أخذت ظاهرة الغش في الاستفحال عاما بعد آخر و قد كتبت العديد
من المواضيع على صفحات المنتدى تنتقد الظاهرة التي أصبحت
سرطانا ينخر منظومتنا التربوية التي لم تجد من يدافع عنها لأن
الكل مشغول بتصنيفه خارج الفضاء
ما حز في النفس أنني كنت مسئولا عن الحراسة في امتحان
شهادة نهاية مرحلة التعليم الابتدائي بإحدى القرى المجاورة و كان سير
الامتحان عاديا و أية علامة سيتحصل عليها التلميذ فهي من جهده
و لكن في المساء بعد عودتي ذهلت لما سمعت من أخبار من مصادر
مؤكدة في العديد من مراكز الإجراء حيث الكل يساعد التلاميذ
من الحارس إلى رجل الحماية المدنية إلى رجل الأمن بل و حتى الطباخ
و طبيب المركز لم تفتهم الفرصة ،
شعرت بالمرارة في حلقي لأن هؤلاء الذين نعتبرهم زملاء هم الذين يسيئون
إلى القطاع و في النهاية نتحمل جميعنا نتائج ذلك ...
أحدهم لما حاصرته قال بالحرف الواحد : يجب أن يفرح ابني مع بقية زملائه
و عند ظهور النتائج ككل عام نجد الكثير من هؤلاء يتهمون معلمي القرى
النائية و الأرياف بالتقصير في أداء واجبهم و هذا بهتان عظيم
فأنا متأكد من أن النتيجة في المركز الذي عملت فيه لن تكون كبقية المراكز
و هذا لا يعني أن المعلمين لم يؤدوا واجبهم ، و قبل ظهور النتائج أحييهم
على التربية الممتازة التي يمتاز بها تلاميذهم و أقول لكل من ساعد على
الغش إنك أسأت إلى المهنة و لم تؤد واجبك بإخلاص فتحاول التغطية بهذه
الطريقة .... ضع نصب عينيك قول الله سبحانه و تعالى
إنا عرضنا الأمانة على السماوات و الأرض و الجبال فأبين أن يحملنها
و أشفقن منها و حملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا