَوْتَ لِنَفْسِكَ لَرَدَّ اللَّهُ عَلَيْكَ بَصَرَكَ ، فَتَبَسَّمَ. ثُمَّ قَالَ: يَا بُنَيَّ، قَضَاءُ اللَّهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ بَصَرِي .

"مدارج السالكين" (2/317) .

لما وَقَعَ الطَّاعُوْنُ بِالشَّامِ، فَخَطَبَ النَّاسَ عَمْرُو بنُ العَاصِ، فَقَالَ:

هَذَا الطَّاعُوْنُ رِجْزٌ، فَفِرُّوا مِنْهُ فِي الأَوْدِيَةِ وَالشِّعَابِ.

فَبَلَغَ ذَلِكَ شُرَحْبِيْلَ بنَ حَسَنَةَ ، فَغَضِبَ، وَجَاءَ يَجُرُّ ثَوْبَهُ، وَنَعْلاَهُ فِي يَدِهِ ، فَقَالَ:

صَحِبْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَكِنَّهُ رَحْمَةُ رَبِّكُم ، وَدَعْوَةُ نَبِيِّكُم ، وَوَفَاةُ الصَّالِحِيْنَ قَبْلَكُم.

فَبَلَغَ ذَلِكَ مُعَاذاً، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ نَصِيْبَ آلِ مُعَاذٍ الأَوْفَرَ.

فَمَاتَتْ ابْنَتَاهُ ، فَدَفَنَهُمَا فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ ، وَطُعِنَ ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، فَقَالَ - يَعْنِي لاِبْنِهِ لَمَّا سَأَلَهُ كَيْفَ تَجِدُكَ؟ - قَالَ: (الحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلاَ تَكُنْ مِنَ المُمْتَرِيْنَ )آلُ عِمْرَانَ/ 60.

قَالَ: ( سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِيْنَ ) الصَّافَّاتُ/ 102 .

قَالَ: وَطُعِنَ مُعَاذٌ فِي كَفِّهِ ، فَجَعَلَ يُقَلِّبُهَا، وَيَقُوْلُ:

هِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حُمُرِ النَّعَمِ.

فَإِذَا سُرِّيَ عَنْهُ ، قَالَ: رَبِّ! غُمَّ غَمَّكَ، فَإِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ " .

"سير أعلام النبلاء" (1/458) .

وينظر للفائدة والاستزادة جواب الاسئلة القادمة

يسر الله لك أمرك ، وفرج كربك ، وكشف همك وغمك ، وأبدلك مكانه فرحا وسرورا ، وغبطة وحبورا ، وكتب لك الأجر مضاعفا، ورضي عنك ، وأرضاك.

والله تعالى أعلم .









رد مع اقتباس