وأنا بصفتي أب ويهمني مصلحة ابني، فالاستاذ أب في المقام الأول، وأستاذ في المقام الثاني، بل في غالب من الأمر تسبق عاطفة الأبوة عقد العمل، ويحس بذلك، اللهم إلا في حالات قليلة.
ماذا أقول أخي؟ سأتكلم من منظور علمي وليس عاطفي أو تاريخي، فالانجليزية مصدرها العدو البريطاني والعدو الأمريكي والفرنسية مصدرها العدو الفرنسي، وهم كلهم ملة واحدة، لكن سأعقب من باب المنفعة وأخد العلم.
إن كنت أريد لأبنائي تحصيلا علميا حديثا وقويا ومتعدد المنابع، فلا أجد أفضل من الانجليزية كخيار، فمن جانب الإنتاج الفكري والعلمي والإعلامي، فهي تمثل أكثر من نصف المعمورة، ولا يقتصر مصدرها على أمريكا في المقام الأول، بل حتى الهند، العملاق الجديد صارت تنتج وتصنع وتبني بالانجليزية. لا أنسى كندا واستراليا، لا أنسى اليابان وكوريا، ولا يغفل بالي عن عمالقة اسكندنافيا. إن كان مصدر المعلومة متعدد كهذا، فجرم مني أن أبتغي الفرنسية
لكن لسان حال البعض يقول: لكنني لا أعرف سوى الفرنسية، ولأنني ليس لدي القدرات والمهارات والوقت لاكتساب لغة جديدة، كما أن منصبي في الادارة والاقتصاد والاعلام والتقنية يصير مهددا... لا ، لا أوافق.
هذا سوء فهم مطلق.
من قال أننا نرغب في إدخال الانجليزية غدا أو بعد غد؟ هذا يعتبر ارتجالية وعمل فوضوي فاشل لا محالة.
ينبغي التدرج في ذلك، والبداية تكون بتدريس السنة الثالثة العام القادم مثلا (مجرد حلم) الانجليزية، ليبقى القسم الأعلى (الذين تعلموا الفرنسية) على خطهم السابق، وتتواصل المسيرة عاما بعد عام، في كل عام يقل عدد أساتذة الفرنسية والذين يخرجون للتقاعد ، ويعوضون بأساتذة لغة انجليزية.
بعد 10 سنوات، تصير عندنا أول كوكبة تعلمت الانجليزية في المقام الأول حاضرة لاجتياز الباكالوريا، وعندها نهيئ الأرضية في الجامعة بنفس الطريقة.
وما مصير الفرنسية؟ تكون كالايطالية والألمانية في الثانوي لشعب اللغات، فهي لغة تمثل أقلية في أوروبا وينبغي التواصل معهم.
قلت سابقا هذا الكلام، فقال لي أحدهم: ما ذنب الطلبة الذين يدرسون الفرنسية الآن، أين يذهبون؟ فقلت له، وما ذنب أجيال درست الانجليزية في الجامعة، أين ذهبوا؟
أعرف بعضهم درس معي مازالوا لحد الآن بدون عمل، فقط جماعة الانجليزية مغضوب عليهم في هذا البلد، وكأنهم درجة ثانية.
العدل يستوجب استدراك ذلك
المنطق يستوجب ادراج الانجليزية
الأجيال القادمة تسعى لذلك
فمتى تكون إشارة البداية؟ إن شاء الله عن قريب.
وأقول في الأخير، هذه الأفكار مجرد نزوات، لأن الحكام عندنا مسيرون وليسوا مخيرين، ولن يتركوا لغة ماما فافا تبرح هذا البلد، اللهم إلا إن حدث عارض ألزمهم بذلك مستقبلا، وهذا ما نتمناه لأبنائنا.