أخي الفاضل:
عن أيّ حبّ تتحدث؟ عن الحب الغريزي الذي تشترك فيه الحيوانا ت والبشر أم عن تلك العاطفة السامية التي يسعى الإنسان من خلالها إلى الوصول بمحبوبه ( ابنه ...... ) إلى تحقيق أسمى الغايات وأنبلها.
إن كان الحب الغريزي المشترك بين الإنسان والحيوان فدعني أروي لك هذه الحادثة وسترى أن بعض الأحيان يكون حب الحيوان لبعضه أقوى من حب الإنسان.
القصة هي: أن أتاناً ( وجحشها ) عاثا فسادا في زرع أحد الفلاحين ورغم محاولاته المتكرّرة لأبعادهما عن الزرع إلا أنه لم يفلح، فعزم على التخلص منهما، فساقهما ذات يوم إلى جسر أعلى النهر، فأمسك الجحش ورماه من علٍ إلى النهر، ولما حاول الإمساك بالآتان فلتت منه وهربت، وبعد مغادرة الفلاح المكان، عادت الأتان تبحث عن صغيرها، يروي أحدهم أنها كانت تذرف الدّمع من عينيها من شدّة تحرّقها وتوقها إليه، ولمّا يئست ألقت بنفسها من أعلى الجسر فغرقت كما غرق ابنها، كذلك قصة اللقلق الذي انتحر في مدينة الطارف حزنا على وليفته، وقد عرفتُ القصة من خلال شريط أنجز في مدينة الطارف حول طائر اللقلق وقد بثته التلفزة الجزائرية منذ بضعة سنين.
أخي الفاضل هذا حب غريزي زرعه الله في كل كبد رطبة.
أمّا ما تتحدّث عنه أنت فلن يُؤتي اُكُلَه إلا بالقدوة، يعني ما لم تكن قدوة لأبنائك، لن تفلح معهم، قد تحقق معهم بعض النتائج بسبب عدم إدراكهم، لكن عندما يدركون ويعرفون أنك تنهاهم عن سلوكات أنت تقوم بها وتحثهم على أخلاق أنت لا تتصف بها، فلن يطيعوك ولن ينصاعوا لك.
إذا القدوة ثم القدوة ثمّ القدوة إلى ما لا نهاية.........
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة .
اللهم زيّنا بالتقوى، واجمع لنا خير الآخرة والأولى، وسدّد خطانا ويسّر لنا السبل والمسالك، وأعنَا على تربية أبناء الجزائر و أبناء الأمة العربية والإسلامية قاطبة,
آميييييييين
والحمد لله ربّ العالمين
ملاحظة: اتفقنا على تصحيح الأخطاء، وعليه أتيح لك فرصة تعديل بعض الصيغ التي تؤثر على نسق الموضوع الذي أظن أنك اقتبسته بتصرّف
تحيتيييييييي