صدق الله عزوجل في محكم كتابه الكريم عندما قال (وألّو إستقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا ) . صحيح أن الإنسان مطالب بالسعي والإجتهاد في هذه الحياة لكي ينعم بطيب ملذّاتها ، إلا أنه مطالب أيضا أن يسلك الطريق الصحيح والواضح ، طريق الحلال ، وإلا فلو نظرنا إلى هذه الدنيا بما فيها فسوف نراها لا تخرج مطلقا عن إرادة الخالق ، وأن كل شيئ هو من عند الله ، فهو اللذي يعطي ويهب ويرزق ، فعطاؤه للمؤمن هدية ، وهبته للمؤمن منحة ، ورزقه للمؤمن كرم منه ، أما الكافر فعندما يعطيه الله فذلك ليس نعمة له ولكن فتنة ومن بعدها عذاب أليم ، وربما من أجمل وأحصن الأشياء اللتي تجنبنا البعد عن الله والغفلة والتيه عن الحق ، هو أن يكون الإنسان قنوعا بما كتبه الله له ، فيرضى به ويشكر ربّه فيزيده من فضله ، فالقناعة كما قال الحكماء كنز لا يفنى ، لأنها تجعل الإنسان راضيا وسعيدا بما هو موجود عنده ، فلا يذهب حيث خطوات الشيطان ومسالك الغيّ والهوى ،فطوبى لهذا الصنف من البشر ، يعيشون الدنيا ولكن ليس على حساب الآخرة .
تقبلي مني أختي الكريمة وافر المودّة والإحترام ، ودمتم بود وسعادة .