أولا: أشكر الزميل حسن بوشة الذي لا أعرفه وأتشرف بمعرفته، وقد أكون أعرفه ولا أركب الصورة على الإسم.
وأقول له لقد كنت مهنيا فيما قد يكون حدث من ملابسات في غياب عمودي اليومي نقطة نظام من على صفحات الفجر، وخاصة الجزء الأول من القراءة التي قدمتها في موضوعك عن القضية.
والحق يقال: إن تساؤلات القراء حول القضية هي وسام آخر على صدري وتاج فوق رأسي.. وأن عجزي عن الإجابة عنها يؤرقني ويؤلمني.. وأنا والجريدة المحترمة نمتنع عن إعطاء الإجابة الصحيحة لتساؤلات القراء في الوقت الحاضر لأننا لا نملك حتى الآن الدليل المادي عن الفاعل والمفعول به والمفعول معه.. والمفعول لأجله وعندما نحصل عليه.. وسنحصل عليه لن نتردد في كشف الحقيقة كل الحقيقة مهما كانت درجة مخاطرها! وفي انتظار ذلك نقول لكم أنا والمديرة المحترمة حدة البيت الشعري العربي: في النفس حاجة وفيكم فطانة... سكوتنا بيان عنها وخطاب!.
ثانيا: أما النكرة عبد الله الذي تخونه الشجاعة الأدبية دائما في الكشف عن هويته كاملة وتكشفه عقده نحوي بما يعلق به عن الأمور التي تخصني قأقول له: كان الأجدر بك أن تعطينا درسا في مهنية الخبازين والقهاوجية في الصحافة حتى لا نضرب رؤوسنا في الحيطان الصحاح! ونبقى مثلك نعلف من "مذود" لاناب عبر الأحرار بتوصية من حزب الفساد الحاكم في البلاد ونتحدث عن المهنية في الصحافة وعن الحرية ونعطي دروسا للناس بأسماء مستعارة!
أنا لا أطلب منك أن تناصرني ضد الجدار الذي ضربت فيه رأسي لأنك أقل وأجبن من أن تفعل ذلك! ومهنيتك تسمح لك فقط أن تلوم الناس على نطح جدران الفساد برؤوسهم.. ولكن أقول لك: إن رأسي الصغيرة ضربتها (B 26) في 1957 بقنبلة ولم تتأثر فكيف تتأثر اليوم بنطح جدار الخونة يا إبن الشهيد؟! أنت لم تستطع حتى نشر خبر عن أزمة الفجر هذه في صحيفتك التي هي لسان حال الجبهة الحاكمة التي حررت البلاد ذات زمان! لأن مستواك ومستوى أمثالك في صحيفة الإعتلاف ؟ لا يمكن أن تفهم بأن أزمة الفجر ليست أزمة صحفي أرعن وحر ضرب رأسه في جدار الفساد بل هي جزء لا يتجزأ من أزمة أمة أزمة حرية أزمة بلد.
أنا لا أحتاج إلى سيناريو كي أغادر صحيفة الفجر كما تتوهم.. لأنني غادرت الخبر إلى الفجر ليس بسيناريو.. فأنت من تسبب في مغادرتي الخبر نحو الفجر وأعتقد أنني لم أؤلف معك سيناريو الحديث المثلي الوسادي الذي نشرته أنت في الخبر الأسبوعي وهاجمتني بالأكاذيب كما هو شأنك دائما!
وعندما استخدمت حق الرد..تواطأت مع أمثالك من الدخلاء على الصحافة في أسبوعية الخبر وزبرتم ردي.. وكان ذلك سببا في مغادرتي الخبر التي كنت دائما أعتز بالأيام التي قضيتها فيها مثلما أعتز بوجودي الآن في الفجر الغراء.
ولكي أريحك أقول لك إن قضيتي الآن في الفجر تشبه القضية التي وقعت لي معك في صحيفة النصر عندما أمرك وزير الإعلام رويس بتوقيف عمودي اليومي هذا بسبب كتابة عمود الصحافة الكلبية والذي فهمه والي قسنطينة خطأ بأنه هو المقصود به (الوالي أخو الشاذلي آنذاك) وحدة حزام أشرف وأشجع منك أنت فلم تحولني إلى قسم الإعلانات كما فعلت أنت! وأرشيف جريدة النصر يشهد بذلك. وأزيدك لو كان الضغط الذي يمارس على حدة الآن قد مورس عشره عليك أنت سنة 1987 في قضية وقف العمود.. كنت تسير في الشارع و"الهرار" سيل على معاڤلك! فلا تتحدث عن شجاعة ومهنية أسيادك وأنت لا تصل كعب حذائهم ولمن لا يعرف.. عمودي نقطة نظام عمره أكثر من ربع قرن توقف بأمر من السلطة ست مرات.. مرة في النصر سنة 1987 على يد وزير الإعلام رويس وبأمر من الشاذلي حسب رواية رويس رحمه الله.. وتم التوقيف في نفس اليوم الذي منحت لي جائزة الدولة في الصحافة المكتوبة مناصفة مع الزميل عمر بلهوشات من المجاهد اليومي في كتابة العمود.. وكان رئيس اللجنة الوطنية المرحوم محمد يزيد أول وزير إعلام في الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية.
التوقيف الثاني كان سنة 1990 في عهد حكومة مولود حمروش وكان بتدخل من وزير التعليم العالي آنذاك مصطفى الشريف احتجاجا على كتابتي لعمود تحت عنوان وزير وجايح! في جريدة الشعب. والزميل عبد القادر بوطيبة يتذكر الحادثة وكمال عياش هو الآن في دار الحق. التوقيف الثالث تم من طرف المرحوم بلقايد وبأمر من خالد نزار عضو المجلس الأعلى للدولة آنذاك ووزير الدفاع سنة 1992(فيفري) بسبب عمود شلال الدم في جريدة المساء مع إنهاء مهامي كمدير للجريدة في نفس الوقت.
التوقيف الرابع كان سنة 1996 على ما أذكر في صحيفة الأصيل التي يمتلكها الجنرال بتشين.. وحسب ما يذكر الطاهر بن بعيبش الرواية فإن قرار التوقيف للعمود تم في قيادة الحزب الذي فيه بتشين عضو المكتب السياسي.. وكلف بتشين الزميل مصطفى هميسي رئيس التحرير بإبلاغي القرار!.
التوقيف الخامس تم في جريدة العالم السياسي سنة 1999 التي كان يديرها ويمتلكها الزميل جمال صالحي الذي يطل علينا من لندن كل يوم في قناة المغاربية ويعطينا الدروس في العداوة للنظام ويتهمنا بالعمالة للنظام كما يفعل النكرة عبد الله اليوم وكان سبب التوقيف هو كثرة الحديث في العمود عن حكاية تزوير الرئاسيات وقيل لي: إن جهات رسمية ما تسماش ترى في الحديث عن التزوير مساسا بالمصالح العليا للبلاد! تصوروا! وهذا قبل انسحاب المرشحين الست للرئاسيات في 1999 والزميل عمار نعمي يعرف القصية لأنه حل محلي!.
التوقيف السادس وهو الذي تم من ثلاثة أيام ولا نعرف حتى الآن الفاعل والمفعول لأجله والمفعول معه وأن كنا نعرف المفعول به ويظهر أن التوقيف السادس هذا هو أخطر وأغرب توقيف مر به العمود وستكشف الأحداث في هذا الشأن عن مستوى انحطاط أداء النظام! إذا أن النظام الذي لا يتحمل وجود عمود صحفي حر إلى حد ما في صحيفة كيف يتحمل وجود حزب أو نائب حر؟! بقي أن نقول للنكرة عبد الله: إن الرأس الذي نطح كل هذه الجدران ولم يتفجخ لا يمكن أن يفجخه جدار مزدوجي الجنسية هذا على فرض أن الأمر يتعلق بتخميناتك! أما تنقلاتي عبر 10 جرائد طوال حياتي المهنية فهي دائما البحث عن صحيفة غراء في بلد حرة! ولا شيء غير ذلك. أما حكاية القرابين التي قلت إن حدة قدمتها لإصلاح ما أفسدته أنا فأقول لك من لا يحسن القراءة لا يحسن الكتابة ولو كنت تحسن القراءة لعرفت من الأسلوب بأن المقال المشار اليه منك ليس لحدة رغم أنها وقعته هي! وهذا ما ينفي عنها ما ذكرته من فهم بليد لمحتوى هذا العمود.. لأن العمود نقد للسلطة أكثر مما هو إصلاح لإفساد كما استنتجته!
ما يحزني هو أن يوقفني "كابران" إعلامي فاسد بتهمة المساس بالمصالح العليا للبلاد لأن فضائية جزائرية غير شرعية قرأت عمودي عن الإنتخابات وبرلمان الفساد الذي سننتخبه وأنا الذي كنت أعتقد أنني وصلت إلى مستوى من المهنية والنضج بعد 40 سنة عمل في بلاط صاحبة الجلالة مكنني من التفريق بين المساس بالمصالح العليا للمفسدين والمصالح العليا للبلد... وهو النضج الذي على أساسه قال لي الرئيس بوتفليقة منذ 7 سنوات في لشبونة أمام الجميع: أنت لم تعد سردوكا بل أصبحت صقرا، وأكتب ما تشاء مادمت أنا في السلطة! ما حدث لي اليوم يشبه ما حدث لي سنة 1987 عندما كتبت المقال المشهور في مجلة الوحدة تحت عنوان "هل أصبح حب فرنسا من الإيمان".. وترجمه المرحوم بن بلة الذي كان يمارس المعارضة من فرنسا ونشره في البديل وصادرته المصالح الفرنسية.. وقام البوليس الدولي الجزائري باستدعائي للتحقيق بتهمة أنني أكتب مع بن بلة المعارض في صحيفته الباريسية ( البديل).. وقلت وقتها للضابط الذي حقق معي حفناوي زاغز: أنا كتبت هذا المقال هنا في صحيفة جزائرية هل إذا ترجمته صحيفة معاريف الإسرائيلية اتهم بأنني إسرائيلي؟! واليوم أقول لهذا "الضويبط" الذي كتب ما كتب ضدي لأن المغاربية البائسة قرأت عمودي حول الإنتخابات: لو كنتم رجال إعلام بالفعل وتميزون بين من يمس بالمصالح العليا لوطن والمصالح العليا للفساد ما كانت الفضائيات الفسادية التي تمارس الترابندو الإعلامي الفضائي تثير لديكم الرعب بهذا الشكل البائس! لقد خربتك الإعلام الوطني بجهلكم وظلمكم وممارساتكم البائسة حتى خرج هذا الإعلام عن دائرة الصدف والمصداقية وأصبح عالة على بلة وبلادة القائمين عليه.
هذه القضية البائسة جعلتني أفكر بجد في الذهاب إلى العالية وأشغل النار في جسمي على طريقة البوعزيزي.. لأن العالية هي المكان الوحيد الذي مازال نظيفا لأن بومدين يرقد فيه! وما عليهش إذا قال الفاعلون الحقيقيون أن المديرة حدة هي التي صفعت عمودي كما صفعت الشرطية التونسية البوعزيزي بقي أن أقول للقراء (وليس لك) أنني لن أسكت! ولن يسكتني إلا الرصاص وإذا مت فوصيتي أن لا تقام لي جنازة وأن لا أدفن ممدا بل أدفن واقفا عموديا! ككلب بومدين عنتر الذي مات مسموما وبومدين في زيارة لأسيا وعندما عاد استخرج بومدين جثة عنتر وأعاد دفنها واقفة! وقال لهم: كلب بومدين لا يدفن ممدا! إن أزعم أنني كلب الجزائر وكلب الشعب الجزائري لا أتوقف عن النباح عن السراق والمفسدين وعن الرداءة في تسيير الشأن العام وسأبقى واقفا.. وآمل أن أدفن واقفا عندما أموت! مع تحياتي
https://www.z-dz.com/z/bila_mihaniya/4630.html