عرفنا شمس الدين مهتما بالعمل الخيري : قفة رمضان وتزويج العوانس والعازبات , ثم بدأ إعلام السلطة في تلميعه , فبدأ -هو وإعلام السلطة -في ترويج منهجه الصوفي الغارق في القبورية التي حاربها علماء الجزائر أمثال بن باديس والطيب العقبي بعد سياسة بوتفليقة الداعمة للزوايا والطرقية عمومام
فربما صدّق الرجل أنه صار بذلك مفتيا يفتي للناس في شؤون الدنيا والدين.
وهاهو يفتي : الفوط أو الناتو ؟؟؟؟ عجيب !!
من أهـّـله ليفتي للناس بوجوب الإنتخاب من عدمه ؟ وهل توزيع قفة أو تزويج فتاة يجعل منه مفتيا للديار الجزائرية يفتي للناس في النوازل ؟
ثم إن علامة الخلط المتعمّد والتخبط عند المتمشيخين أمثاله هو أن النظام الجزائري علماني والديمقراطية منهج غربي علماني بحت
يعني نحن أمام وضع علماني صرف , فلماذا يتم إقحام الشرع الإسلامي في قضايا تخصّ مناهج علمانية ؟
وهل جاء الإسلام ليستأصل المناهج المنحرفة أم ليحل مشاكلها ويجد لها الحلول ؟
السياسة الشرعية مختلفة كليا عن النهج الديمقراطي , فالبيعة واختيار الحاكم ومجلس الشورى في الإسلام لا يشبه الإنتخاب الديمقراطي أبدا ..ابدا , بل لها آلياتها , اختيار الحاكم يكون من أهل الحل والعقد , واختيار المستشارين يكون بحسب اختصاصهم وأدوارهم , فلا تشابه بين الديمقراطية الغربية التي استوردناها وبين السياسة الشرعية
وفي الديمقراطية فإن مقاطعة الإنتخابات أسلوب تعبير واعي عن الرفض , ومن اتبع المقاطعة فإنه يكون عبّـر عن رفضه للبديل المقترح . ومن حق المعارضين أن يقاطعوا الإنتخابات , وأحزاب كثيرة في الغرب تتبع أسلوب المقاطعة
فبأي حق يأتي شمس الدين ليتجرأ على الفتوى فيحرّم المقاطعة باسم الإسلام ويخوّف الناس بالناتو ؟ ويحرمهم من حق المقاطعة باسم الإسلام ؟
قد يكون شمس الدين داعية ... ممكن ... من أصحاب العمل الخيري .... ممكن
أما أن يفتي للناس ؟؟ فنقول له : ريـّح .. احكم بلاصتك ... فلستَ من أهل الإختصاص في العلم .. والفتوى لا تكون إلا لمن بلغ مرتبة الإجتهاد .. وأنت لست منهم.
وليس كل من أطال لحيته حق له الفتوى