منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مساوئ الأخلاق ومذمومها
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-04-29, 03:54   رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

حُكم الغِيبة

قال ابن كثير: (والغِيبةُ محرَّمةٌ بالإجماع

ولا يُستثنى من ذلك، إلا ما رجحت مصلحته

كما في الجرح والتعديل، والنصيحة)


[6657] ((تفسير القرآن العظيم)) (7/380).

واعتبر ابن حجر الهيتمي الغِيبة من الكبائر حيث قال:

(الذي دلت عليه الدلائل الكثيرة الصحيحة الظاهرة

أنَّها كبيرة، لكنها تختلف عظمًا

وضده بحسب اختلاف مفسدتها.

وقد جعلها من أوتي جوامع الكلم عديلة غصب المال

وقتل النفس، بقوله صلى اللّه عليه وسلم:

((كل المسلم على المسلم حرام، دمه، وماله، وعرضه))


[6658] رواه مسلم (2564).

والغصب والقتل كبيرتان إجماعًا، فكذا ثلم العرض)

[6659] ((الزواجر)) (2/555).

حُكم سماع الغِيبة

إن سماع الغِيبة والاستماع إليها لا يجوز

فقائل الغِيبة وسامعها في الإثم سواء.

ففي فتاوى اللجنة الدائمة إجابة عن سؤال

حكم سماع الغيبة: ((سماع الغيبة محرم

لأنه إقرار للمنكر، والغيبة كبيرة من كبائر الذنوب

يجب إنكارها على من يفعلها))


[6660] ((فتاوى اللجنة الدائمة)) (26/18).

و(قال مولى لعمرو بن عتبة بن أبي سفيان:

رآني عمرو بن عتبة وأنا مع رجل

وهو يقع في آخر، فقال: لي: ويلك - ولم يقلها لي

قبلها ولا بعدها - نزِّه سمعك عن استماع الخنا

كما تنزه لسانك عن القول به

فإن المستمع شريك القائل، وإنما نظر إلى شرِّ

ما في وعائه فأفرغه في وعائك، ولو رددت كلمة سفيه

في فيه لسعد بها رادها، كما شقي بها قائلها)


[6661] ((ذم الغيبة والنَّمِيمَة)) لابن أبي الدنيا (ص 163).

وكان ميمون بن سياه لا يغتاب

ولا يدع أحدًا يغتاب

ينهاه فإن انتهى، وإلا قام


[6662] ((ذم الغيبة والنَّمِيمَة)) لابن أبي الدنيا (ص 164).

آثار الغِيبة على الفرد والمجتمع

إن للغيبة أضرار كثيرة في الدنيا والآخرة

وهذه الأضرار لها آثارها السلبية على الفرد والمجتمع

فلا بد من التنبيه عليها، والاطلاع على تبعاتها

كي نتجنبها ولا نقع فيها، ونحذر ارتكابها.


أضرارها على الفرد:

1- الغِيبة تزيد في رصيد السيئات

وتنقص من رصيد الحسنات:

عن عائشة رضي الله عنها قالت:

قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: حسبك من صفية كذا وكذا

فقال صلى الله عليه وسلم:

((لقد قلتِ كلمةً لو مزجت بماء البحر لمزجته))

(وهذا يدل على ما يلحق المغتاب من الإثم بسبب افتياته

على خلق الله تعالى الذي حرم الغِيبة

وفي نفس الوقت افتات على حق الإنسان الذي اغتابه)


[6649] ((إبراء الذمة من حقوق العباد)) لنوح علي سليمان (604).

2- الغِيبة من أربى الربا:

قال الشوكاني: (معصية الربا من أشد المعاصي

لأن المعصية التي تعدل معصية الزنا التي هي في غاية

الفظاعة والشناعة بمقدار العدد المذكور بل أشد منها


لا شك أنها قد تجاوزت الحد في القبح

وأقبح منها استطالة الرجل في عرض أخيه المسلم

ولهذا جعلها الشارع أربى الربا، وبعد الرجل يتكلم

بالكلمة التي لا يجد لها لذة ولا تزيد في ماله

ولا جاهه فيكون إثمه عند الله أشد من إثم من زنى

ستًّا وثلاثين زنية، هذا ما لا يصنعه بنفسه عاقل)


[6650] ((نيل الأوطار)) (5/225).

3- صاحب الغِيبة مفلس يوم القيامة:

عن أبى هريرة رضي الله عنه

أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:


((أتدرون ما المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم

له ولا متاع. فقال: إنَّ المفلس من أمتي يأتي

يوم القيامة بصلاة، وصيام، وزكاة، ويأتي

قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا

وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته

وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته

قبل أن يقضى ما عليه، أُخذ من خطاياهم

فطرحت عليه، ثم طرح في النار))


[6651] رواه مسلم (2581).

4- الغِيبة تسبب هجر صاحبها:

قال ابن باز: (الواجب عليك وعلى غيرك من المسلمين

عدم مجالسة من يغتاب المسلمين مع نصيحته

والإنكار عليه، لقول النَّبي صلى الله عليه وسلم:

((من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده فإن لم يستطع

فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان))


[6652] رواه مسلم (49)

من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.


فإن لم يمتثل فاترك مجالسته

لأن ذلك من تمام الإنكار عليه)


[6653] ((مجموع فتاوى ومقالات متنوعة)) لابن باز (ص 402).

5- الغِيبة تجرح الصوم:

قال النَّبي صلى الله عليه وسلم: ((من لم يدع

قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة

في أن يدع طعامه وشرابه))


[6654] رواه البخاري (1903)

من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.


وقال صلى الله عليه وسلم: ((الصيام جنَّة

فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب

فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل: إني صائم))


[6655] رواه البخاري (1904)، ومسلم (1151).

6- يتتبع الله عورة المغتاب ويفضحه في جوف بيته:

فعن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه

لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم

فإنه من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته

ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته))


[6656] رواه أبو داود (4880)

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الغِيبة









رد مع اقتباس