قالوا وقلنا
قالوا: نحن ندعو إلى حرية المرأة.
قلنا: حريتها ليس فيما تدعون إليه، فهل تدرون ما هي حرية المرأة؟
حريتها في الحجاب الشرعي، حريتها في الستر والعفاف، حريتها في الطهر والوقار والسكينة، حريتها أن تكون أمة لله تملأ قلبها بلا إله إلا الله، وعينها بحياء الله.
قالوا: الغناء حلال.
قلنا: الغناء حرام بإجماع العلماء، كما قال الشوكاني ، والآجري ، وغيرهما، وبأدلة كثيرة من الكتاب والسنة، وبفتاوى العلماء الأجلاء.. وراجع لذلك (إغاثة اللهفان ) لـابن القيم .
قالوا: هل في الشعر كفر؟
وما أمثلة ذلك.
قلنا: نعم.. وإليكم الأمثلة وأنتم تحكمون.
1- أحد الشعراء دخل مع بعض الجيوش العربية فلسطين ، يوم دخلت بعض الجيوش بغير لا إله إلا الله، فكتب على أحد الأعلام:
وهكذا كفر بإجماع العلماء بل بإجماع العقلاء؛ لأنه استبدل الإسلام بالعروبة.
2- ويقول آخر:
3- ويقول ثالث يخاطب سلطاناً:
لا إله إلا الله!
4- ويقول رابع يخاطب سلطاناً أيضاً:
5- ويقول خامس لما زلزلت مصر في عهد أحد السلاطين الظلمة تنبيهاً له من الله، فقال هذا الشاعر قالباً الحقائق، وصارفاً لهذا السلطان عن التوبة:
قالوا: أنتم منعتم المرأة من مزاولة الأعمال والمهن.
قلنا: هذا كذب، فإن ديننا علمها العمل الكريم، والمهنة الشريفة، علّمها أن تكون مربية.
يقول البخاري في كتاب العلم: (باب) هل يجعل الإمام للمرأة يوماً من نفسه.
ويوم الإثنين كان يوماً معروفاً عند الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم المرأة، ويجلس مع النساء، ويربي النساء، ويفهِّم النساء، ويفتي للنساء.
وكان يعيش مع المرأة قضاياها: البيت، وكل دقيقة، وجليلة من حياتها، وعلمها الإسلام كيف تربي الأجيال.
ولكن لما ضيع الناس المرأة، أخرجت سفهاء، أخرجت أناساً يصل الواحد منهم الأربعين وهوايته جمع الطوابع والمراسلة وصيد الحمام!
قالوا: الإسلام دين التطرف.
قلنا: ((كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا)).
لقد أراهم الله ما هو التطرف، فرئيس رومانيا قام عليه شعبه فسحبوه كالدجاجة، حتى ذبحوه في الشارع، وآمنوا بالتعددية وكفروا بالشيوعية.
قالوا: الرسول صلى الله عليه وسلم أشد عظمة في عسكريته من نابليون .
قلنا:
يقول: القيادة العليا في يد جبريل ، وفي يد محمد صلى الله عليه وسلم.
قال بعض العلماء: بل القائد الأعلى، هو: محمد صلى الله عليه وسلم.
وجبريل ، عليه السلام، تحت قيادته.
وهو صاحب الأبيات الجميلة التي يقول فيها:
قالوا: ما أقوى ركن؟
قلنا: التوكل على الله.
قالوا: وأنبل زعيم؟
قلنا: عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه.
قالوا: وأنجح قائد؟
قلنا: خالد بن الوليد ، الذي خاض في الجاهلية، والإسلام مائة معركة، فما غلب في الجاهلية ولا في الإسلام.
خالد الذي بقي قبل الموت سنوات، بعدما فتح الله الفتوح على المسلمين، وبعدما قتل أعداء الله، وبعدما استسلمت ثلاثة أرباع الدنيا بنصر الله، ثم بسيف الله خالد .
أتت الغنائم، وأتى الذهب، وأتت الفضة، وأتت الحدائق والقصور والبساتين فتركها خالد ، وأتى إلى قرية في حمص ، فأخذ مصحفاً، لا يزال إلى اليوم في المسجد الأموي في دمشق ، كما يقول المؤرخون، فكان يفتحه من الصباح، ولا يطبقه إلا في صلاة الظهر.
وكان يبكي، ويقول: [شغلني الجهاد عن القرآن، شغلني الجهاد عن القرآن]، فلما أخرجوا جنازته أخذت أخته تبكي، وتقول:
وأتى الخبر عمر في المدينة ، فأخذ بردته يجرها، وجلس وحده يبكي، وأخذ يضرب رجله بعصا عنده، ويقول: ذهبوا وتركوني.
فأتى رجل فقال: يا أمير المؤمنين! امنع النساء من البكاء.
قال: دعهن، على مثل أبي سليمان فلتبك البواكي.
قالوا: الشباب لا يقرءون؟
قلنا: إذا كبروا سوف يندمون.
قالوا: ما هو أعز مكان وأحسن جليس يتولى؟
قلنا: كما قال المتنبي :
يقول: أعز مكان في الدنيا: ظهر الفرس، إذا قاتلت به في سبيل الله.
والعرب أحدهم كان يتمنى قبل الإسلام، إذا مات أن يموت على ظهر الفرس.
أتى أحد شجعان العرب في الجاهلية، وعظماء العرب، هو وأربد بن قيس يريدان اغتيال الرسول صلى الله عليه وسلم، فحماه الله منهم، فلما ولى عامر بن الطفيل قال صلى الله عليه وسلم: (اللهم اكفنيهم بما شئت).
فدخل عامر في بيت عجوز سلولية يريد أن يشرب ماء، فأصابه الله بغدّة كغدّة البعير، فأصبحت الغدّة كالثدي في نحره، فعرف أنه الموت، فأخذ سيفه وصعد على ظهر الفرس، وقال:
غدة كغدة البعير في بيت امرأة سلولية، والله لا أموت إلا على الفرس.
مت على الفرس، أو تحت الفرس، أو في بطن الفرس، فأنت عدوٌ لله.
والشاهد أنهم يرون: أن أعز مكان سرج الفرس.
وخير جليس في الأنام هو: كتاب الله.
يقول ابن كثير عن المتقي الخليفة العباسي أنه لما تولى الخلافة، كان إذا صلى العشاء أغلق أبوابه وقال: أريد أن أخلو بنفسي هذه الليلة مع كتاب الله، فربما تكون آخر ليلة. فيقرأ إلى صلاة الفجر.
فيأتونه الليلة الثانية فيقول: ربما تكون آخر ليلة، حتى لقي الله.
قال له الناس في الصباح: نريد أن نسامرك.
قال: كفى بالله جليساً، وكفى بكتاب الله أنيساً.
قالوا: صف لنا الزهرة؟
قلت: يقول أبو نواس :
قالوا: متى نقرأ الصحف والمجلات؟
قلنا: إذا قرأتم حزبكم اليومي من القرآن.
قالوا: حدثنا عن الأعمش رحمه الله؟
قلنا: امتاز الأعمش بخفة الروح، وفيه دليل على: أن الإسلام دين لطيف، وأن فيه متسعاً للناس.
قيل لـسفيان الثوري : المزاح هجنة.
قال: بل سنة.
كان الأعمش مزاحاً، فكان إذا أتاه الثقلاء، قال: ((رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ)).
وكان متواضعاً، ومن تواضعه عدم الاعتناء بالمظهر، والاعتناء بالمظهر: طيب، لكن هو متواضع يظهر البذاذة، فكان يلبس الفرو مقلوباً.
فيقول له أحد تلاميذه: لو قلبت فروك كان أحسن.
قال: أشر على الخروف بذلك، أي: أن الفرو على الخروف مقلوب أصلاً.
قال له أحد الحاكه: هل تجوز إمامة الحاكة؟
قال: نعم بلا وضوء.
قالوا: من هم المتطرفون؟
قلنا: هم مروجو المخدرات، وتاركو الصلوات، وعاقو الآباء والأمهات.
قالوا: إلى أين وصلت الدعوة الإسلامية؟
قلنا: إلى موسكو ، فقد خرج هذه السنة من موسكو ما يقارب ألفي حاج.
قالوا: لماذا لا تحضر النساء الدروس والمحاضرات النافعة؟
قلنا: لأن أزواجهن لا يحضرون.
قالوا: ما هي أحسن هدية للصديق المسلم؟
قلنا: الشريط الإسلامي، والكتاب النافع.
قالوا: زارك أحباب لك.
قلنا:
قالوا: على الدعوة الإسلامية ملاحظات.
قلنا: إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث.
وقال آخر: