منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - 【⌘】هل نقابل العنف بالعنف؟【⌘】
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-10-16, 21:48   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
صَمْـتْــــ~
فريق إدارة المنتدى ✩ مسؤولة الإعلام والتنظيم
 
الصورة الرمزية صَمْـتْــــ~
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز المشرف المميز 2014 وسام التقدير لسنة 2013 وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام أفضل مشرف وسام القلم الذهبي لقسم القصة 
إحصائية العضو










16 【⌘】هل نقابل العنف بالعنف؟【⌘】

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
================================================
كنتُ جالسة بانتظار دوري لدفع فاتورة الهاتف، فإذا بشخصٍ يصرخ بكلّ قِواه في وجه عاملٍ
بتلك المصلحة، بل وزاد على صُراخِه شتمَه كما لو كان يتعمّد استفزازَ غضبِ الشابّ،
ليختتِم تهجّمه بضرِب جانب المكتب بطريقةٍ جعلتني أقول في قرارة نفسي:
حتما ذلك الشابّ لن يُقاوَم صبرَه أكثر، ليقوم بضربه أو على الأقلّ يرُدّ عليه بالألفاظِ نفسِها..
لكنّ الغريب في الأمر أنّ هذا الأخير لزِم مقعَدَه، بل ولزِمَ هدوءَه الذي لم يهتزّ لقاء ما تلقّاه

من الرّجُل الكهل وحينما أنهى ما كان يكتُب سلّم للمعني استمارتَه مبتسِما وقال:
تفضَّل، أنهيتُ ما عليّ وقمتُ بالتّبليغ عن مشكلتِك للمصْلحة المعنيّة.
نظرتُ لصاحب المشكلة فبدا لي كمن سُكِب على رأسِه دلو ماءٍ باردٍ !
لم يجِد ما يقول..حتّى أنّ طريقة تناوله للورقة أبدت توتُّره، فما كان إلاّ أنِ انصرَف

دون التفاته لأيٍّ من الجوانِب
فتقدّم مكانه صاحب الدّور، وقال: يا أخي كدتُ أنطق مكانك وأردّ له الصّاعَ صاعين..
كيف أمكنك أن تتحكّم في غضبِك؟
فقال الشابّ: أتعلم كم مرّةً يسارع فيها بعض الأشخاص لإلقاء اللّوم علينا –حتّى وحلّ أعطالهم ليس بأيدينا-؟
فهل عليّ أن أفقد أعصابي بعدد مرّات تهجّمهم علينا؟
ثمّ دعنا من هذا..هل نقابل العنف بالعنف؟

================================================


وعلى غرارِ ما قالَه أتساءل بدوري:
هل نقابلُ العنفَ بالعنف أم نأخذ بالأسهل الذي يحول ربّما دون حدوث توابع الغضَب؟


صدّقوني، تأثّرتُ لكلامه، وحضرني حينها مشهد الخلافات التي وإن اعتدنا رؤيتها بواقعنا المعيش
فنحن نراها بمختلف مواقع التّواصل، ومن بينها [منتدانا]
حيث عادةً ما يتمسّك كلّ طرف في النّزاع بموقفه –حتّى وهو مخطئ- شاهرا سلاح التّجريح

في الآخر بكلّ ما حضر فكره دون مبالاةٍ لحجم الإساءة التي قد يوقعُها على نفسيّته،
ودون النّظر لأخلاق المسلم التي يُعتبر [الرّفق] من أهمّ جواهرِها.
ثمّ أين نحن من قول رسولنا الكريم عليه أزكى الصّلاة والتّسليم:
[إنّ الرّفقَ لا يكون في شيء إلاّ زانَه ولا يُنزعُ من شيءٍ إلاّ شانَه]صحيح مسلِم.

فلنكُن من أهْلِ الطيِّبات، وممّن لا يُلينون جانبَهُم جُبْناً أو تملُّقاً..بل يقينا في أنّه تصرّفُ المسلِم الحقّ،
الذي يتّسمُ بالهدوءِ واللُّطفِ والتّواضُعِ في معاملةِ غيْرِه.
ولن يُنقِصَ ذلك من قدْرِنا في شيءٍ، بل قد يجعلُنا أقرب إلى اللهِ بأخلاقِنا.
======

تُشرّفُني آراؤكم..








 


آخر تعديل صَمْـتْــــ~ 2019-10-16 في 22:47.
رد مع اقتباس