منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - فلنتصارح يا أبي (همسة فتاة فى اذن ابيها)
عرض مشاركة واحدة
قديم 2007-09-16, 13:34   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
علال محمد
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية علال محمد
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ومن الأمثلة أيضاً:

تهاونك في وضع الهاتف موضعه الصحيح.. حينما تتركه في كل زاوية من زوايا المنزل.. أو في كل غرفة منه.. وأنت تعلم أنه بوابة كبيرة يدخل معه الرجال الطامعون!!

يوم أن تتوالى رنات الهاتف.. ولا أحد حوله إلا أنا.. فأرفع السماعة.. فيسألني الرجل مخطئاً من يريد.. فأرد عليه.. فيعيد سؤالاً آخر مطلي ببراءة خبيثة ثم كلمة مدح وإطراء.. وأخرى فيها قصد ودهاء.. والعذارى يستهويهن الثناء.. فأغلق الهاتف في وجهه.. ثم تتوالى رناته أخرى فأعزم على أن لا أرفع السماعة.. ولكن.. من يدري ربما لا يكون هو؟!.. فأرفع السماعة.. فيسابقني إلى ترحيبة مخدّرة.. ولوم لطيف كما لو كان هناك علاقة بعيدة.. ويلومني الشيطان: أنت مخطئة!!.. هو كلام.. وكلام فقط.. والمكان خال.. وأنت بالفعل كما يقول في صوفه وإعجابه.. والنفس في شهوتها جائعة تفتقر للإشباع.. فأنزلق مع التيار.. وأنساق مع الكلام في رحلة غامضة آثمة.. نعم يا أبي. أعلم أن الخطأ نتقاسمه أنا وأنت.. وأن لي نصيب الأسد منه.. غير أن لك يا أبي حظاً وافراً من الخطأ حين تُشرع ذلك الباب دون حارس أو رقيب.. أو حتى معالجة وضعية ذلك الجهاز وترشيد مكانه..

ومن الأمثلة أيضاً:

اللامبالاة الظاهرة فيما يخص المظهر.. فكم كنا نلبس الضيق من الملابس وتراها وهي تصف أعضاءنا وصفاً أحسن مما هي عليه.. فلا نرى منك أمراً.. أونهياً.. أو تنبيهاً...

ومثله المفتوح... والقصير.. والبنطال.. والخفيف.. ولا أكتمك ما ترسخ في عقولنا منذ الصغر من أن بعض تلك الأعضاء ليست من العورة.. وأنها خارجة عن دائرة الحياء.. لأنها لم تتعود الستر منذ الصغر!! أو حينما ترى قصات الشعر غير العادية والإفراط فيها...ثم لا نراك تحرك ساكناً معها!!

وكم رجف فؤادي عندما طرق سمعي حديث النبي : { صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رؤوسن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا }.

وكذلك حينما نركب معك فتفوح رائحة العطر في السيارة.. وأنت تعلم أنها ليست منك فلا تلقي لذلك بالاً والنبي يقول: { أيما امرأة استعطرت فمرّت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية }.

أو حينما ترى منزلنا وقد شبع من كلمات العشق والحب والهيام حتى التخمة وهي ترتفع من كل جهاز فيه من أصوات المزامير المخدرة.. والطبول الفاتنة ثم لا نرى بعد ذلك توجيهاً أو إرشاداً وكأن الغناء حلال محض جاءت به الشريعة!!

ذلك ما أتذكره الآن.. وغيره كثير ربما تلاشى مع فوران الذاكرة غير المنضبط وأشكرك يا أبي إذ تحرص مجتهداً على بعض الأمور وإن كنت غير ملتفت إلى حكم الشرع فيها.. والاجتهاد هنا لا يسوغ أبداً اقتراف تلك الأمور المنهي عنها..

وأخيراً.. أبشرك يا أبي أن سأختط لي درباً هو إلى كل ما ذكرته لك بعيد.. وإلى الدرب الذي دعا إليه الله ورسوله قريب.


أبي..

وأختم كلامي بسؤال سيظل شاهراً رايته وهو:

هل تفكر جاداً في التغيير يا أبي لكل ما ذكرته لك؟

.. والجواب بين يديك..

والسلام عليك ورحمة الله وبركاته..