طريقة القرءان وطريقة أهل المنطق و الكلام
" فالحاصل ـ إذن ـ: أنَّ منهج المُتكلِّمين الذي سَلَكوه في الوسائل والمقاصد لم يُوفَّقوا فيه، فلا الإسلامَ نَصَروا ولا الفلاسفةَ المُلحِدين كَسَروا، وذلك بسببِ عدولهم عن وسيلة القرآن ومَقصِده إلى المنطق والكلام اللَّذَيْن مَثلُهما كمَثلِ لحمِ جملٍ غَثٍّ على رأسِ جبلٍ وعرٍ، لا سهلٌ فيُرتقى ولا سمينٌ فيُنتقَلَ؛ بينما طريقةُ القرآنِ فطريَّةٌ مُيسَّرةٌ سهلةُ الفهم، لا يعتريها صعوبةٌ ولا غموضٌ، قريبةُ التناول، يُدرِكُها العاقلُ بلا عَناءٍ ولا نَصَبٍ، نافعةٌ ومُفيدةٌ لكُلِّ الناس على اختلافِ درجاتِ عقولهم ومستوى أفهامهم، تُوصِلُ إلى الغرض المطلوب وعينِ المقصود، وهو عبادةُ الله وَحْدَه لا شريكَ له، التي جَعَلها اللهُ تعالى الغايةَ مِنْ خَلْق الثَّقَلين؛ قال تعالى: ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ 56) [الذاريات]، وقال تعالى:وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ غڑ وَذَظ°لِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5 [البيِّنة]، وقال تعالى:يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21)[البقرة].
الشيخ فركوس حفظه الله
موقع الشيخ