نهج أهل السنة أن ينظر المرء إلى الكتاب والسنة ثم يستنتج الأحكام منهج أهل السنة مبني على الاتباع وترك الابتداع، فهذا ركن ركين عندهم، ولم يزغ زائغ على مر الدهر وهو يصرح بتنكبه للوحي، وإنما سبب ضلالهم هو استقلالهم في النظر وكونهم رجال والسلف والأئمة كذلك، فخرجوا لنا بأقوال خالفوا فيها سلف الأمة وجاءوا ببدعا لا تنتهي.
ولذا قضية النظر غير متهيئة لكل أحد في كل وقت، وما ينفك أحد من التقليد فالعمر أقصر من أن يستطيع فيه أحد أن يحقق كل شيء بنفسه.
لذا فالاعتصام بما عليه السلف هو النجاة وهو سبيل المؤمنين وما حاد عنه إلا ضل بقدر حيدته، حمانا الله جميعا .
قال الإمام ابن القيم الجوزية: وهذا إنما يعرفه من عرف ما عند الناس، وعرضه على ما جاء به الرسول. وأما من عكس الأمر بعرض ما جاء به الرسول على ما اعتقده وانتحله وقلد فيه من أحسن به الظن، فليس يجدى الكلام معه شيئاً. فدعه وما اختاره لنفسه، ووله ما تولىـ واحمد الذي عافاك مما ابتلاه به.