"الوقت. خمس سنوات، ستّ سنوات، ربما عشر؟.. أليس من المرعب أن يفكر أحدنا باستمرار : "كم تبقى من الوقت الذي يمكن أن أقضيه بالقرب من والدي؟". لاشك أنه أمر مرعب، ويبعث في الجسد القشعريرة.. وبالرغم من ذلك، ها أنذي أفكر باستمرار، و لا أستطيع طرد هذا التفكير، وكان لابد -لكي أتعايش مع خوفي- أن أوطّن نفسي على فراقٍ سيجيء في أية لحظة ممكنة، دون سابق إنذار، وأمنح أبي كل ما أستطيعه من عاطفةِ حبٍ واهتمام، كي لا يكون ندمي فيما بعد.. ثقيلا، طالما أنه لا مفر من الوقت، والندم.”
و كأنني من كتبَه ، هذه الفقرة جعلتني أتوقفت عن المضغ عند الشروع في قراءتها، احدى المقولات التي اعمل بها تقول 'عرّض نفسك لأعظم المخاوف، بعدها لن يكون للخوف سلطان عليك'، في حالَةِ تطبيقي لهاته المقولة كنت لأكتب هكذا بالضبط ، لكن العبأ يزداد قوة حينما افكر لأحدهم في مكانِه ... لأخي الصغير ذا السنة من العمر،كم سيمضي من العمر مع والدي؟ كلما اتشجع للمواجهة سرعان ما أنهار تحت عبئ التفكير في مكان أخي و تمتلئ عيناي بالدموع قبل ان تكون لي الفرصة في كتابة شيئ أو فعل شيئ ... دموع احبسها لتجف قبل ان تنهمر لأفسح المجال لما تبقى منها ليجف هو الآخر دونما انهمار... ليتكرر الأمر في وقت لاحق و تحت حافز عشوائي.