السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرًا
أخ أبو عبد الله لا أعلم إن كنتم تقصدون هذه الفتوى أو لا:
السائل : مجال التدريس ، فــ أغلب ، جل المدارس في الجزائر مختلطة ، وكثير من شباب المسلمين أو أغلب يعملون في مجال التدريس .
الشيخ الألباني رحمه الله : نحن لا نُجيز الاختلاط بأي وجه من الوجوه ، ولا يجوز حين ذلك التدريس .
السائل : وما العمل ؟!! هم إذا عملوا في مؤسسة حكومية فالأمر أشد وأمرّ ، اختلاط أكثر من المدارس ، وأيضاً علماً بأن كانت هناك ثمرة طيبة للأخوان من ناحية دعوة هؤلاء الشباب في المدارس ؟
الشيخ الألباني رحمه الله :أنت لما تسألني : ما العمل ؟! عملُ من ؟!!
السائل :عمل نحن ، ماذا نفعل ؟!!
الشيخ الألباني رحمه الله : يعني مثلاً ، كأنك تعني أن هناك بعض الشباب الملتزمين ؟
السائل : أي نعم .
الشيخ الألباني رحمه الله : وأنهم مبتلون بهذا التدريس ؟
السائل : أي نعم .
الشيخ الألباني رحمه الله : طيب ، هل في الاسلام شيء اسمه ( الغاية تبرر الوسيلة ) ؟
السائل :طبعاً ما في شي اسمه .
الشيخ الألباني رحمه الله : ما في شيء ، بس يمكن عند الذين يعملون في العمل السياسي في شيء من هذا .
- يضحك الشيخ والسائل -
الشيخ الألباني رحمه الله : أكيد ، فحينئذ نحن ما نقول أنه مادام لا يوجد من يُدرِس التدريس على وجه الشرع تماماً فنحن لازم نتسامح !!!
وهذه مصيبة لا تقف عند مسألة التدريس في المجتمع المختلط هذا ، أو ربما تسمعون كما نسمع أن هناك طالبات في كليات الطب ! يتعلمن الطب ! ومع العلم أن هذا التعلم أخطر من هذا التعلم الذي جاء السؤال فيه ، لأن فيه اختلاط أكثر ، وقد يصل الأمر أحياناً كما نشاهد في بعض المستشفيات أن تقف الفتاة بجنب الفتى !! وأن يلتقيَ الرأسان معاً في فحص مرسض ما أو جرثومة ما أو أو الخ ، حتى يكاد الناظر من قريب أو من بعيد أن يقول : لم يبقى إلا التماس !!
مع ذلك يوجد في بعض الدعاة الاسلاميين من يُجيز أن تتطلب الفتاة المسلمة مثل هذا العمل ، لأنه سيقول : من يعالج نساءنا ؟!!!
هذا سؤال وارد بطبيعة الحال ، فهو يقول : أحسن ما يتولى معالجة نساءنا الرجال إذاً فالنُعلِّم البنات الطبابة ونحو ذلك .
هنا نقول كما قلنا فيما ، بعض الشيء ، فيما يتعلق بالعمل السياسي : نحن لا ننكر بأنه يجب أن يكون هناك نساء متعلمات كل علم هنّ بحاجة إليه ، هذا لابد منه ، لأن هذا فرض كفاية ، لكن البحث هل هذا الأمر الواجب من التعلم للعلوم المفروضة كفائياً يُباح شرعاً بأي سبيل كان ؟!! أي سواء كان هذا السبيل موافقاً للشرع أو مخالفاً !!
مثلاً : من جملة المخالف للشريعة هو هذا الاختلاط .
قد يقول كثيرون - ونعلم هذا واقعياً - : نعم .
وهذا مما جاءت الإشارة إليه في الرسالة السابقة ، أنه يجب أن نغض النظر عن ارتكاب بعض المحرمات ، حتى يتحقق الغاية من الذي يبتغيه المجتمع الاسلامي ، المجتمع الاسلامي يُريد طبيبات ، ولا سبيل الآن إلى إيجاد طبيبات إلا بهذا الطريق الغير مشروع ، وهو الاختلاط مثلاً .
نحن نقول : لا يجوز هذا ، لكننا في الوقت الذي نقول هذا ، نحن نعرف واقع الأمة الإسلامية في كل زمن ، حتى في زمن الأطهر الأنور أن المسلمين والمسلمات ما كانوا جميعاً سواء في تقوى الله عز وجل ، هذا التفاوت موجود وبخاصة في الزمن الحالي ، لأن هؤلاء الناس حينما يقولون : يجب تعلّم هذا العلم ونحوه بأي سبيل كان !! ، ويسمعوننا أننا نعارضهم ، يقولون : إذاً سيبقى الأمر بيد الكفار ، حتى قال بعضهم فيما يتعلق بالصياغة وبيع الذهب الذي هو قائم على تعامل ربوي مكشوف ، قالوا : هذا لابد منه لأنه أيضاً سيبقى الأمر في يد النصارى كما هو يعني متوراث في كثير في البلاد الإسلامية .
نحن نقول : كما هو الواقع أن الكفار الذين لا يُحرِمون ولا يحللون هم الذين يقومون ببعض الأعمال التي هي محرمة عندنا ، هذا بطبيعة الحال مثاله الصياغة ، لكن ليس مثاله الطبابة المتعلقة بالنساء .
لكن أقول شيء آخر : النساء اليوم سيسمعن قولين متباينين .
يجوز للفتاة المسلمة أن تطلب علم الطب في هذه الجامعات المختلطة .
والقول الثاني : لا يجوز ، لما فيه من اختلاط ، وهذا حرام ، وفيه تعريض للشخص المختلِط للفساد .
كل من القلوين سيوجد له اتباع ولا شك ولا ريب ، حينئذ نعرف نحن بالتجربة والواقع الملموس أن القول الأول الذي نحن نقطع بمخالفته للشريعة سيتبناه طائفة من النساء ، ويتعلمن علم الطب ، كما تتعلمه الكافرات اللاتي لا يحرمنه ، فإذا حصل هذا وهو حاصل كما هو واقع ، حينئذ سيأتي دور الفتيات المسلمات الملتزمات ، فبديل أن يتعلمن تحت أيدي الشباب والرجال يصرنّ يتعلمن على أيدي هؤلاء النسوة المسلمات .
فإذاً المحذور الذي يتوهمونه هو وهم وليس حقيقة ، وبهذه الطريقة نحن نجمع بين الابتعاد عن المفسدة قي ذوات أنفسنا ، ويقوم غيرنا بذاك الواجب الذي لا يجب علينا أصالة لأنه فرض كفائي ، ولا يجوز بالتالي لنا أن نُدخِل أنفسنا في مواضع الفتنة أو التهمة .
هذا هو رأيي في هذه المسألة المتفرعة من المسألة الأولى .
السائل : يعني يُفهم من هذا أنه من الواجب الشباب المسلم اليوم أن يتركوا التدريس ؟
الشيخ الألباني رحمه الله : إيه نعم ، يتركوا التدريس مش مطلقاً ، التدريس المختلط .
السائل : يعني هو معلم ، أستاذ .
الشيخ الألباني رحمه الله : أنا عارف ، معلِم ، بس حتى لا يُسجّل ، نعم ، حتى لا يسجّل .
أحد الحضور مقاطعاً : ملاحظة هنا .
الشيخ الألباني رحمه الله : تفضل .
... ( كلام غير واضح )
أحد الحضور : في الجزائر ... ( كلام غير واضح ) حقيقة الصحوة الإسلامية في الجزائر كان قسط كبير ... ( كلام غير واضح ) هؤلاء الأخوة الذين يدرسون ... ( كلام غير واضح ) .
الشيخ الألباني رحمه الله : وأنا ما أنكر هذا .
أحد الحضور : أعرف أخوة لي يعني يدرسوا وااا يعني يفتح الله على أيديهم بأن يدخلَ الإسلام ، إلتزماً ، من الطلاب والطالبات ، وإذا ترك هؤلاء الأخوة التدريس الآن في هذا الوقت الحرج ، من يقوم بالتدريس مكانهم ؟
الشيخ الألباني رحمه الله : وهذا الذي أشرت إليه آنفاً ، يا أخي المسلم لا يجب أن يكون كبش الفداء إلا بالحق ، أنا قلت في بعض الجوابات حول مسألة الطبيبات ، أنا عندي بنت ، عندي أخت لا أجعلها كبش الفداء ! لأنه لابد من المجتمع الاسلامي أن يكون فيه طبيبات ، هذه حقيقة لابد منها صح ولا لأ ؟
لكن أنا لا أجعل أختي ولا ابنتي كبش الفداء !! أي لتحقيق ذلك الفرض الكفائي ! أنا لا أفادي بإبنتي أو بأختي المواضع التي قد تُفتتن في دينها في عرضها في في إلى آخره .
فمجال الأمر وأن يقوم به غير ابنتي وغير أختي وغير بنتك وغير أختك ، واسع واسع جداً ، فلماذا نحن نفسح المجال للصالحين والصالحات أن يُعرضوا أنفسهم من أجل مصلحة غيرهم مع وجود من يحقق هذه المصلحة ! كما شرحت آنفاً من أولئك الناس إما الذين لا يُبالون بالحلال والحرام أو الذين يأخذون فتاوى منحرفة كما أشرنا آنفاً أو منطلقون بناءً على هذه الفتاوى كما يقول بعض العوام : نحن نحطها برقبة الشيخ !! تسمعون هذا الكلام ؟!
نحطها برقبة الشيخ ، لكن نحن لا يجب أن نكون كهؤلاء العامة .
السائل : إذا أتقين الله في ؟
الشيخ الألباني رحمه الله : نعم ؟
السائل : إذا أتقين الله في هذا الأمر ؟
الشيخ الألباني رحمه الله : نعم ؟
السائل : المدرس يدرس المختلط ويحاول أن يعمل على تقوى الله .
الشيخ الألباني رحمه الله : لكن هو ، المشكلة يا أستاذ أنه هل هو ضامن نفسه لما يلج هذا المولج أن هو لا يُفتتن في دينه ؟!!
السائل : ... ( غير واضح ) قائمة .
الشيخ الألباني رحمه الله : إيه لكنها قائمة ، قائمة وأنت خارج التدريس غير قيامها وأنت في التدريس ، هذي المشكلة ، لو أن فرضنا ، أنا بقول للأخوان هذول إلي نجلس معهم والله أنا وبلغت الآن الرابع والسبعين من العمر أخشى على نفسي من فتنة النساء ! فما بال غيري أنا من الشباب ؟! القضية فيها مخاطرة .