منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - التعلم ليس مهما
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-05-29, 22:21   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
halas196
عضو جديد
 
إحصائية العضو










vb_icon_m (6) التعلم ليس مهما

تطغى المعلومات في زماننا هذا، و الكل يلهث وراءها و يسعى لاقتنائها، يجمع منها ما استطاع جمعه. فماذا نفعل بهذا الكمّ الهائل مما نجمع كل يوم من كل مكان؟ نسمع الأحاديث و نقرأ الكتب ، نتابع مواقع التواصل و ما فيها ، الأخبار، الدراسة، قراءتك لهذا المقال، كل هذه المعلومات لا قيمة لها و لا فائدة، ما لم نستعملها و نعمل بها و نشاركها مع الغير، يُجمع العلماء على أن ما لا نستعمله يضمر و يزول، فلكي تحتفظ بما تتعلمه قيده كتابة بأسلوبك في مرحلة بعد التعلم مباشرة، ثم قم به فعلا في مرحلة أخرى، و أخيرا علمه لغيرك ...و بذلك تكون قد مررت على ما تعلمته أربع مرات . و لكل مرحلة من المراحل الأربع أصولها.
1ـ التعلم: ركز في تعلّمك على تعلّم أمر واحد فقط في كلّ مرة ، و لا تشتت أفكارك بين مجموعة من التعلّمات، فكلما كان الفكر مركزا على أمر واحد، كان أقوى من أن يتفتت على أمور عدة. تجرد من كل ما يحيط بك و انشئ قناة مغلقة تكون فيها أنت من جهة و ما تتعلمه من الجهة المقابلة، لا تسمح لهاتفـك أن يـرن و يقـطع تركـيزك، و لا تـسمح لأحـد أن يدخـل عليك و يشاركك أموره، لا تسمح للحرارة أو البرد أن يخرجاك من تعلّمك، لا تسمح لأحاسيسك أن تأخذ شيئا منك و أنت تتعلّم، لا تغضب لا تفرح لا تحزن لا تحب لا تكره... فقط شيء واحد الآن تعلّم. انسى و أنت تتعلم كل ما تعرفه عن الموضوع الذي تتعـلمه، افرغ الكأس فلا يمكن ملء كأس مملوء، و استحضر العاطفة اللازمة لتعلمك، أحب ما تتعلمه، و إن كان ثقيلا لا يمكن أن تقع في حبه، استحضر ما الذي سيقدمه لك، ما يزيدك... و تفاعل مع الموضوع بطرح كل الأسئلة التي في رأسك حول الموضوع، و كلما مشيت في تعلمك تجيب عن تلك الأسئلة شيئا فشيئا، فالسؤال هو المنطقة المظلمة في الدماغ، و الجواب هو الضوء الذي ينيرها. كلما جاوبت على سؤال أكتبه في كلمة أو رمز يفيدك في المرحلة القادمة.
2ـ القيد: (الكتابة) بعـد إنهائك للتعـلّم الذي كنت فيه مباشـرة، أعطي لنفسك فرصة لكتابة ما تعلمته من ذاكرتك و بأسلوبك، و بالاعتماد على رؤوس الأقلام التي كتبتها و أنت تتعلّم. ليس مهما أين تكتب، أكتب على دفتر خاص،ورقة كانت تحت يدك، هاتف أو حاسوب، على جدار... المهم اكتب ماذا فهمت و بأسلوبك، اجعل ما تعلمته إنتاجا لك أنت تنتجه. و إن احتفظت بما كتبت ـ و هذا هو الأحسن بمفهوم القيد ـ يمكنك الرجوع له حين تريد... عندما تقرأ هذا المقال أعد كتابته بأسلوبك.
3 ـ قم بما تعلمت: تعلمت القراءة، اقرأ مرتين، تعلمت الحساب أحسب مرتين ، تعلمت الكتابة أكتب مرتين، تعلم مرة و قم بما تعلمت مرتين، فكل ما تقوم به يبقى عندك، و كلما قمت به حُفِر في فكرك و ثبت، هذا ما أثبتته التجربة و ما يقره كلّ علماء التربية، يحثون على أن يكون التعليم ممارساتي، و أن يمارس المتعلم ما تعلّمه و يطبقه، و تكرار الفعل تثبيت للتعلّم.
4ـ علّم ما تعلّمته: شارك ما تعلّمته مع غيرك، ليس من الضروري أن يكون من تشاركهم عدد كبير، قم بتعليمه لصديق، أو مجموعة من الرفقاء، اشرح الفكرة و ناقشها، كأنها صادرة من أعماق أفكارك، و لا يتم لك ذلك إلا بتبني ما تعـلمت، من الضروري أن تعـلم أنّه إذا صعـب عـليك التمكن من فكـرة ما، قم بتعليمها و شرحها لغيرك، المشاركة تضيف لفكرتك تحسينات أخرى، و تثبتها بداخلك أكثر.
الآن كم مرة مررت على ما تعلمته؟... الفكرة تتطور و تتحسن و تتجلى كلما مررت عليها... إذن التعلّم ليسا مهما، الأهم منه ما يجب فعله بعد هذا التعلم.
ص.نظور









 


رد مع اقتباس