منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الرقية
الموضوع: الرقية
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-10-08, 15:31   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



يشك أنه مسحور ولا يريد طلب الرقية حتى يدخل في حديث السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب

السؤال:

جارة لنا تحسدنا بالرغم من احترامنا لها ، وعدم إساءتنا إليها ، وقد قامت بعمل سحر لنا ، وذلك باستعمال ملابس خاصة بي بها أثر من عرقي

والعجيب أني كنت قد رأيتها في منامي مرتين وهي تسكب علي سائلا لا علم لي به ، وكنت أستيقظ فزعًا وخائفًا ، نحن عائلة محافظة نحب الدين

ونقوم بما نستطيع من أعمال البر ، لكننا نعاني من بعض الضيق وعدم التفاهم ، وكثرة المشاكل ، منذ فترة أحسست أن شيئا ما بداخلي تغير لم أعد كما كنت فرحًا نشيطا ومجتهدا

أصبحت أنفعل بسرعة ، أنام النهار وأسهر الليل ، تركت عملين بدون سبب ، لم أعد أتحكم في نفسي أحس كأن أحدًا يرغمني على فعل الأشياء ، تعبت عمري 27 عاما

وبدأت أحس بالملل، لم أعرض نفسي على راق رجاء الدخول في زمرة السبعين ألفا الذين لا يسترقون ، حاولت قراءة سورة البقرة كل يوم لمدة أربعين يومًا لم أستطع

حاولت مرارًا وفي كل مرة كنت أحاول فيها أرى في منامي أحلاما مفزعة ، أدعو الله في صلاتي كي يبطل هذا السحر أحس أن جميع أهل بيتي مسحورون ، لا أعلم ماذا أفعل ، أفتوني .


الجواب :

الحمد لله

تأثير السحر أو المس على الإنسان أمر موجود ولا يُنكر ، ولكن لا ينبغي للمسلم أن يعلق كل ما يلقاه من مشاكل في حياته على السحر أو المس فيعيش في مجموعة من الأوهام والخيالات التي تزداد وتستحكم يوما بعد يوم .

فعليه أن ينظر في أمره أولا : فطاعة الله ورسوله هي رأس الأمر كله ، وهي سبب كل خير ، ومعصية الله هي سبب كل شر ، فليحرص المسلم على طاعة الله وليجتنب معصيته

فإن الحياة الطيبة إنما تكون للمؤمنين الذين يعملون الصاحات : ( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) النحل/97.

وحياة البؤس والشقاء تكون لمن أعرض عن ذكر الله تعالى : ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً) طه/124.
وكلما كانت المعصية والإعراض أشد كان الضنك والضيق أشد .

ثم يأتي بعد ذلك الأخذ بالأسباب بالبحث عن عمل وعدم التكاسل ، والصبر على بعض ما يجده الإنسان من مشقة في العمل أو غير ذلك حتى يوفقه الله تعالى ويرزقه من حيث لا يحتسب .

وكذلك ما ذكرته من كثرة المشاكل بين أفراد الأسرة ، فليرجع كل واحد إلى نفسه ويتحلى بالأخلاق الفاضلة ، وبمزيد من الصبر والتحمل ومقابلة السيئة بالتي هي أحسن

وبالبحث عن أسباب هذه المشاكل ، التي في الغالب تكون أسبابا لا تستحق مناقشتها ، ولكن إن وجدت أسباب حقيقية فلابد من مناقشتها في جو من الهدوء والمحبة حتى يتم التغلب عليها

ولا يمتنع مع كل هذا أن تذهب إلى أحد الرقاة الثقات ليساعدك على التغلب على هذا السحر – إن كان موجودا – وهذا الذي ننصحك به .

مع العزم الأكيد منك على قراءة سورة البقرة ، مهما كان ذلك الأمر شاقا عليك ، فذلك جزء هام جدا من العلاج والحل لا ينبغي أن تتهاون أو تقصر فيه ثم تشتكي من السحر والضيق والمشاكل ... إلخ .

وأما حديث السبعين ألفا ، فهؤلاء السبعون ليسوا هم أفضل البشر

ولا هم أعلى أهل الجنة درجة ، فقد يحاسب الإنسان ويدخل الجنة ويكون في درجة أعلى من درجة بعض هؤلاء السبعين

كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله .

وهؤلاء السبعون لم يستحقوا تلك الكرامة ، وهي دخول الجنة بلا حساب ولا عذاب من أجل ترك طلب الرقية فقط ، بل استحقوا ذلك لكمال توحيدهم وتوكلهم على الله تعالى

فكان التوحيد والتوكل الكامل هو منهج حياتهم في أمورهم كلهم .

ومع ذلك ؛ فطلب الرقية ليس محرما ولا مكروها ، بل ذكر بعض أهل العلم في معنى الحديث : أن الرقية التي لا يطلبونها ، أو لا يفعلونها هنا : هي الرقى الجاهلية

وعزائم السحرة ونحوها ، وأما الرقى الشرعية بالقرآن ، أو بذكر الله ؛ فليست منهيا عنها ، ولو كانت بطلب من المريض .

قال القسطلاني رحمه الله :

" (هم الذين لا يسترقون) ، بسكون الراء ، أي : لا يسترقون مطلقًا ، أو : لا يسترقون برقى الجاهلية "

انتهى من من "إرشاد الساري" (9/271) .

وينظر : "فتح الباري" لابن حجر (11/410) .

وبناء على هذا القول : فإن استرقاء المريض ، يعني : طلبه للرقية الشرعية ، لا يخرجه عن حد السبعين ألفا .

فليس من الحكمة أن يترك الإنسان طلب الرقية من أجل أن يكون من السبعين ألفا ثم يقعد قلقا مضطربا حيران ضيق النفس والصدر ، كثير الشكوك

قليل التحمل ، فليس كل هذا من صفات السبعين ألفا ، بل الذي ينبغي في حالتك أن تذهب لأحد الرقاة ، وتجتهد في طاعة الله تعالى والبعد عن معصيته ، ولعلك ألا تحرم من فضيلة السبعين ألفا .

وإذا قدر أنك لم تكن منهم ؛ ففضل الله واسع ، ولعل الله أن يمن عليك بمنزلة في الجنة ، تعوضك ما فاتك من هذه الفضيلة الخاصة .

وفقك الله تعالى .

والله أعلم .









رد مع اقتباس