قديما كنا نسأل لماذا نحيا و الآن نسأل لماذا نموت
الوجوه الجميلة تذبل، الأشياء الجميلة تنفذ
الكلمات الحلوة تذوي... الوعود العذبة تنتهي أيضا
و الحياة مهما كان جمالها تنتهي و تفنى
و الإنسان مهما طال عمره يموت، فلماذا نموت ؟؟
نخلق..نتكون..نولــد ...نعيش ... ثم نموت
نبدأ ثم ننتهي هكذا يبدأ كل شيء و هكذا ينتهي كل شيء
لكن لماذا نحيا و لماذا نموت
نولد فنعرف الحياة و نعرف الأشياء..نعرف الناس
نعرف كل شيء .. نعرف الحلو و المر..الأبيض و الأسود..و كل الألوان ..
نعرف الطويل و القصير.. اليابس و الين و الكواكب و نجومها
نعرف الأعشاب و الورود و الشمس و القمر نعرف الماء و الدخان
نولد أيضا لنعرف الأخلاء و الأعداء فنعرف منهم مشاعر الحب الجميلة و الكره نعرف الغيرة و الشك و الخوف ...
و الأمل و الاطمئنان
نولد لنعرف كل تفاصيل الحياة ، لكننا نخاف كل لحظة من المجهول ...
نخاف أن نموت
أي نخاف أن نغرق أو نحترق ..نسقط من الأعالي أو نغتال ... ببساطة نخاف أن نموت
ووسط هذا الخوف الطاغي نصرخ بصوت سمع النمل حياله ...
لماذا نموت ...
الذين نحبهم ماتوا أو يموتون ، و سيموتون أيضا
هذه هي الحقيقة فالموت يحدث كل يوم و في كل مكان فإذا لماذا نموت؟؟
لماذا الوجوه الجميلة يغطيها الكفن لماذا الأجساد الطيبة يأكلها التراب
لماذا تدفن و قد مسحت من على خد شيخ دمعة فراق لإبن أو حبيب
فلماذا نحيا و لماذا نموت
لماذا الفراق بعد اللقاء لماذا نحب لماذا نسأل لماذا تنمزج الأجساد و نحن نموت
لماذا يجف القلم قبل أن يجد جوابا للسؤال
ببساطة... لأنها سنة أبدية
ولأننا خلقنا لنموت فهكذا نحيا و هكذا نموت
و لكن الله حي لا يموت