لاول مرة منذ زمن ساتخلى عن تلك القبة الشبكية التي تحميني ،الخط الدفاعي الاول والناجع ضد البعوض والحشرات الاخرى المتطفلة التي تقلق راحتي .لقد قررت اني سانام الليلة تحت اديم السماء بلا حاجز يمنع عني ضوء نجومها الذي يطل علي من تلك الفرجة الضيقة من منزلي والتي تتقلص تدريجيا كلما ارتفعت المباني من حولي حتى لم يعد بامكاني ان ارى سهيلا في وقت غروبه الشمسي ولا الشعرى اوان طلوعها فجر اواخر للصيف ،انه امر يدعو للاسف فعلا لكني لن ازعج نفسي الليلة بشعور الحسرة هذا فهناك شيء اهم أنتظر حدوثه هذا المساء .لذا ساستلقي في وضع مريح بعد ان اكون قد تمنيت للمشتري المتهادي الى الغرب امسية سعيدة 
كما كنت افعل مع المريخ طيلة السنتين الماضيتين .ثم ساركز بصري الى اعلى حيث يحاصرني تشكيل سماوي سرمدي ،تعويذة الصيف ،المثلث القائم الشهير...او لنقل تجمع طيور عجيب : نسر طائر واخر واقع والثالث دجاجة ! ورغم اني الفت رؤيتها الى حد ينبغي له ان يصيبني بالملل الا اني مازلت اجده جذابا نوعا ما .فهو يقع في منطقة مكتظة بالنجوم فاحد الاجزاء البراقة من المجرة يعبر من خلاله (يحدث ان يخادعني فاحسب اني قد رأيته واذا به ليس سوى قطعة رقيقة من السحاب) وايضا لانه يوفر لي متعة اعادة رسم تشكيل كوكبة القيتارة انطلاقا من نجمها النير فيجا ( وليس ذلك بالسهولة التي تتصور فبقية نجومها خافتة ) وهو ما يطمئنني ان قدراتي البصرية لاتزال بخير الى حد ما.
على كل ليست النجوم هي ما دفعني للمخاطرة بالنوم دون دفاعات ضد البعوض النزق ،انما هو شيء سماوي اخر ..... رؤية راعيات الارض(earthgrazers )او كرة نارية او ربما تساقط متتال . تلك افضل اماني من اجل احتفالية الاضواء السنوية .: زخات شهب البرشاويات (perseid meteor shower )،رغم اني اعلم يقينا ان القمر الاحدب سيخفي كل اثر للتلك الامطار المضيئة لكن لا مشكلة فقد اعتدت ان اختار الفجر كوقت للمراقبة وحينها سيكون القمر غائبا او على وشك الغروب ....وعند ذلك سيكون فرساوس قد تسلق قبة السماء حاملا راس الغول الذي تطرف عينه في غضب ليمطر الارض بالحد الاقصى من النجوم المتساقطة التي ينافس بريقها جمال سيدة الشتاء كاسيوبيا ذات الكرسي بل حتى الثريا والجوزاء والحادي.
ربما الليلة قد انال فرصة رؤية واحد منها لكني اتطلع لليلة الذروة والتي ستصادف المساء الثالث للعيد ....... وهذا ليس بالخبر السار ،فبعد يومين مكتظين لا اظن اني ساضحي براحتي (طبعا ان كتبت لي الحياة) من اجل شيء كهذا .......فحتى مع الشغف الكبير ستوافقونني ان للحياة اولوياتها 
عيدا مباركا وسماءا صافية .