بارك الله في صاحب الموضوع
الحمد لله الذي جعل في كلِّ زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضلَّ إلى الهدى ويصبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى، ويُبصرون بنور الله أهل العمى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم من ضالٍّ تائهٍ قد هدوه، فما أحسن أثرهم على الناس، وأقبح أثر الناس عليهم، ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين، وانتحالَ المبطلين وتأويل الجاهلين، الذين عقدوا ألوية البدعة وأطلقوا عقال الفتنة، فهم مختلفونَ في الكتاب، مخالفون للكتاب، مجمعونَ على مفارقة الكتاب، يقولون على الله وفي الله، وفي كتاب الله بغير علم، يتكلَّمون بالمتشابه من الكلام ويَخدعون جُهّال الناس بما يشبهون عليهم، فنعوذ بالله من فتن المضلين.
ولله در القائل، ووالله كأنه ينظر بنور الله، فما أقرب تشابه الزمان وتشابه أهل كلِّ زمان، فما أشبه الليلة بالبارحة، أسأل الله الهداية للجميع، وأسأله -جل وعلا- القبول والسداد والتوفيق والثبات، إنه تعالى ولي ذلك والقادرُ عليه، وصلَّى الله وسلَّم.
كتبـه