التحريف الخامس :
قال الشايجي في صفحة ( 9 ) : ( ادَّعى د . ربيع بأن منهجه الآثم في النقد والحكم على الرجال عليه علماء المنهج السلفي ، ومنهم سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ... ) هو من الكذب على الرجل وهو حي ، وهذه كتبه وفتاواه في كيفية التعامل مع جماعات الدعوة ، وكلها ضد منهج د . ربيع ...
فإما أن يكون د . ربيع ممن يجهل ما قاله ويقوله سماحة الشيخ ابن باز في هذا الأمر ونستبعد أن يجهل هذا ، وإما أنه يتعمد الكذب والتضليل ... ) .
أقول :
أولاً : سبحان من طبع على قلوب كثير من الناس فعميت عليهم الأنباء ، حتى قلبوا الحقائق ، وأصبحوا يتهمون الناس بلا دليل ولا برهان ، لأن هذه الحقائق تخالف هواهم ، وتفضح منهجهم وتكشف للناس حقيقتهم .
ونـدع الرد على هذه الفرية الكبرى لسماحة الشيخ عبد العزيز بن بـاز ـ حفظه الله ـ حيث يقول في خطابه الموجه للشيخ ربيع المدخلي برقم 1673 / خ وتاريخ 8 / 9 /1412هـ
" منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف " ، للشــيخ ربيع ، صفحة ( 6 ، 7 ) الطبعة الثانية، طبعة دار المنار . و " النصر العزيز على الرد الوجيز " صفحة ( 2 ـ 3 ) :
( من عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، إلى حضرة الأخ المكرم صاحب الفضيلة الدكتور ربيع بن هادي مدخلي ، وفقه الله لما فيه رضاه، وزاده من العلم والإيمان ، آمين .
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أما بعد : فأشفع لكم رسـالـة جــوابية من صاحب الفضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي حول كتابكم : " منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف " ، لأني قد أحلته إليه ؛ لعدم تمكني من مراجعته ، فأجاب بما رآه حوله ، وقد سرني جوابه والحمد لله ، وأحببت إطلاعكم عليه .
وأسأل الله أن يجعلنا وإياكم وسائر إخواننا من دعاة الهدى وأنصار الحق ، إنه جواد كريم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
وبعد :
فهذا هو الجواب الشافي الكافي للشايجي وإضرابه ؛ لتعرف من الذي يكذب على سماحة الشيخ عبد العزيز وهو حي !!؟ .
ومن الذي يعرض عما قاله ويقوله سماحة الشيخ ابن باز ! .
ومن الذي يتعمّد الكذب والتضليل عليه لأغراضه الشخصية والحزبية !.
والعجب كل العجب أن سماحة الشيخ عبد العزيز يقول : ( وقد سرني جوابه والحمد لله وأحببت إطلاعكم عليه ) .
والشايجي يقول : ( هو من الكذب على الرجل وهو حي ) ، والشايجي يعلم علم اليقين أن الشيخ عبد العزيز أثنى على الشيخ ربيع وعلى كتابه ، ولكن أهل البدع والأهواء تغص حلوقهم عند سماع الحق فينسجوا الأكاذيب حوله، فالله حسبنا عليهم .
وإني أطلب من القارئ الكريم أن يرجع إلى المواطن التي أشرنا إليها ليعرف مدى الانحراف الذي وصل إليه المتعلّقون بالدعوة كذباً وزوراً ، حيث أصبح في صفوفها أكبر الكذابين والمفترين.
والحمد لله الذي جعل غاية كيد الشيطان الوسوسة ، فإن شيطان الجن إذا غلب وسوس ، وشيطان الإنس إذا غلب كذب .
يقول شيخنا الشيخ محمد أمان بن علي الجامي ـ رحمه الله تعالى ـ :
( فكم تشكو الدعوة الإسلامية في العصر الحديث من تناقض الدعاة، تشكو من دعاة يعظون ولا يتعظون ، يقولون مالا يفعلون ، يأمرون ولا يأتمرون ، ينهون ولا ينتهون ، دعاة تكذب أفعالهم أقوالهم في الغالب ، نسمع خطباً منبرية قوية . وتحمسات ، وانفعالات ، وثرثرة ولا شيء غير ذلك ، " نسمع جعجعة ولا نرى طحناً " ) اهـ . " طريق الدعوة إلى الإسلام " ، للشيخ محمد أمان بن علي الجامي ، صفحة ( 192 ) .
( وإن المتتبع لهذه الجماعات التي ظهرت في هذا العصر وما هي عليه من مناهج يمكنه أن يخرج بالنتائج التالية : ...
ـ الكذب المكشوف المتعمد بدعوى أن ذلك يجوز لمصلحة الدعوة ، وهذا قل أن تسلم منه الجماعات التي تنتمي للدعوة في هذا العصر ولم تقم أساساً على منهج الأنبياء والمرسلين في هذا السبيل، وعملهم هذا يشبه مبدأ التقية الذي انبنت عليه عقيدة الرافضة .
ـ إشاعة الأباطيل والأكاذيب ونسبتها إلى علماء السلف وإلى الدعاة السائرين على المنهج الحق ، بقصد تشويه سمعتهم والنيل من مكانتهم وصرف الشــــــباب عنهم ليرتموا في أحضان تلك الجماعات ) اهـ . من كلام شيخنا الشيخ صالح بن سعد السحيمي في مقدمته لكتاب " النصر العزيز على الرد الوجيز " للشيخ ربيع بن هادي المدخلي، صفحة ( 46 ،47 ) .
ثم بعد كل هذه الافتراءات والأكاذيب والإشاعات تسكب العبرات وتبح الأصـوات عند سـماحـة الشيخ عبد العزيز ـ حفظه الله ـ بأننا مظلومون، وأننا ... وأننا ... .
كما قال ابن المعتز :
ثم بكوا من بعده وناحوا .. .. .. كذباً كذلك يفعل التمساح
كما هو الحال في خطابهم الموجه إلى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، والذي تم طبعه وتوقيعه من خمسين عضواً منهم ، والصادر في الكويت بتاريخ 21 جمادى الآخرة 1416هـ ، والخطاب الذي وصل سماحته مؤرّخ في 7 رجب 1416هـ ، ولعل الكتاب غير الكتاب ، لأن مِن مأخذ أهل الأهواء تحريف النصوص . والله أعلم
ثانياً : لقد أيَّد علماء أهل السنة والجماعة في هذا العصر منهج النقد الذي أوضحه الشيخ ربيع في عدد من كتبه ، ومن هؤلاء العلماء : سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ، والشيخ الألباني ، والشيخ صالح الفوزان ، والشيخ عبد العزيز السلمان ، والشيخ أحمد بن يحي النجمي ، والشيخ زيد بن محمد هادى . وغيرهم من العلماء .
فليرجع من شاء إلى مقدمة كتاب ( منهج أهل السنة والجماعة في نقــد الرجال والكتب والطـــوائف ) ـ الطبعة الثانية ـ ، ومقــدمة كتاب ( النصر العزيز ) ليتأكد من هذا ، وليتأكد من أن هذا هو منهج أهل السنة والجماعة الذي ساروا عليه في نقد الرجال ونقد العقائد وغيرها ، وأنه لا يمكن التمييز بين الحق والباطل والسنة والبدعة ، ولا التمييز بين صحيح الأحاديث وضعيفها ، إلا بهذا المنهج ، بل لا يُذاد عن الإسلام والسنة إلا به ، وهذه بعض إجابات أهل العلم والفضل حول هذا الموضوع .
1ـ سئل فضيلة شيخنا الشيخ عبد المحسن العباد ـ حفظه الله تعالى ـ السؤال الآتي : هل من منهج السلف : أني إذا انتقدت مبتدعاً ليحذر الناس منه يجب أن أذكر حسناته لكي لا أظلمه ؟ .
فأجاب فضيلته بقوله :
( لا ، لا ، ما يجب ، إذا حذَّرت من بدعة وذكرت البدعة وحذرت منها ؛ فهذا هو المطلوب ، ولا يلزم أنك تجمع الحسنات وتذكر الحسنات ، وإنما للإنسان أن يذكر البدعة ويحذّر منها ، وأنه لا يغتر بها ) . درس سنن النسائي ، شريط رقم ( 18942 )
كما سئل حفظه الله :
هل في قول النبي صلى الله عليه وسلم عن معاوية ( صعلوك لا مـال له ) ، وأبي الجهم ( لا يضع العصا عن عاتقه ) ؛ دلالة على عدم وجوب ذكر الحسنات في باب النقد ؟
فأجاب بقوله :
( نعم ؛ فيه دلالة ، لأن القضية ما هي قضية معرفة جميع ما له وما عليه ، لأن المهم في الأمر هذه النقاط التي تبعث على الانصراف عنه والعدول عنه ، لأنه هذا هو المقصود ، ما هو المقصود أنه لا يذكر أحد إلا بعد ما يبحث عن حسناته ، وهل له حسنات أو ليس له حسنات ؟ لا .
يعني الكلام استشير في شخص هذه المشورة تتعلق بكونه صالح لأن يعامل هذه المعاملة ، أو أن الأولى للإنسان أن لا يعامله ، وما هو السبب الذي يجعل الإنسان لا يُعامل فهو بحاجة إلى سبب عدم التعامل ، وأما كونه يبحث عن حسناته ويقول فيه صفات طيبة وفيه صفات كذا ، وفيه صفات كذا .
يعني هذا الحديث يدل على أنه ليس بلازم ، لأن المهم في الأمر ما يبعث على الرغبة إن كان ما فيه شيء أو يبعث على العدول عنه إذا كان فيه شيء لا يصلح ولا ينبغي ) . درس سنن النسائي ، شريط رقم ( 19782 )
2 ـ سئل فضيلة الشيخ صالح الفوزان السؤال الآتي :
هل يلزمنا ذكر محاسن من نحذّر منه ؟ .
فأجاب بقوله :
( إذا ذكرت محاسنهم فمعناه أنك دعوت لاتباعهم ، لا ، لا تذكر محاسنهم ، اذكر الخطأ الذي هم عليه فقط ؛ لأنه ليس موكولا إليك أن تزكي وضعهم ، أنت موكول إليك بيان الخطأ الذي عندهم من أجل أن يتوبوا منه ، ومن أجل أن يحذره غيرهم ، والخطأ الذي هم عليه ربما يذهب بحسناتهم كلها إن كان كفرا أو شركا ، وربما يرجح على حسناتهم ، وربما تكون حسنات في نظرك وليست حسنات عند الله .
وقـــال في جـواب آخـر :
( ... وأصــل هــذه الشبهة ـ الموازنة بين الحسنات والسيئات في النقد ـ قالها بعض الشباب وكتب فيها رسالة ؛ فطار بها بعض الشباب فرحاً .
وقد وقفت على هذه الرسالة التي يزعم صاحبها لزوم الموازنة ، ووقفت على رسالة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي ، رد فيها على هذه الرسالة التي يزعم صاحبها لزوم الموازنة ردا وافيا ، وبين ما في هذا الكلام من الخطأ ومن ترويج الباطل ، وبين مذهب السلف في الرد وأنهم ردوا على أناس مضللين ولم يثنوا عليهم ؛ لأنهم لو أثنوا عليهم صار هذا من باب التناقض ) . " الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة " صفحة ( 13 ـ 14، 37 ـ 38 )
3 ـ ها هو الشيخ بكر أبو زيد يسير على منهج أهل السنة والجماعة في وجوب الرد على المخالف بقوله :
( لهذا رأيت تجريد القلم في هذه المقالة مساهمة في إحياء ما اندثر من هذا الواجب الكفائي في نفوس المقصرين ، وتحذير المخذِّلين ، وأن من جمع بين التقصير والتخذيل ، فقد جمع بين سوأتين ، وتلاعب به الشيطان مرتين ، في سكوته عن الحق تارة ، وتخذيل القائم به تارة أخرى.
ومِن قَبْل هذا إعلام أهل الأهواء على اختلاف صنوفهم ، أن ردَّ الهوى والبدعة ، ونقض الشبهة ، ورفض داعي الشهوة ؛ أصل عقدي ، متصل العقد في اعتقاد أهل السـنة والجــماعة ؛ وأنهم يـَدٌ على من ناوأهم ، حرب على من عاداهم ، ويسعى بذمتهم أدناهم ، فيقوم بهذا الواجب الكفائي من شاء الله من علمائهم ، حتى تحيا السنن ، وينتصر أهلها ، وتموت البدعة ، ويخمد حملتها ، ومن في قلبه بقايا من مرض منهم ؛ يطوي بساط القيل ، ويرد الطرف وهو حسير ، ( فشرِّدْ بهم من خلفهم لعلهم يذَّكَّرون ) سورة الأنفال، آية : 57 .
( " الرد على المخالف " ، صفحة " 16 " ) .
وقال أيضاً : ( إن كشف الأهواء ، والبدع المضلة ، ونقد المقالات المخالفة للكتاب والسنة ، وتعرية الدعاة إليها ، وهجرهم ، وتحذير الناس منهم ، وإقصائهم ، والبراءة من فَعَلاتهم ، سنة ماضية في تاريخ المسلمين ؛ في إطار أهل السنة ، معتمدين شرطي النقد : العلم وسلامة القصد ) . " تصنيف الناس بين الظن واليقين " ، صفحة " 8 " .
فها هو الشيخ بكر أبو زيد ـ الذي تدّعي أنه شيخك ، وأنّك تقتدي به ، وتسير في ركابه ـ يسير على منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف . وهي سنة ماضية في تاريخ المسلمين في إطار أهل السنة والجماعة ، وأنها واجب كفائي ، وأن رد الهوى والبدعة ، ونقض الشبهة ، ورفض داعي الشهوة ، أصل عقدي متصل العقد في اعتقاد أهل السنة والجماعة وأنهم يد على من ناوأهم ، حرب على من عادهم، ويسعى بذمتهم أدناهم .
فلماذا كل هذه الحملة على الشيخ ربيع وحده فقط ؟ .
أم أنها من الخاص الذي يراد به العام ، ولكن لا تستطيع أن تفصح عن ذلك ؟ ولعـل الأيـام القـادمة تكشـف لنا عن شجاعتك فتطعن في شيخك ـ أيضاً ـ الشيخ بكر أبو زيد ، وفى إخوانه الكرام من هيئة كبار العلماء تصريحاً أو تلميحاً ، وتحط من قدرهم ، وتقلل من شأنهم ؛ لأنهم خالفوا هواك وفهمك السقيم
فهذه سُـنَّة باقية في أهل البدع .
التحريف السادس :
قال الشايجي في صفحة ( 59 ) تحت عنوان : د . ربيع وجبهة الإنقاذ :
1 ) قال د . ربيع في محاضرة مسجلة : ( فأدرك " الشعب الجزائري " طريقه إلى الإسلام من الشرق والغرب ، وانتشر المنهج في هذا البلد ، وقيام دولة سلفية فحرك الأحزاب الجاهلية المنحرفة للقيام بهذه الفوضى التي حدثت في الجزائر ، فحدثت النتائج التي ترونها الآن من سفك الدماء ، وزلزال البلاد وأهلها ، وانحراف كثير من شبابها ، وضياعهم وتشردهم من هذا الرأي الذي لا يعرف حقيقة الإسلام ، لا عقيدة ولا شريعة) . [ محاضرة غربة التوحيد والسنة ] .
2 ) وقال في جوابه على سؤال : ( ما رأيكم في الدعوة القائمة في الجزائر ، هل هي على المنهج السلفي الصحيح ؟ ) .
فأجاب : ( نحن لم نذهب إلى الجزائر ، وإنما نسمع أن هناك سلفيين ، ودعوتهم قائمة على كتاب الله وسنة رسوله وعلى منهج السلف الصالح ، وأناس آخرون لم يعرفوا منهج السلف ، وتشبّعوا بمنهج السيد قطب ، وأوسعوا هذا البلد فأثخنوه ، فكان الناس في الجزائر مقبلين على المنهج السلفي ، وكان متعلقاً بالشيخ ابن باز ، والشيخ الألباني ، والشيخ ابن عثيمين ، ومعظم الشعب الجزائري لا يقبل إلا فتاواهم ، ويسير في طريق المنهج السلفي ) . [ محاضرة "غربة التوحيد والسنة " ] .
أقول :
هذه هي حال الشــايجي ، ( وقد نزعه عرق الخـالفــين ـ كما قاله الشـيخ : بكــر أبو زيــد ـ من أهل الأهـــواء متـصرفــاً في النصوص بالتحريف ، والتغيير ، والتبديل ، والبتر ، والزيادة ، والنقص ) .
وإليك جواب الشيخ ربيع كاملاً على هذا السؤال ، وندع الحكم لكل لبيب فطن ليقارنه مع ما افتراه الشايجي على الشيخ ربيع .
قال الشيخ ربيع : ( نحن ما ذهبنا إلى الجزائر ولكن نسمع أن هناك سلفيين قائمة دعوتهم على كتاب الله وعلى سنة رسوله وعلى منهج السلف الصالح ، وأناس آخرون لم يعرفوا منهج السلف وتشبعوا بمنهج سيد قطب وأوسعوا هذا البلد وأثخنوه بالمشاكل ، فعادت الجزائر القهقرى ، كان الناس من الشعب الجزائري أقبل على المنهج السلفي ، وكان تعلقه بالشيخ ابن باز والشيخ الألباني والشيخ ابن عثيمين ، ومعظم الشعب الجزائري لا يقبل إلا فتاواهم ويسير في طريق المنهج السلفي ، فأدرك أعداء الإسلام من الشرق والغرب انتشار المنهج السلفي في هذا البلد وقيام دولة سلفية فحرك الأحزاب الجاهلية المنحرفة للقيام بهذه الفوضى التي حصلت في الجزائر ، فحصلت النتائج التي ترونها الآن من سفك الدماء وزلزلة البلاد وأهلها ، وانحراف كثير من شبابها وضياعهم وتشردهم ، فما هي الثمار الطيبة التي جنيناها من هذا الرأي ، الذي لا يعرف حقيقة الإسلام لا عقيدة ولا شريعة . ولو قامت له دولة لأقام دولة تصوغ من الشيوعية والمسيحية معاً مزيجاً كاملاً يتضمن أهدافهما ويحققها ، لو قامت دولة تكون من هذا النمط ) اهـ .
فانظر ـ رحمك الله تعالى ـ إلى الفرق الواضح البَـيِّن بين العبارتين ، ركاكة في الأسلوب ، حذف وإضافة ، تقديم وتأخير في الجواب .
والحمد لله الذي جعله يحيل إلى اسم الشريط كي يفتضح أمره ، وإلا أصبحت من الوثائق السرية التي يصعب الوصول إليها ، وأصبحت هذه النسبة من جعل ( أعداء الإسلام من الشرق والغرب هم الشعب الجزائري ) في خبر ( كان ) أو ( كاد ) ، ولصدّقها كثير من الرعاع .
( كان الكوثري يرتجل الكذب ويغالط ، وينسب إلى بعض العلماء والرواة ما لا يوجد في الكتب ، للتشكيك في رواياتهم ، تحقيقاً لهدفه ، وشفاءً لغيظه منهم ... ( كما ) اشتهر الكوثري بالخيانة في النقل عند أهل العلم الفضلاء .
وهذا أمر مفروغ منه لا يحتاج إلي مراجعة .
( أما ) فجور الكوثري مع خصومه ، ووقوعه فيهم فحدث عنه ولا حرج ، ( وكذلك ) التمادي في الباطل ) . " دعوة شيخ الإسلام ابن تيمية " ص ( 323 ـ 326 ) باختصار ، وما بين المعكوفتين زيادة مِنِّي
فإن شُبه الشايجي بالكوثري في كذبه ، وخيانته في النقل ، وفجوره ، وتماديه في الباطل ، وفيما ينسب إلى الشيخ ربيع مما لا يوجد في كتبه للتشكيك ، وتحقيقاً لهدفه ، وشفاءً لغيظه منه .
فإن هذا التشبيه خالٍ من المحسوبية ؟؟ .
أمَيناً وإخلافاً وغدراً وخِسَّةً .. .. .. وجُبناً ، أشخصاً لُحت لي أم مخازيا
يقول عبد الرحمن عبد الخالق في كتابه ( فصول من السياسة الشرعية ) :
( نعني بالإعلام الخبيث : انتحال الكذب وتلفيق الأقاويل ونشر الإشاعة ، وذلك لهدم العدو وصرف الناس عن دعوته وتخذيلاً لأتباعه ، وهذا النوع من أساليب الإعلام هو من أشدها فتكاً وأعظمها تدميراً وهدماً ، وبالرغم من أن الإسلام منذ بدأ قابل أناساً استخدموا هذا الأسلوب الخسيس من أساليب الإعلام ، إلا أن الله لم يبح لنا أن نعاملهم بالمثل ، فنفتري الكذب كما يفعلونه، ونلفق الأقاويل كما يصفون؛ بل نعالج هذا ببيان زيف أقوالهم وكذب ادعاءاتهم
... والحرب الإعلامية مع هؤلاء الأعداء لا يجوز بتاتاً أن تتخذ حملات الكذب والافتراء والتشويه ، بل يجب أن تتخذ الصدق والأمانة المطلقة في النقل والحكاية ، فتحميل العدو ما لم يقل ، واتهامه بما ليس فيه ، وإلقاء الكلام فيه على عواهنه ، واستحلال الكذب عليه لأنه عدو ولأنه كافر ، كل هذا مناقض للإسلام الذي بعث الله به محمداً صلى الله عليه وسلم ) . " فصول من السياسة الشرعية " لعبد الرحمن عبد الخالق، صفحة ( 72 ـ 74 )
أقول :
تعريف عبد الرحمن عبد الخالق للإعلام الخبيث بأنه انتحال الكذب وتلفيق الأقاويل ونشر الإشاعة وذلك لهدم العدو وصرف الناس عن دعوته وتخذيلاً لأتباعه ... وهو من أشدها فتكاً وأعظمها تدميراً وهدماً ، وأنه أسلوب خسيس ، ينطبق تماماً على الشايجي .
فلماذا الكذب على الشيخ ربيع والله عز وجل لم يبح ذلك ؟ .
ولماذا تلفق الأقاويل وتنشر الإشاعات ضده ؟ .
ولماذا استخدم هذا الأسلوب الخسيس المناقض للإسلام مع الشيخ ربيع ؟ .
ولماذا اتخذت حملات الكذب والافتراء والتشويه على الشيخ ربيع، وهي لا تجوز مع الكفار ، بدلاً من الصدق والأمانة المطلقة في النقل والحكاية ؟ .
ولماذا لا يكون عشر معشار هذا الهجوم الشرس على أهل البدع الذين لوثوا البلاد والعباد بأفكارهم المسمومة بدلاً من الشيخ ربيع ؟ .
فهذا هو الطالب النجيب يكذب ويتحرى الكذب وكأن لسان حاله يقول :
وينشأ ناشئ الفتيان فينا .. .. .. على ما كان عوّده أبوه
ووالله إن والديه لم يعلماه الكذب وظلم الناس إنما علمه هذا الأسلوب الماكر الخسيس دعاة الحزبية دعاة الباطل الذين تربى في أحضانهم .
فلماذا لم يردعه شيخه عن الكذب على الشيخ ربيع ؟ .
أم لأن الشايجي دافع عنه بالباطل فيجب السكوت عنه ؛ بل وتشجيعه . كيف لا وهو المطلع على جميع ما يكتب ويسطر بنانه ، فإلى الله المشتكي ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
قال الشيخ ربيع ـ حفظه الله ـ : ( ولما بلغ السيل الزبا اضطررت إلى الكتابة عن عبد الرحمن عبد الخالق دفعاً لبعض هذه الفتنة التي امتدت إلى العالم كله ، ولا سيما إلى المملكة واليمن والجزائر والسودان وشرق آسيا ، فتنة أهين فيها السنة وأهلها ، وأكرم فيها أهل البدع والتحزب والباطل .
فناقشت عبد الرحمن في بعض أخطائه ناقلاً ما كتبه بيده من كتبه بالحرف والصفحة بكل دقة وأمانة ، وهي كثيرة وكبيرة في كتاب سميـته : ( جماعة واحدة لا جماعات وصراط واحد لا عشرات ) .
فبدل أن يندم على ما ارتكبه هو وتلاميذه في حق السنة وأهلها وفي الدفاع بالباطل عن الباطل وأهله ، هبَّ مذعوراً يرمي ويقذف ، ويبتر ويحذف ، موجهاً كل ذلك ظلماً وافتراءً إلى ربيع بن هادي ، فكتب يشكوني إلى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ـ يحفظه الله ـ، ما أظنه صدق في كلمة واحدة .
وكم بتر من النصوص للخداع والمخادعة ـ ( " كما سيأتي قريباً تحت عنوان " وجهان لعلّة واحدة " ) ـ ، وألف كتاباً سماه الرد الوجيز، لا أظنك تجد فيه كلمة صدق ، وألقى محاضرة سماها الوجيز ، فصار في هذه المعركة عمدته الأكاذيب والافتراءات والشائعات الكاذبة .
والحاصل أن فتنة عبد الرحمن وتلاميذه ومدرسته على السلفية فاقت فتنة وأذى كل خصوم أهل السنة من الخرافيين والمتحزبين السياسيين ) . " النصر العزيز على الرد الوجيز " ، صفحة ( 54، 55 )
( ثم مع كل ذلك تحرّك تلاميذه لوضع مؤلفات على منهجه؛ تطعن في أهل السنة وتشوّههم ، وتدافع عن أهل البدع والأحزاب المنحرفة ) . المصدر السابق ، صفحة ( 53 )
أقول : وهل تلد الحية إلا الحية يا شيخنا ؟ .