للإجابة على هذا الإشكال لابد من رسم متعدد الأضلاع و وضع كل نقطة في مكانها.
1- الملبس هندمة أناقة (أو موضة) و ممارسة لطقس معين (ديني قومي ثقافي الخ...). لا أظن أنه يمكن الجمع بين الكل دون أن تختل نقطة على أخرى خاصة إذا دخل عنصر الكبر التباهي و حب الذات, فالحجاب الشرعي هو تحدي كبير للمرأة, ليس الحجاب فقط بل كل ما فرض عليها يتطلب مجاهدة النفس, (تماما كما يجب أن يجاهد الرجل نفسه) فالتحدي واضح شخص يحب أن يظهر في أبهى حلة أمام الجميع و لا يُسمح له بذلك.
2- كثرة الخبيث, فيصبح الشيء عادي هنا هناك في الأسواق المدارس في كل مكان الخ... الجميع يقمن به أين الخلل؟
3- رؤية أن المشكل في الذئب البشري فهو الذي يجب أن (يقتلع بصره) و يمحي شهوته من الوجود, فالجنس الأخر يظهر الجمال فقط, نيته لا علاقة لها بالفساد أو إثارة غرائز الأخر, تكييف مع الوضع.
4- العري مقصود, و هو إستهداف و عرض للبضاعة, ربما عندما تصبح السلعة ملكك يمكنك تحنيطها أو تقبلها كما هي, فالسلع المخبأة بإحكام مصيرها مجهول أحيانا
5- سامحوني على هذه النقطة, المرجع الذي يتم القياس عليه الأن في المجتمع هو أقصى أنواع الفساد (زنى, إباحيات الخ...) , فتاة ملبسها مخربش لا تقيسه على لباس العفة و إنما على من هي أفظع (أنا لم أقترف, أنا لست كذا و كذا), كما أنه أصبح بديهي أن الشباب ألفوا العري التام -الإفتراضي-, فأي قطعة لباس تعتبر ستر (حتى البيكيني).
يبقى شيء, خلي المجتمع "يتهرد" من يريد إستعمال عقله له ذلك, من يريد الدياثة له ذلك, يحاول البنادم التركيز على نفسه و أهله لا يحاول فرض أشياء و قناعات على أفراد لا يقبلون التغيير أو تصحيح الأخطاء, فإذا كان الشخص مقتنع بشيء لن يحس أنه فاته شيء إن رأى الأخرين يمتعون عنه -عن قصد- بل يفرح لأنه فُضِّل على كثير من الناس (أو ربما العكس)