منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - أسد السنة ..أمام الجرح والتعديل ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-05-06, 10:14   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
لزهر الصادق
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

الوقفة الخامسة : ساد اللقاء في أيامه الأولى بعض الشد والجذب , لكنه سرعان ما تلاشى , وانتقل المتحاورون من الخوض في المختلف فيه بينهم إلى تأكيد وتوسيع المساحة الشاسعة المتفق عليها , وهي التي خرجوا من خلالها بالتوصيات والمقررات , كما:
- جاء في البيان الختامي : " وتناول المجتمعون في تسع جلسات عمل وجلسة خاتمة حفلت بالمناقاشات العلمية الهادفة والمصارحة والوضوح في مناقشة محاور اللقاء الأساسية ...
وبعد مناقشات ومحاورات سادتها روح الأخوّة والصراحة ، والرغبة الصادقة في تأصيل مناهج العمل في المملكة فيما طرح من موضوعات على الأسس الشرعية والثوابت الإسلامية الراسخة ، خلص الملتقون إلى التوصية بما يلي ...".
- وهو –أيضا- ما قاله عبد الوهاب الطريري : " إنني أشعر بنشوة لما انتهى إليه هذا اللقاء الذي تم بغاية الوضوح والشفافية، وكان من علامات نجاحه الروح الإيجابية التي سادت اللقاء، وانتقال المتحاورين من الخوض في المختلف فيه بينهم إلى تأكيد وتوسيع المساحة الشاسعة المتفق عليها".
- وكذلك يشهد له قول الرافضي حسن الصفار –فيما نقله عنه (جروان)- : " كان القلق يساور الكثيرين حول حظوظ اللقاء في النجاح ، فالاتجاهات المشاركة فيه تفصل بين أغلبها مسافات من التباعد والقطيعة ، وحواجز من الانطباعات السلبية المتبادلة ، وركام من الظنون السيئة ، والاتهامات القاسية ، كالكفر والشرك والابتداع والضلال والانحراف ..
لكن هذا القلق تبدد منذ الجلسة الأولى بحمد الله ، وظهر أن معظم المشاركين ، كانوا على مستوى من النضج والوعي بالتحديات الخطيرة المحدقة بالدين والوطن ، وكانوا يتحلون باللياقة الكافية ، لإدارة الحوار الصعب في مستهله وبدايته .
كانت هناك نبرات حادّة من قبل البعض ، فيما يرتبط بالخلاف المذهبي بين السنة والشيعة وفيما يتعلق ببعض المواقف السياسية بين أجنحة التيار السلفي ، لكنه أمكن استيعابها ، والتعامل معها كدرجة عالية من الصراحة والمكاشفة .
لقد تبلورت الآراء في أوساط الملتقين ، وتمخض الحوار عن ضرورة الاعتراف والاقرار بالتعدد المذهبي والفكري ، وأنه سنة كونية ، وحقيقة تاريخية ، لا يمكن إلغاؤه وتجاوزه ، وأنه لا بديل عن التعايش بين أتباع هذه المذاهب والتوجهات ، وحفظ السِّلم الاجتماعي ، والوحدة الوطنية ، والتساوي في حقوق المواطنة .
وجرى التأكيد على اعتماد منهج الحوار في قضايا الاختلاف ، ضمن الآداب الإسلامية والعلمية ، التي تلزم بتحري الحقيقة والموضوعية ، والعدل في الحكم على الآراء والأشخاص .
وبهذه الروحية المنفتحة ، انطلق المتحاورون في بحث القضايا المقترحة ، للنقاش من هموم الوطن والمواطنين ، في عشر جلسات ، استغرقت حوالي خمس وعشرين ساعة" .
- وفي الموقع الرسمي للصفار-عنه- : "وقال سماحة الشيخ بسبب حالة القطيعة الطويلة كانت هناك بعض الأصوات المتشنجة في البداية، ولكن مع الحوار الهادئ والنقاش الموضوعي بدأ يسود الحوار حالة من الهدوء وتقبل كل طرف للآخر.
وأضاف سماحته إن الحضور اتفقوا على جملة من الأمور، ومنها:
1- التنوع المذهبي أمرٌ قائمٌ وموجود، ولا ينبغي أن يؤثر ذلك على حقوق المواطنة.
2- التعايش السلمي ضروري جداً، ولا يحق لأحدٍ أن يؤذي أحداً بسبب مذهبه.
3- التعاون مطلوب في الأمور المشتركة، وأما الأمور المختلف فيها فينبغي أن يُفتح باب الحوار لتجاوز حالة الخلاف، ولا يعني ذلك تنازل أي طرف عن رأيه وعقيدته بغير اقتناعه".
أقول :
فهذه نقولات عن ثلاثة أشخاص ، كانت لهم مشاركة مباشرة في الملتقى كلها دالة على أن الخلافات التي نشبت في أول اللقاءات لم تدم , وإنما تم في نهاية المطاف (تقبل كل طرف للآخر) !
ومما يؤكد هذا : اتفاق كافة المشاركين في اللقاء على التوصيات والنتائج الختامية -بعد المناقشات والمحاورات- , كما جاء في مقدمة البيان الختامي : "وبعد مناقشات ومحاورات سادتها روح الأخوة والصراحة ، والرغبة الصادقة في تأصيل مناهج العمل في المملكة فيما طرح من موضوعات على الأسس الشرعية والثوابت الإسلامية الراسخة ، خلص الملتقون إلى التوصية بما يلي :
- اعتبار خطاب صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ، ولي العهد ، نائب رئيس مجلس الوزراء ، ورئيس الحرس الوطني حفظه الله، وثيقة رئيسة للّقاء يسترشد أطراف الحوار بما أكّدته من مَعانٍ وأفكار وما تضمنته من مضامين مهمة منها :... ".