منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - هذه معاناة المدرسة الابتدائية... يا سيادة وزيرة التربية الوطنية
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-09-30, 17:50   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
hamidanad
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي هذه معاناة المدرسة الابتدائية... يا سيادة وزيرة التربية الوطنية

واقع المدرسة والمعلم:
إن الحديث عن المعلم في المدارس الابتدائية لذو شجون نظرا لمهمته الشاقة ومعاناته الطويلة في صمت وليس كما يظهر للعامة أن مهنة التعليم مع الأطفال عملية سهلة ومسلية بل هي رسالة أكثر منها مهنة ومسؤولية .
فهو يستقبل أطفالا صغارا كالصفحات البيضاء ليضع فيها بصمات العلم والمعرفة والأخلاق النبيلة ولا يغادرون المرحلة الابتدائية إلا وهم مشبعون بالقيم المثلى ، معززون بالشخصية القوية والمهارات العالية والمعارف الغزيرة التي تمكنهم من الاعتماد على أنفسهم في المراحل التعليمية العليا وتوجيه أفكارهم وحل مشكلاتهم بأنفسهم في شتى مجالات الحياة.
وبالمقارنة مع التعليم المتوسط والثانوي نجد أن التلميذ يصبح قادرا على مزاولة دراسته دون معلم معتمدا على مراجع مختلفة كالكتب والأقراص والانترنت (التكوين عن بعد) وكل ذلك خارج أسوار المؤسسة وبإمكانه الانتقال بين المستويات بنجاح حتى يصل إلى الجامعة ، ولكن هيهات أن يحدث ذلك في مرحلة التعليم الابتدائي حيث يكون التلميذ بحاجة لمن يشقى ويتعب كثيرا ليعلمه مبادئ القراءة والنطق السليم والكتابة الصحيحة و يلقنه أهم العلوم والآداب حتى يصبح معتمدا على نفسه في بناء تعلماته وتوظيف مكتسباته . ومن خلال ذلك تظهر المجهودات العظيمة التي يبذلها المعلمون في المدارس الابتدائية ، فهم بالإضافة إلى ذلك يتقمصون دور الأب والأم في العطف والحنان والرعاية وتحمل السلوكات الصبيانية والعناد والمشاكسة ومختلف أنواع التصرفات السيئة من طرف الأطفال وأوليائهم أحيانا ،كما نجد أن المعلم في بعض المؤسسات وفي غياب العمال ، ينظف حجرة الدراسة ودورة المياه للتلاميذ ويقدم الوجبات الغذائية ويساهم في العمليات التضامنية خاصة في المدارس النائية حيث التلاميذ بدون أدوات مدرسية ومآزر وحتى الملابس.
وبالنظر إلى الحجم الساعي للأستاذ الثانوي (18 ساعة) والمتوسط (22 ساعة) دون التزامات أخرى و أي ساعة إضافية أو حصة دعم يتقاضى أجرها وأي حصة غياب يمكن تعويضها لتفادي الخصم من المرتب.
ومن جانب آخر نجد نصاب معلم المدرسة الابتدائية الأسبوعي (30ساعة) مع التزامات أخرى يتجاوز بها النصاب بكثير ، فهو ملزم بتحضير الدروس والمذكرات في البيت بمعدل (6-8 مذكرات يومية) مع تحضير الوسائل المختلفة كالبطاقات والقصاصات والرسومات ونماذج الخطوط والكتابة على كراسات التلاميذ الذين يتعدى عددهم الخمسين أحيانا إضافة إلى تصحيح الأعمال اليومية بالعلامات والملاحظات بدقة و تصنيف الأخطاء وجمع المعلومات الكافية لإعداد حصص المعالجة وتصحيح المسار كما يقوم المعلم بتقويم الاختبارات الشهرية والفصلية والواجبات المنزلية والتقويم المستمر طيلة الشهر والمعلم يقوم مقام المرشد النفسي والمساعد التربوي في مراقبة التلاميذ وحراستهم عند الدخول والخروج وفي الساحة ودورة المياه ويرافقهم إلى المطعم المدرسي ويصحح سلوكاتهم وعاداتهم الاجتماعية ويسهر على سلامتهم وأمنهم خلال مدة تواجده معهم.
والمعلم ملزم بتنشيط وحضور الندوات و الاجتماعات ومجالس المعلمين ، والتنشيط الثقافي والرياضي من خلال الأنشطة اللاصفية ويشرف على إحياء الحفلات و المناسبات والمسابقات للتلاميذ ويصطحبهم في الرحلات والخرجات التربوية أو الصحية ، كما يقدم لهم ساعات إضافية للدعم والتقوية في المواد الأساسية خارج أوقات العمل ، وكل ذلك دون مقابل !
إن أصعب المواقف التي يواجهها المعلم هي في تلك المناطق النائية في الجبال المعزولة أو الصحاري البعيدة حيث خطر الإرهاب من جهة والظروف القاسية من جهة أخرى نظرا لصعوبة مسالكها و عزلتها وعدم توفر النقل والكهرباء ، والهاتف والماء والطعام والمعلم يصطدم بنظام الدوامين و بتعدد المستويات في القسم الواحد وغياب الإدارة والوثائق ، وقد يضطر إلى قطع مئات الكيلومترات للاتصال بالمقاطعة أو البلدية أو المأمن.
فإذا كانت هذه الحياة اليومية لمعلم المدرسة الابتدائية فما هي الحقوق والامتيازات التي سخرتها الدولة من أجله للقيام بمهامه على أكمل وجه؟؟
- المعلم في الطور الابتدائي محروم من أوقات للراحة والترفيه وتحت ضغط ساعات العمل الكثيرة وطبيعة مهنته مع الأطفال ، فهو معرض للأمراض المزمنة و الخطيرة ! !
- المعلم محروم من أبسط الاحتياجات داخل المؤسسة كدورة المياه ومكان للوضوء وقاعة محترمة ومجهزة بوسائل الراحة كالمكيف والثلاجة وخزانة الأغراض (كما في الأطوار الأخرى).
- ليس للمعلم مكتبة للمطالعة والبحث أو حواسيب و أنترنت أو شاشات وأجهزة إسقاط لعرض الصور والمشاهد والدروس.
- المعلم ليس له القدرة على أن يكون أستاذا في كل المواد دون تكوين منظم ومستمر وهادف من الجانب التطبيقي بل يجب تدعيم المدارس بمختصين في الرياضة والموسيقى والتربية الفنية والإعلام الآلي.
- المعلم محروم من وجبة الغداء ، وحتى وإن وجدت فهي مما تبقى من طعام التلاميذ ! وباعتبار أن الوجبة المقدمة للتلميذ في التعليم الابتدائي مكملة فقط لوجبة البيت ولا تحتوي على قدر من السعرات الحرارية لتكون وجبة متكاملة ، فمن الضروري توفير وجبة محسنة للمعلمين لمدهم بالطاقة اللازمة لتأدية مهامهم بكل نشاط وحيوية وخاصة البعيدون عن مساكنهم.
- المعلم مهمش في إعداد المناهج والكتب المدرسية رغم أنه سيد الميدان والعارف بخباياه بالخبرة والممارسة.
- المربي صار يخجل عند تأطير الامتحانات الرسمية كحارس أومراقب أوحتى رئيس مركز وعند تأطير العمليات التكوينية من قيمة التعويضات المالية خاصتها ، لأنها لا تكفي حتى لتعويض مصاريف التنقل ليوم واحد فقط ! ! بل يعتبرها البعض استهتارا بقيمة المربي !
- ليس للمعلم مساعدين تربويين لتخفيف الأعباء وتحمل جزء من متاعبهم في المرافقة والمراقبة والحراسة والتوجيه.
************************************************** يتبـــــــــــع
***منقووول للامانة









 


آخر تعديل hamidanad 2015-10-02 في 02:16.
رد مع اقتباس