على غير العادة و عكس كل التوقعات,و تزامنا مع انعقاد القمم ''التاريخية" على وصف كبار قادة دول مجلس التعاون الخارجي,مع رئيس الولايات الأمريكية المتحدة الجمهوري المتطرف دونالد ترامب و اجتماع ممثلي و قادة أكثر من 50 دولة عربية و إسلامية في الرياض,خرج الأمير القطري تميم بن حمد آل ثانيخرجة استثنائية,حيث أطلق في أعقاب حفل تخريج دفعات من طلبة الكليات الحربية أطلق جملة من التصريحات المتناقضة مع بضعها البعض و التي أثارت حفيظة الجارة السعودية و جعلت الدبلوماسية العالمية في حيرة و أوقعت الكثير من الدول في ارتباك,خاصة و أن فحوى التصريحات التي نقلت عن الأمير تميم كانت حول شرعية الرئيس ترامب و التشديد على أنه يعاني من مشاكل قانونية في بلاده,إضافة إلى التصريح بخصوص إيران و الذي عكس كل التوقعات إذ أعلن تميم أن إيران قوة إسلامية لا ينبغي عدائها مهما كانت الخلافات,و ما كسر الجدار كان حول تقوية و توطيد العلاقات مع الكيان الغاصب و دعم حماس و نهجها في المقاومة المسلحة و هنا قلب الأمير تميم الطاولة على رأس الجميع و أصبحت تلك التصريحات بمثابة القصف العشوائي الذي استهدف عواصم الرياض و رام الله و الخليج ككل و أثار الإرباك و الدهشة في واشنطن و تل أبيب و طهران.وكان الرد الرسمي القطري أن التصريحات كانت مجرد اختراق الكتروني وعزز هذه الرواية طريقة نقل التصريحات التي مرت على "شريط الأخبار في القناة الرسمية",لكن الرياض لم تقتنع بالرواية الرسمية ورفضت 'لملمة الأمور على خير' و بادرت إلى حصار قطر إعلاميا.لكن ما يتناساه الجميع هو مواقف الأمير تميم من ذات القضايا المذكورة سالفا,والتي عبر عنها بشكل صريح في محافل دولية عدة وبل من خلال الفعل قبل القول...إذ وقفت قطر همزة وصل في مفاوضات سرية عدة حول فلسطين و مشاكل الإمارات العربية المتحدة مع الجارة إيران,إضافة إلى احتضان حركة حماس بكل ثقلها العسكري و السياسي,ناهيك عن العلاقات "الطبيعية" الغير معلنة إعلاميا مع الكيان.قد تكون شكوك الرياض في محلها و قد يؤكد الأمير تميم على النقاط التي استهدفت في "الخرق الالكتروني" لا يمكن الجزم, لكن الأمر المؤكد أن الزوبعة الرملية التي أثارها تميم قد تحجب رؤية الخطوط الحمراء العريضة التي تسطر و تسير السياسات الخارجية لدولة قطر...وتتلف معالم طريق الدبلوماسية الخليجية "الغير موحدة" من الأساس.