منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - أشراط الساعة
الموضوع: أشراط الساعة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-03-23, 14:10   رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


قال النووي – رحمه الله - :

وأما قوله صلى الله عليه وسلم ( أعور العين اليمنى كأنها عنبة طافية )

فروي بالهمز ، وبغير همز ، فمن همز :

معناه :

ذهب ضوؤها ، ومن لم يهمز : معناه : ناتئة ، بارزة ، ثم إنه جاء هنا ( أعور العين اليمنى )

وجاء فى رواية أخرى ( أعور العين اليسرى )

وقد ذكرهما جميعاً مسلم فى آخر الكتاب ، وكلاهما صحيح ، قال القاضي عياض رحمه الله : روينا هذا الحرف عن أكثر شيوخنا بغير همز ، وهو الذى صححه أكثرهم ، قال : وهو الذى ذهب إليه الأخفش ، ومعناه ناتئة كنتوء حبة العنب من بين صواحبها ، قال : وضبطه بعض شيوخنا بالهمز ، وأنكره بعضهم ، ولا وجه لإنكاره

وقد وصف فى الحديث بأنه ( ممسوح العين ) وأنها ( ليست جحراء ، ولا ناتئة ) بل مطموسة ، وهذه صفة حبة العنب إذا سال ماؤها ، وهذا يصحح رواية الهمز ، وأما ما جاء فى الأحاديث الأُخر ( جاحظ العين ) و ( كأنها كوكب )

وفي رواية ( لها حدقة جاحظة كأنها نخاعة فى حائط ) فتصحح رواية ترك الهمزة ، ولكن يُجمع بين الأحاديث ، وتصحح الروايات جميعاً ، بأن تكون المطموسة والممسوحة والتي ليست بجحراء ولا ناتئة : هي العوراء الطافئة بالهمز ، وهي العين اليمنى ، كما جاء هنا ، وتكون الجاحظة ، والتي كأنها كوكب ، وكأنها نخاعة : هي الطافية بغير همز ، وهي العين اليسرى ، كما جاء فى الرواية الأخرى ، وهذا جمع بين الأحاديث والروايات في الطافية بالهمز ، وبتركه ، وأعور العين اليمنى ، واليسرى ؛ لأن كل واحدة منهما عوراء ؛ فإن الأعور من كل شيء : المعيب ، لا سيما ما يختص بالعين ، وكلا عيني الدجال معيبة ، عوراء ، إحداهما بذهابها ، والأخرى بعيبها .

هذا آخر كلام القاضي ، وهو فى نهاية من الحسن

والله أعلم .

" شرح مسلم " ( 2 / 235 ) .

وبما ذكرناه هنا ، وأحلنا عليه في أجوبة سابقة ، يتبين أن صاحب الصورة المذكورة في السؤال – إن كانت حقيقية - : ليس هو الدجَّال ، ولم نتعرض لما يكذب ذلك مما أعطاه الله تعالى للدجال من فتن ، يفتن بها الناس ، ومن ذلك : نهران يجريان ، استجابة الجماد والحيوان له ، وغير ذلك مما لم نقرأ أن ذلك الشاب قد ادعى شيئاً منه .

وقد جاء في المقال ذِكر صفات وأحوال لذلك الشاب لا يُعرف في الشرع أنها صفات وأحوال للمسيح الدجال ، كعدم احتراق يده إذا وضعها في النار ! وكأكله الزجاج والحصى ! وكشربه من ماء البحر ! وكون حارسه الشخصي قط أسود ! فها هم – كما قلنا – يثبتون للدجال صفات ليست من الشرع ، وما نصَّ الشرع على أنها صفات له لم نجدها فيه .

وبكل حال :

فإننا نحذر المسلمين عموماً من الاغترار بكل ما يُنشر في وسائل الإعلام مما يتعلق بدينهم ، واعتقادهم ، دون الرجوع إلى أهل العلم في ذلك ليحكموا عليه بما يعلمونه من الأدلة الشرعية التي تعصمهم من الفتن ، ونحذرهم من الاغترار بتصديق ما يُنشر في الإنترنت من صور لأناسٍ يُزعم أنهم مُسخوا ، أو صورة فرعون ، أو صورة جني على هيئته الحقيقية ! أو أصوات أناس يزعم أنهم يعذبون في قبورهم ، وغير ذلك كثير ، مما اغتر به كثير من العامَّة ، وأعانهم عليه – للأسف – بعض الخاصَّة .

وليعلم المسلمون أنه لا يستبعد وجود جهات خبيثة تريد إشغال المسلمين بمثل هذه الترهات ، وتريد العبث بعقولهم ؛ لتجعل منهم مادة دسمة في السخرية في مواقعهم ومنتدياتهم ، ونوصي الجميع بطلب العلم ، والحرص على البرهان الثابت في الأخبار ، وعدم التسليم لكل ما يقال وينشر ، وليرجعوا في أمورهم وشئون دينهم إلى أهل العلم الثقات ، ليرفعوا عنهم الجهل ، ويبينوا لهم حقيقة الأمر .

ونسأل الله تعالى أن يرينا الحق حقّاً ويرزقنا اتباعه ، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه .

والله أعلم








 


رد مع اقتباس